ليبيا: الصراع على المصرف المركزي يعّمق األزمة السياسية
تكمن أهمية المصرف المركزي الليبي في كونه يشرف على إدارة إيرادات النفط وميزانية الدولة
اﻧﺪﻟﻌﺖ اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻋﻘﺐ إﻋﻼن »اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ«، ﻳﻮم ٠٢ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﺗﻌﻴﲔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﻜﺮي ﻣﺤﺎﻓﻈﴼ ﻟﻠﻤﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي، وﻫﻮ ﻗـﺮار رﻓﺾ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬه. وﻣﻦ ﺛﻢ، ﺗﻨﺤﻰ اﻟﺸﻜﺮي ﻋﺎزﻓﴼ ﻋﻦ ﻗــﺒــﻮل اﳌــﻨــﺼــﺐ، ﻓـــﻲ ﺧــﻄــﻮة ﻋــﺪﺗــﻬــﺎ ﻣﺠﻠﺔ »ﻓـــﻮرﻳـــﻦ ﺑـﻮﻟـﻴـﺴـﻲ« اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ »اﻧـﻌـﻜـﺎﺳـﴼ ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺸﻜﺮي ﻓﻲ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻮر ﺻﺮاع دﻣﻮي ﺑﲔ ﺳﻠﻄﺎت ﻟﻴﺒﻴﺎ اﳌﺘﻨﺎزﻋﺔ«.
ﺑــــــﻌــــــﺪﻫــــــﺎ، ﻟــــــــﻢ ﺗـــــﺘـــــﻮﻗـــــﻒ ﻣــــــﺤــــــﺎوﻻت »اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ« إﻗﺎﻟﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ رﻏﻢ ﺗﺬﻛﻴﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺄن »ﺗﻌﻴﲔ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي، وﻓﻘﴼ ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ )١( ﻟﺴﻨﺔ ٥٠٠٢، ﻳﺘﺒﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟـﺘـﺸـﺮﻳـﻌـﻴـﺔ«، اﻷﻣــﺮ اﻟـــﺬي أﻛـــﺪه ﻣﺠﻠﺴﺎ »اﻟـــﻨـــﻮاب« و»اﻟـــﺪوﻟـــﺔ«. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﺪ ﻟـ»اﻟﻨﻮاب« أﻋﻠﻦ »اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ« ﺗـــﻌـــﻴـــﲔ ﻣـــﺤـــﺎﻓـــﻆ وﻣـــﺠـــﻠـــﺲ إدارة ﺟـــﺪﻳـــﺪ ﻟـ »اﳌﺮﻛﺰي« وﺗﻜﻠﻴﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر رﺋﺎﺳﺘﻪ، ردﴽ ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء ﺑﺮﳌﺎن اﻟﺸﺮق وﻻﻳﺔ »اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻲ« و»ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟـﻮﺣـﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« اﳌﺆﻗﺘﺔ، ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺪﺑﻴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟـﻐـﺮب. وﺑﺴﺮﻋﺔ، ﺳﻴﻄﺮت »ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ واﺳـــﺘـــﻼم اﻟــﺼــﻼﺣــﻴــﺎت« اﳌــﻌــﻴــﻨــﺔ ﻣـــﻦ ﻗـﺒـﻞ »اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻲ« ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﻘـــﺮ اﳌـــﺼـــﺮف اﳌـــﺮﻛـــﺰي ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﺠﻠﺲ اﻹدارة اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ. وﻟﻘﺪ ذﻛﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر ﻓﻲ أول ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، أن »اﳌﺼﺮف ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﴼ وﻓـﻖ اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، وﻋﺒﺮ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ذوي اﻟﺨﺒﺮات«.
