فصول ثقافية تبدأ في معرض المدينة المنورة للكتاب الجار... إذا جار
اﻧـــﻄـــﻠـــﻘـــﺖ أﻣـــــﺲ اﻟــــﺜــــﻼﺛــــﺎء، ﻓــﻌــﺎﻟــﻴــﺎت اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮض اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ﻟﻠﻜﺘﺎب، اﻟـﺬي ﺗﻨﻈﻤﻪ ﻫﻴﺌﺔ اﻷدب واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ، ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٠٣ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ٥ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌﻘﺒﻞ، وذﻟﻚ ﺑـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٠٠٣ دار ﻧـﺸـﺮ ووﻛـﺎﻟـﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ودوﻟـﻴـﺔ، ﻣﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٢ ﺟﻨﺎح.
وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻌﺮض اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺑﻨﺴﺨﺘﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺿﻤﻦ ﻣـﺒـﺎدرة ﻣﻌﺎرض اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﳌـــﻜـــﺎﻧـــﺔ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﻴـــﺔ واﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺨـــﻴـــﺔ اﻟــــﺮاﺋــــﺪة ﻟـــﻠـــﻤـــﺪﻳـــﻨـــﺔ، وﻟـــﺘـــﻌـــﺰز اﻟـــﺠـــﺎذﺑـــﻴـــﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ودورﻫــﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﺸﺮ، وﻗﺪ أﺿـــﺤـــﻰ اﳌـــﻌـــﺮض اﻟـــﻴـــﻮم ﻓــﻌــﺎﻟــﻴــﺔ ﺳـﻨـﻮﻳـﺔ ﻣــﻨــﺘــﻈــﺮة، وﻣـﻠـﺘـﻘـﻰ ﻳــﻘــﺪم ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻵﻻف اﻟـــﺰوار ﻛـﻞ ﻋــﺎم ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧــﻤــﻮ اﻟـــﻮﻋـــﻲ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ وﺗـــﺮﺳـــﺦ اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ﺑﲔ ﺳﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة.
وﺗﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺮض ﻣﺤﺒﻲ اﻟــﻘــﺮاءة وﻋــﺸــﺎق اﻟـﻜـﺘـﺎب واﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ وأﻓـــﺮاد اﻷﺳـــــﺮة، ﺑــﺎﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣـــﻦ اﻷﻧــﺸــﻄــﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟــﻔــﻜــﺮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺠـﺴـﺪ اﻟـــﺮؤﻳـــﺔ اﳌــﺘــﺠــﺪدة واﻟﻬﻮﻳﺔ اﳌﻤﻴﺰة ﻟﻠﻤﻌﺮض، وﺗﻮاﻛﺐ أﺣﺪث ﻣــﺴــﺘــﺠــﺪات ﺻــﻨــﺎﻋــﺔ اﻟـــﻨـــﺸـــﺮ، وﺗـﺴـﺘـﻘـﻄـﺐ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣـﻦ أﺑــﺮز اﻷدﺑـــﺎء واﳌﺜﻘﻔﲔ، إﺿﺎﻓﺔ اﻟـــــــــﻰ ﺗــــﺨــــﺼــــﻴــــﺺ ﻣـــــﺴـــــﺎﺣـــــﺔ ﻟـــﻠـــﻤـــﺒـــﺪﻋـــﲔ واﳌــــﻮﻫــــﻮﺑــــﲔ ﻣــــﻦ أﺑــــﻨــــﺎء اﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ اﳌــــﻨــــﻮرة، وﺟـــــــــﺪوﻻ ﻣـــﺘـــﻨـــﻮﻋـــﴼ ﻣــــﻦ اﻟـــﻔـــﻌـــﺎﻟـــﻴـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﺠﻠﺴﺎت اﻟﺤﻮارﻳﺔ، وورﺷـﺎت اﻟﻌﻤﻞ، واﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ، واﳌﺴﺮﺣﻴﺎت واﻟﻌﺮوض اﻟﻔﻨﻴﺔ.