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻟﻢ ﻳﻠﻖ ﻫـﺬا اﻟﺘﺼﺮف ﻗﺒﻮﻻ ﻟﺪى ﺣﻜﻮﻣﺔ أﺳﺎﻣﺔ ﺣﻤﺎد )ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺑﻨﻐﺎزي( اﻟــﺘــﻲ أﻋـﻠـﻨـﺖ ﺣــﺎﻟــﺔ »اﻟـــﻘـــﻮة اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة« ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮل واﳌــﻮاﻧــﺊ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، ووﻗـﻒ إﻧــــﺘــــﺎج اﻟـــﻨـــﻔـــﻂ وﺗــــﺼــــﺪﻳــــﺮه ﺣـــﺘـــﻰ إﺷـــﻌـــﺎر آﺧـــﺮ. ﻛـﺬﻟـﻚ اﺷــﺘــﺮط ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺻـﺎﻟــﺢ، رﺋﻴﺲ »اﻟـــﻨـــﻮاب«، ﻋـــﻮدة اﻟﻜﺒﻴﺮ إﻟــﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻋـــــــــﺎدة ﻓـــﺘـــﺢ ﺣــــﻘــــﻮل اﻟـــﻨـــﻔـــﻂ واﺳـــﺘـــﺌـــﻨـــﺎف اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ.
اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر ﻳـــﻮﺳـــﻒ اﻟـــﻔـــﺎرﺳـــﻲ، أﺳــﺘــﺎذ اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ورﺋــﻴــﺲ ﺣـــﺰب »ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﻜﺮاﻣﺔ«، ﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻷزﻣﺔ اﻟــﺤــﺎﻟــﻴــﺔ ﻛــﻤــﺎ ﻳــﺒــﺪو »ﺗـــﺮﺟـــﻊ إﻟــــﻰ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟـــﺘـــﻘـــﺸـــﻒ اﻟــــﺘــــﻲ ﻓـــﺮﺿـــﻬـــﺎ اﻟـــﻜـــﺒـــﻴـــﺮ ﺗـــﺠـــﺎه )اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ( وﺣﻜﻮﻣﺔ )اﻟـﻮﺣـﺪة(، ﻣﻊ ﺗﻘﻨﲔ اﻟﺼﺮف ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺠﺰ اﳌﻮازﻧﺔ. ﻫﺬا ﺿﻴﻖ اﻟﺨﻨﺎق ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻟﻴﺼﺪر ﻗﺮار اﻹﻗﺎﻟﺔ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺪ ﻣـﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎت )اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻲ(... إﻧﻬﺎ أزﻣﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺿﻊ ﺻﻌﺐ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻟـــﻴـــﺒـــﻴـــﺎ وﺻـــــــــﺮاع ﻣـــﺴـــﺘـــﻤـــﺮ ﺑـــــﲔ اﻟـــﻜـــﻴـــﺎﻧـــﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ«.
ﻟـﻜـﻦ اﻟـــﺼـــﺮاع اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺤﺼﻮر ﺑــــﺎﳌــــﺼــــﺮف اﳌـــــــﺮﻛـــــــﺰي، ﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﻟـــﺨـــﺒـــﻴـــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ وﺣــﻴــﺪ اﻟــﺠــﺒــﻮ، اﻟــﺬي ﻗــﺎل ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« إﻧــﻪ »ﻳﻤﺘﺪ أﻳﻀﴼ إﻟــــــﻰ اﳌــــﺆﺳــــﺴــــﺎت اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﺔ اﻟـــﻜـــﺒـــﺮى ﻛــﺎﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻨــﻔــﻂ واﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ ﻟـــﻼﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎر... إﻧـــــﻪ ﺻـــــــﺮاع ﺑـﲔ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ أن اﻟــﻨــﻔــﻂ واﳌـــــﺎل ﻣـــﻦ أﻫـــﻢ ﻣــﺮاﻛــﺰ اﻟـﻘـﻮة، اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎول ﻛﻞ ﻃـﺮف أن ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻟــﻨــﻔــﺴــﻪ«. وﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳــﺆﻛــﺪ اﻟــﺠــﺒــﺮ »ﺑــﻄــﻼن« ﻗﺮار اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﺼﺮف؛ ﻷن »اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﻣــﻄــﻠــﻮب، وﻟـــﻜـــﻦ ﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ﺻﺤﻴﺢ«. الحرب الروسية - األوكرانية
اﺳــﺘــﺨــﺪام ﺳـــﻼح اﻟـﻨـﻔـﻂ ﻓــﻲ اﻟــﺼــﺮاع ﻟــﻴــﺲ ﺟـــﺪﻳـــﺪﴽ، ﻓـﺒـﻌـﺪ ﺷــﻬــﺮﻳــﻦ ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﺮب اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ - اﻷوﻛـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ أﻋـــﻠـــﻦ ﻋـــﻦ ﺣـﺼـﺎر ﻧـــﻔـــﻄـــﻲ ﻟـــﻴـــﺒـــﻲ ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ ﻣـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﺔ اﻟـــﺪﺑـــﻴـــﺒـــﺔ ﺑـــﺎﻻﺳـــﺘـــﻘـــﺎﻟـــﺔ ﻟـــﺼـــﺎﻟـــﺢ ﻓـــﺘـــﺤـــﻲ ﺑـــﺎﺷـــﺎﻏـــﺎ، رﺋﻴﺲ اﻟـــﻮزراء اﳌﻨﺎﻓﺲ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮق آﻧــﺬاك. ﻳﻮﻣﺬاك، ﺑﺪا أن اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﺪﺑﻴﺒﺔ ﺣﻠﻴﻔﺎن، اﺗـﻬـﻢ رﺋـﻴـﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ »اﻟــﻮﺣــﺪة« ﺑـــ»إﺳــﺎءة اﺳﺘﺨﺪام أﻣﻮال اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﳌﺮﻛﺰي«، وﻓــﻖ »ﻓـﻮرﻳـﻦ ﺑﻮﻟﻴﺴﻲ« اﻟﺘﻲ أﺷـــﺎرت إﻟﻰ »اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺼﺎر ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٢٢٠٢ ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﻘﻖ أي ﻃﺮف ﻫﺪﻓﻪ«.
وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ ﻋﺒﺪ اﻟـﻬـﺎدي رﺑﻴﻊ، اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ اﳌـــﺼـــﺮي اﳌـﺘـﺨـﺼـﺺ ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﺄن اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ ﻟــــ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« إﻟــﻰ أن »اﻷزﻣــــﺔ ﻟﻴﺴﺖ وﻟـﻴـﺪة اﻟــﻴــﻮم، ﺑـﻞ ﺗﻌﻮد ﺟــﺬورﻫــﺎ ﻟـﻔـﺘـﺮات ﺳـﺎﺑـﻘـﺔ ﺣــﺎوﻟــﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟــــــﺮاء ﻗـﺎﻧـﻮﻧــﻲ
ﺳﻠﻄﺎت ﺷﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﺼﺮف اﳌـﺮﻛـﺰي ﺑﻮﺟﻪ رﻓـﺾ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻐـﺮب، ﻗﺒﻞ أن ﺗﻨﻌﻜﺲ اﻟـﺼـﻮرة أﺧﻴﺮﴽ وﻳﻐﺪو اﻟﺸﺮق ﻣﺘﻤﺴﻜﴼ ﺑﺎﻟﻜﺒﻴﺮ اﳌـــﺮﻓـــﻮض ﻣــﻦ اﻟــﻐــﺮب«. وأرﺟــــــﻊ رﺑـــﻴـــﻊ اﻷزﻣــــــﺔ اﻷﺧــــﻴــــﺮة إﻟــــﻰ »ﻧـــﺰع ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻋـﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻲ، ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺻﺮف اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣــــﻤــــﺎد ﻓــــﻲ اﻟـــــﺸـــــﺮق؛ ﻣــــﺎ أﻏــــﻀــــﺐ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟﺪﺑﻴﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ«. من »معسكر القذافي« إلى قلب »الثورة«