اﳌـــﻌـــﺮض اﻟـــــﺬي ﻳـﺴـﺘـﻤـﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﺪى ٧ أﻳـــﺎم، ﻳـﺄﺗـﻲ ﻣﺘﺰاﻣﻨﴼ ﻣـﻊ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ اﳌﺪرﺳﻴﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻓـﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺧـــــﻮض ﺗـــﺠـــﺮﺑـــﺔ ﻣــﻤــﺘــﻌــﺔ ورﺣــــﻠــــﺔ ﺛــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ ﻣـــﺘـــﻜـــﺎﻣـــﻠـــﺔ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ أﻧــــــﻪ ﻳــــﻮﻓــــﺮ أﺣــــﺪث
ﻋــﻨــﺎوﻳــﻦ وإﺻـــــــﺪارات اﻟـﻜـﺘـﺐ ﻓـــﻲ اﳌــﺠــﺎﻻت اﻷدﺑﻴﺔ واﳌﻌﺮﻓﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻣــــﺌــــﺎت دور اﻟـــﻨـــﺸـــﺮ اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ واﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻴـــﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ.
وﻳﻨﻈﻢ ﻣﻌﺮض اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣـــﻦ اﻷﻧــﺸــﻄــﺔ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ واﻟـﻔـﻜـﺮﻳـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف ﻹﺛـﺮاء ﻗﻄﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻧﺘﺎج اﳌﻌﺮﻓﻲ وﺗﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟـﻘـﺮاءة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺞ ﺛــﻘــﺎﻓــﻲ ﺛــــﺮي وﻣــﺘــﻨــﻮع ﻓـــﻲ ﺷـﺘـﻰ ﻣــﺠــﺎﻻت اﳌــﻌــﺮﻓــﺔ، ﻳــﺸــﺎرك ﻓـﻴـﻪ ﻛـﻮﻛـﺒـﺔ ﻣﻦ اﻷدﺑــــــﺎء واﻟـــﻜـــﺘـــﺎب واﳌــﺜــﻘــﻔــﲔ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﲔ واﻟـــﻌـــﺮب، اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺗـــﺘـــﻮزع ﻣــﺸــﺎرﻛــﺎﺗــﻬــﻢ ﺑﲔ اﻟــﺠــﻠــﺴــﺎت اﻟـــﺤـــﻮارﻳـــﺔ، وورﺷـــــــﺎت اﻟــﻌــﻤــﻞ، واﻷﻣــﺴــﻴــﺎت اﻟــﺸــﻌــﺮﻳــﺔ، ﺑـﻤـﺎ ﻳــﻌــﺰز اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻷدﺑـــﻲ، وﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺟـﺬب ﻓﺌﺎت ﺟـﺪﻳـﺪة ﳌـﻌـﺎرض اﻟـﻜـﺘـﺎب، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ذﻟﻚ ﻓــﺈن ﻋــﺪدﴽ ﻣـﻦ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﻴــــﺔ واﻟــــــﺨــــــﺎﺻــــــﺔ، واﳌـــــﺆﺳـــــﺴـــــﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌﻴﺔ اﳌﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺗــــﻮﺟــــﺪ ﻓـــﻴـــﻪ ﻟــــﻌــــﺮض ﺟــــﻬــــﻮدﻫــــﺎ وأﺣــــــﺪث ﻣــﺒــﺎدراﺗــﻬــﺎ، اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي ﺳــﺎﻫــﻢ ﻓــﻲ زﻳـــﺎدة رواد اﳌﻌﺮض.
ﺗـــــﺠـــــﺪر اﻹﺷـــــــــــــﺎرة إﻟــــــــﻰ أن اﳌــــﻌــــﺮض ﻳﺨﺼﺺ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﻟــــﻸﻃــــﻔــــﺎل وﻟـــــــــﺬوي اﻻﺣـــﺘـــﻴـــﺎﺟـــﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﳌـــﻬـــﺎرﻳـــﺔ وورﺷــــــﺎت ﻋــﻤــﻞ ﺗــﻌــﺰز اﻟـــﻘـــﺪرات اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، ﺑﻘﺎﻟﺐ ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ وأدﺑﻲ ﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟــﻘــﺮاءة واﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ، وﻳــﻌــﺰز اﳌﻜﺘﺴﺒﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ.
ﻳﺼﺎدف ﺑﻌﺪ ﻏﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ )آب(. ﻣﻌﻠﻮم أن اﻟﺸﻬﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻔﺔ »اﻟﻠﻬﺎب«، وﻫﻮ وﺻﻒ ﺟﺮى ﺑﲔ اﻟﻌﻮام، أو ﻗﻞ؛ »اﳌﺤﻜﻲ« ﻣﻦ اﻟﻠﻬﺠﺎت ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﳌﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻣﻌﺮوف ﻛﺬﻟﻚ أن ﻟﻜﻞ ﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺻﻔﺔ ﺗﻠﺤﻖ ﺑـﻪ وﻓــﻖ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﺗﺨﺺ ﻃﻘﺴﻪ. ﻓﻤﺜﻼ؛ ﻓـﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗـﻤـﻮز(، اﳌﻨﺘﻬﻲ اﻟﻴﻮم، »اﳌﺎء ﻳﻐﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻮز«. أﻣﺎ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ﻓﻬﻮ ﺷﻬﺮ »ﺑﻼ رﺑﺎط«، ﻟﻜﺜﺮة ﺗﻘﻠﺐ اﻟﻄﻘﺲ ﺧﻼﻟﻪ، إذ اﻟﻨﻬﺎر اﳌﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺳﺮﻳﻌﴼ إﻟﻰ ﻋﺎﺻﻒ ﻣﻤﻄﺮ، وﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ. إﻧﻤﺎ، ﻋﻠﻰ رﻏﻢ اﻧﺘﺸﺎر وﺻﻒ »اﻟﻠﻬﺎب« ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻠﺴﻄﲔ وﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن واﻷردن، ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ أن ﻳﺨﺺ أﻫﻞ اﻟﻌﺮاق ﺑﻮﺻﻒ ﻛﻬﺬا ﻟﻠﺸﻬﺮ، ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﻤﺎ أﺻـﺎب اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﺟـﺮاء ﻟﻬﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم ٠٩٩١، ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن ﺷﻌﻮب اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ اﻛﺘﻮت ﺑﻨﺎر ﺣﺮﻳﻖ ﻏﺰو اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﺑﺪءﴽ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺘﻴﲔ وﺿﻴﻮﻓﻬﻢ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ.
ﻣـﺮاﻋـﺎة اﻟـﺠـﺎر ﺣﻘﻮق ﺟـﻴـﺮاﻧـﻪ، ﻣﻘﻴﺎس اﻟـﺘـﺰام اﳌــﺮء ﺑﻤﻜﺎرم اﻷﺧـــﻼق ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، وﻛﻤﺎ ﺣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷدﻳـﺎن. ﻓﻤﺤﺒﺔ اﻟـﺠـﺎر ﺟــﺰء أﺳـــﺎس ﻣـﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟـﺪﻳـﻦ اﳌﺴﻴﺤﻲ. ﺛـﻢ أﺗــﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ، ﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻴﲔ، ﻓﻈﻞ ﻳﻮﺻﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎر ﺣﺘﻰ ﻇﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺸﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﳌﻴﺮاث. ﻛﻴﻒ إذن؛ ﻣﺎ دام أن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﺎل اﳌﻨﻄﻘﻲ، واﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ، إذا اﻟﺠﺎر أﻗﺪم ﻣﺘﻌﻤﺪﴽ، وﻋﻦ ﺳﺎﺑﻖ إﺻﺮار، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺆذي ﺟﺎره، ﺑﻞ وﻣﻌﻪ ﻛﻞ أﻫﻠﻪ؟ ﺣﲔ ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ، ﻓﺈن اﻟﺠﺎر ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺟﺎر. وﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺠﻮر ﻋﻠﻰ أﺑﺮﻳﺎء اﻟﻨﺎس ﻇﻠﻢ ﻳـﻌـﺎدل ارﺗـﻜـﺎب ﺟـﺮاﺋـﻢ اﻟـﺤـﺮوب ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻋـــﺪوان، ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎزر ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺿﺪ ﻣﺪﻧﻴﻲ ﻏﺰة واﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺴﻌﺔ أﺷﻬﺮ. ﻳﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ أن ﻛﻞ ﻣﺘﺠﺒﺮ ﻳﺘﻤﺎدى ﻓﻲ اﻟﻄﻐﻴﺎن ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺼﺮ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺑﺄم ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﺷﻲء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﺟﺮى ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺻﺪام ﺣﺴﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﺎره اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ، وﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﻣﻘﺪار ذرة ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺷﻌﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ذاﺗﻪ.