اﻟﻜﺒﻴﺮ، اﻟﺬي ﻋﲔ ﻣﺤﺎﻓﻈﴼ ﻟـ»اﳌﺮﻛﺰي« ﻋﺎم ١١٠٢، ﺻﺎر ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻣﺤﻮر ﺻﺮاع ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺘﲔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺘﲔ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد. وﻫـﻮ ﺧﺮﻳﺞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﺗﻔﻮرد اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻛﺎن ﻣﺤﺴﻮﺑﴼ ﻋﻠﻰ ﻧـﻈـﺎم ﻣﻌﻤﺮ اﻟــﻘـﺬاﻓــﻲ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ أواﺋــﻞ »اﻟـﺜـﻮار« ﺿﺪ ﺣﻜﻤﻪ. ﻓﻘﺪ اﻧﻀﻢ إﻟــﻰ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ إﺛﺮ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي. وﻃﻮال ٣١ ﺳﻨﺔ ﻟﻌﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ دورﴽ
ﻣﺤﻮرﻳﴼ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ - اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
ﻣﺮاﻗﺒﻮن ﻳﺮون أن اﻟﻜﺒﻴﺮ داﺋﻤﴼ ﻳﺮاﻫﻦ ﻋـﻠـﻰ »اﻟــﺤــﺼــﺎن اﻟــــﺮاﺑــــﺢ«، وﻳـــﻮﺻـــﻒ ﺑـﺄﻧـﻪ »آﺧـــــﺮ ﻣـــﻦ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﻣـــﻦ اﻟــــﺜــــﻮار« و»اﻟـــﻘـــﺬاﻓـــﻲ اﻟـــــﺠـــــﺪﻳـــــﺪ«، وﻫـــــــﻮ اﺗـــــﻬـــــﺎم ﺑـــــﲔ اﺗــــﻬــــﺎﻣــــﺎت واﻧـﺘـﻘـﺎدات ﻋــﺪة وﺟــﻬــﺖ إﻟـﻴـﻪ، وﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ اﻟــﺘــﺸــﻜــﻴــﻚ ﻓــــﻲ ﺟــﻨــﺴــﻴــﺘــﻪ ﻣــــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ »ﺛـــــﻮار اﻟــﺰاوﻳــﺔ« ﻋــﺎم ٣١٠٢. أﻳﻀﴼ ﺗـﻌـﺮض اﻟﺮﺟﻞ ﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﻋﺪة إﺑﺎن ﻋﻬﺪ اﻟﻘﺬاﻓﻲ، وﺗﺠﺪدت ﻣـﻊ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻣﺤﺎﻓﻈﴼ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺨﻄﻰ اﻷزﻣــﺔ ﺑﻤﻬﺎراﺗﻪ اﳌﻌﺘﺎدة اﻟﺘﻲ أﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳــﺎﺑــﻖ اﻻﻧـــﺘـــﻘـــﺎل ﻣـــﻦ ﻣـﻌـﺴـﻜـﺮ اﳌـﺤـﺴـﻮﺑـﲔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺬاﻓﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ »اﻟﺜﻮار«. واشنطن على خط األزمة
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻳﻠﻘﺐ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑـﺄﻧـﻪ »ﺣﻠﻴﻒ واﺷــﻨــﻄــﻦ«، ورﺑــﻤــﺎ ﻛــﺎن ﻫﺬا ﺳــﺒــﺐ دﺧـــــﻮل واﺷــﻨــﻄــﻦ ﻋــﻠــﻰ ﺧـــﻂ اﻷزﻣــــﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﺣﲔ أﻋﻠﻨﺖ ﺳﻔﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻋﻦ ﻟﻘﺎء ﺟﻤﻊ ، اﻟﺠﻨﺮال ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻻﻧﻐﻠﻲ، ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﺑﻴﺮﻧﺖ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل، ﻣـــﻊ ﺣــﻔــﺘــﺮ. وﻟـــﻘـــﺪ ﺣـــﺜـــﺖ واﺷـــﻨـــﻄـــﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ »اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻨﺎء ﻓــﻲ اﻟــﺤــﻮار ﺑـﺪﻋـﻢ ﻣــﻦ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟــﺪﻋــﻢ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ«. ﻛـــﺬﻟـــﻚ، أﻋــﻠــﻨــﺖ ﺑـﻌـﺜـﺔ اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ، ﻋـــﺰﻣـــﻬـــﺎ ﻋـــﻘـــﺪ اﺟـــﺘـــﻤـــﺎع ﻃــــــﺎرئ ﻟـــﺤـــﻞ أزﻣــــﺔ اﳌـــﺼـــﺮف اﳌـــﺮﻛـــﺰي؛ ﺑــﻬــﺪف »اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟــﻰ ﺗـﻮاﻓـﻖ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟــﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺴﺎرﻳﺔ، وﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﳌــــﺼــــﺮف اﳌـــــﺮﻛـــــﺰي وﺿــــﻤــــﺎن اﺳـــﺘـــﻤـــﺮارﻳـــﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ«.
»سالح المعركة«
ﺗــﻜــﻤــﻦ أﻫــﻤــﻴــﺔ اﳌـــﺼـــﺮف اﳌــــﺮﻛــــﺰي ﻓﻲ ﻛــﻮﻧــﻪ ﻳــﺸــﺮف ﻋــﻠــﻰ إدارة إﻳـــــــﺮادات اﻟـﻨـﻔـﻂ وﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، ﻗﺒﻞ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﺑﲔ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻴـﺔ اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، وﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻓـﺘـﺮة اﻟﻬﺪوء أﺧﻴﺮﴽ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ رﻓﻊ إﻧﺘﺎﺟﻪ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ٢٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ. ﻟﻜﻦ إﻋﻼن اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺔ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻨـﻔـﻂ ﺣـــﺎﻟـــﺔ »اﻟـــﻘـــﻮة اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة« ﻓـــﻲ ﺣــﻘــﻞ اﻟـــــﺸـــــﺮارة، أﺣــــﺪ أﻛــﺒــﺮ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﻄﺎﻗﺔ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٠٠٣ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، أﺛﺎر ﻣﺨﺎوف دوﻟﻴﺔ ﺑـــﺸـــﺄن ﺧــﻔــﺾ اﻹﻧــــﺘــــﺎج، وارﺗــــﻔــــﺎع أﺳــﻌــﺎر اﻟﺨﺎم ﻋﺎﳌﻴﴼ.
وﻫﻜﺬا، ﺑﺎت اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻼﺣﴼ رﺋﻴﺴﻴﴼ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ »ﻓــﺮض اﻟﻨﻔﻮذ« و»ﻟــﻲ اﻟـــﺬراع« ﺑﲔ ﺷــﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻏﺮﺑﻬﺎ، »ﻳـﻔـﺮض اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺧـــﺴـــﺎﺋـــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎد اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻲ اﻟـــــﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻋﺠﺰﴽ ﻓﻲ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻴﺰان اﳌــــﺪﻓــــﻮﻋــــﺎت«، ﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟـــﺠـــﺒـــﻮ، اﻟـــــﺬي ﻗــﺎل إن »ﺧـــﺰﻳـــﻨـــﺔ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﺳـــﺘـــﻮاﺟـــﻪ ﺻــﻌــﻮﺑــﺎت ﻓــﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪ اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت ﻣــﻦ ﻣـﺮﺗـﺒـﺎت ودﻋــﻢ ﻟﻠﻮﻗﻮد واﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء«. أﻣــﺎ اﻟـﻔـﺎرﺳـﻲ، ﻓﻴﺮى أن اﺳﺘﺨﺪام ﺳﻼح اﻟﻨﻔﻂ داﺧﻠﻴﴼ ﻗﺪ ﻳﺜﻴﺮ »ﻣــــﻮﺟــــﺔ ﻏـــــﻼء ﻣــــﻊ ﺗــــﺮاﺟــــﻊ ﺳـــﻌـــﺮ اﻟــﻌــﻤــﻠــﺔ اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ ﻣـــﻘـــﺎﺑـــﻞ اﻟــــــــــﺪوﻻر، ﻛـــﻤـــﺎ ﻗــــﺪ ﻳــﻀــﺮ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎرات، وﻳــﻮﺛــﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﺼﺎرف اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ«.
ﻟـــﻠـــﻌـــﻠـــﻢ، ﺗـــﻘـــﻊ ﻏـــﺎﻟـــﺒـــﻴـــﺔ ﺣـــﻘـــﻮل اﻟــﻨــﻔــﻂ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة »اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ«، اﻟـــــﺬي ﺣـــــﺬر ﻗـــﺎﺋـــﺪه ﺣـﻔـﺘـﺮ ﺧــــﻼل اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻦ »اﳌﺴﺎس ﺑﺎﳌﺼﺮف اﳌﺮﻛﺰي«، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﺗــــﻌــــﺪ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟـــــﻮاﺣـــــﺎت )ﺑــﺠــﻨــﻮب ﻏـــﺮﺑـــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ( ﻣـــﻦ أﺑـــــﺮز