ﻟﻜﻦ إﻗـﺪام اﻟﺠﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻮر إﻳـﺬاء ﺟـﺎره ﻟﻢ ﻳﺒﺪأ ﺑﻤﺜﺎل ﺻـﺪام ﺣﺴﲔ، وﻟﻢ ﻳـﻨـﺘـﻪ ﻣــﻊ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ ﺣـﻜـﻤـﻪ. ﻫــﺄﻧــﺬا أدﺧـــﻞ إﻟـــﻰ ﺣـﻘـﻞ أﻟــﻐــﺎم ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﻟـــﻦ ﻳــﺮوق ﻗﻮﻟﻲ ﻫﺬا ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، أﻳﴼ ﻛﺎن، ﻫﻮ ﻓﻮق ﻛﻞ ﻧﻘﺪ، ﻓﻘﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﲔ »ﺗﺠﻴﺰ« ﻟﺤﻀﺮﺗﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻳﺠﻮز ﻟﻐﻴﺮه. ﺧﻄﺄ. ﺑﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ. ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﻬﻜﺬا ﻫﺮاء، إﻧﻤﺎ ﻳﺒﺘﺰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻗﺒﻞ اﺑﺘﺰاز ﻏﻴﺮه. ﻟﻘﺪ ﺟﺎر ﻗﺎدة ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟـﺒـﻌـﺾ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﺿـﻴـﺎع ﺛﻠﺜﻲ اﻷرض ﻓــﻲ اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻷوﻟــــﻰ. وﻟـﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺠﻮر ﻃﻮال ﺳﻨﻮات اﻟﺘﺸﺮد، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة أو اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، أو ﻣﺨﻴﻤﺎت دول اﻟﻠﺠﻮء. وﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻻت اﻟﺠﻮر اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟـﺬات، ﻛﺎن ﻳﺪﻓﻊ أﻓﺪح اﻷﺛﻤﺎن ﻣﻘﺎﺗﻠﻮن ﺑﺴﻄﺎء اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺤﻘﻮق ﺷﻌﺒﻬﻢ، ﻣﺎ رﻫﻨﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷﺟﻨﺪات ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻴﻢ، أو ذاك اﻟﻨﻈﺎم. ﺣﺴﻨﴼ، ﻫﺎ ﻧﺤﻦ أﻣﺎم اﺗﻔﺎق ﺗﺼﺎﻟﺢ أﺑﺮم ﻓﻲ اﻟﺼﲔ ﻫﺬه اﳌﺮة، ﻓﻬﻞ ﺗﺼﺪق اﻟﻨﻴﺎت، وﻳﺘﻮﻗﻒ ﺟﻮر اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ إﻟﻰ اﻷﺑـﺪ ﺟﻮرﻫﺎ ﻣﻌﴼ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮم اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ؟ دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﻔﺎء ل ﺧﻴﺮﴽ.
يخصص المعرض مساحة كبيرة لألطفال ولذوي االحتياجات الخاصة