اﳌـــﻨـــﺎﻃـــﻖ اﻟـﻐـﻨـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮل اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. ووﻓﻘﴼ ﻟﻘﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ اﻟــﺪوﻟــﻲ، ﻓﺎﳌﺼﺮف اﳌـﺮﻛـﺰي ﻫـﻮ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳌـﺴـﺆول ﻋـﻦ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ، اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ٥٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﻣـــﻦ ﻳـﺘـﺤـﻜـﻢ ﺑـﺎﻟـﻌـﺎﺋـﺪات ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻠﻴﺒﻲ. »لعبة شطرنج«
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺘﺼﻞ، وﺧﻠﻒ اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ، ﻳـــﻌـــﺪ اﳌـــﺼـــﺮف »ﺟــــــﺰءﴽ ﻣـــﻦ ﻟــﻌــﺒــﺔ ﺷـﻄـﺮﻧـﺞ ﺟـﻴـﻮﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ روﺳـــﻴـــﺔ«، وﻓــﻘــﴼ ﻟﺠﺎﻳﺴﻮن ﺑــــﺎك، ﻣــﺆﺳــﺲ »ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ أﻧــﺎﻟــﻴــﺴــﻴــﺲ«، اﻟــﺬي ﻳــــﺮى ﻓـــﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﻟــــ»ﻓـــﻮرﻳـــﻦ ﺑــﻮﻟــﻴــﺴــﻲ« أن إﻏـــﻼق ﺣـﻘـﻮل اﻟﻨﻔﻂ ﻟـﻦ ﻳﻐﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ اﳌـــــﺼـــــﺮف، ﺑـــــﻞ ﻳـــﺴـــﻤـــﺢ ﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺎ ﺑــﺘــﻌــﺰﻳــﺰ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻬـﺎ ﻓـــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ. وﻋـــــﺪ ﺑــــﺎك »اﻷزﻣـــــﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺼﺮف اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ«. ﻛــﺬﻟــﻚ، ورد ﻓــﻲ اﳌﺠﻠﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗـــﺤـــﺬﻳـــﺮ ﻣــــﻦ أﻧـــــﻪ »إذا ﺗــﺠــﺎﻫــﻠــﺖ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺮك ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﺤﺖ رﺣﻤﺔ روﺳﻴﺎ«.
ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺒـﻪ، ﻳـﺮﺟـﺢ اﻟـﺠـﺒـﻮ أن »ﻳـﺄﺗـﻲ ﺣـــﻞ اﻷزﻣـــــﺔ ﻋــﺒــﺮ ﺿــﻐــﻂ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻟﻌﻮدة اﻟﻜﺒﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ، وﻣﻦ ﺛﻢ إﺟﺮاء اﺗﺼﺎﻻت وﻣﺒﺎﺣﺜﺎت ﺑﲔ ﻣﺠﻠﺴﻲ اﻟﻨﻮاب و)اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﺔ( ﻻﺧــــﺘــــﻴــــﺎر ﻣـــﺤـــﺎﻓـــﻆ ﺟــــﺪﻳــــﺪ«. ﻣـﺬﻛـﺮﴽ ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻟـﺼـﺪد ﺑــﺄن ﺑﻴﺎن اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ »ﻧـــﺪد ﺑـﺈﺑـﻌـﺎد اﳌـﺤـﺎﻓـﻆ وﻃﺎﻟﺐ ﺑﺈرﺟﺎﻋﻪ«. وأﻳﻀﴼ، ﻳﺮى اﻟﻔﺎرﺳﻲ أن »أي ﺣـﻞ ﻟـﻸزﻣـﺔ ﻟـﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻤﻌﺰل ﻋـﻦ ﺟﻬﻮد اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟـﺪوﻟـﻲ وﺿـﻐـﻮﻃـﻪ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ وﺟـــﻮد أﻃــــﺮاف دوﻟــﻴــﺔ ﻓـﺎﻋـﻠـﺔ ﻓــﻲ اﻷزﻣــــﺔ«. وﻫـــــﻮ ﻳـــﺘـــﻮﻗـــﻊ »ﺣــــــﻞ اﻷزﻣــــــــﺔ ﺳـــﺮﻳـــﻌـــﴼ، ﻣـﻊ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ ﺣــــﻮار ﺟـــﺪﻳـــﺪة ﺗــﺪﻓــﻊ ﻧﺤﻮ اﻻﺳﺘﻘﺮار وإﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻃﺎل اﻷﻣـــﺮ وﺗﻌﻘﺪ، وﺑـــﺎت ﻳـﻤـﺲ ﻗــﻮت اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ وﻣــــﺼــــﺎﻟــــﺢ اﻟـــــﻘـــــﻮى اﻟــــﺪوﻟــــﻴــــﺔ ﻓـــــﻲ اﻟــﻨــﻔــﻂ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات«.