اإلجراءات االحترازية لقطاع الطاقة اإلسرائيلي في الحرب
ﻧﺸﺮت دورﻳــﺔ »ﻣﻴﺪل إﻳﺴﺖ إﻳﻜﻮﻧﻮﻣﻴﻚ ﺳﺮﻓﻲ - ﻣﻴﺲ« اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﻨﻔﻄﻲ اﻟﺸﺮق أوﺳﻄﻲ، دراﺳﺔ ﻣﺴﻬﺒﺔ ﺣﻮل ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺣﺮب ﻏﺰة ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، واﻹﻣـﻜـﺎﻧـﺎت اﻟﻄﺎﻗﻮﻳﺔ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎل اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮب ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮب.
أدﻧـــــﺎه اﺳـــﺘـــﻌـــﺮاض ﻣـﺨـﺘـﺼـﺮ ﻟـــﻠـــﺪراﺳـــﺔ اﳌــﻨــﺸــﻮرة اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ.
ﺗﺸﻴﺮ اﻟـﺪراﺳـﺔ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﻓﻲ ﺣـﺎل ﺗﺼﺎﻋﺪ وﺗﻮﺳﻊ اﻟﺤﺮب ﻣﺎ ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ و»ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ«، ﻓـﺈن اﻹﺟــﺮاءات اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ اﳌـﺘـﻮﻗـﻌـﺔ ﻫــﻲ »إﻳــﻘــﺎف اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻓـﻲ ﺣﻘﻮل اﻟـﻐـﺎز اﻟﺜﻼﺛﺔ: ﻟﻔﻴﺘﺎن، وﺗــﺎﻣــﺎر، وﻛـﺎرﻳـﺶ«. وﺗﻀﻴﻒ أن اﻟــﻮﻗــﻮد اﻟـﺒـﺪﻳـﻞ اﳌﻤﻜﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻫـﻮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺪاﺋﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ، واﻟﻔﺤﻢ اﻟﺤﺠﺮي واﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﺎم، وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ وﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ.
ﻣـــﻦ ﻧـــﺎﻓـــﻞ اﻟـــﻘـــﻮل إن ﻗـــﻄـــﺎع اﻟـــﻄـــﺎﻗـــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ واﺟـﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺟﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻫﺠﻮم ﺣﺮﻛﺔ »ﺣﻤﺎس« ﻓﻲ ٧ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول(، وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻄﺎع. وﺗﻘﺪر »ﻣﻴﺲ« اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ إﻣﺪادات اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻓﻘﺪان اﳌﺒﻴﻌﺎت ﻟﻠﻐﺎز ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ.
ﺗـــﺪل ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت »ﻣــﻴــﺲ« ﻛــﺬﻟــﻚ ﻋـﻠـﻰ أﻧـــﻪ ﻓــﻲ ﺣـﺎل ﺗــﻮﺳــﻊ رﻗــﻌــﺔ اﻟــﺤــﺮب أو ﺗـﺼـﻌـﻴـﺪﻫـﺎ ﻓــﻲ ﺣـــﺎل ﺗﺪﺧﻠﺖ إﻳـــــﺮان، ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ »اﻟـــﺤـــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« ﳌـﺴـﺎﻧـﺪة »ﺣــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﺳﺘﺘﺠﻪ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ إﻟـــﻰ إﻏــــﻼق ﺣـﻘـﻮﻟـﻬـﺎ اﻟـﻐـﺎزﻳـﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ - ﻟﻔﻴﺘﺎن ٢٫١ ﻣﻠﻴﺎر ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﴼ، وﺗــﺎﻣــﺎر ١٫١ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻗـــﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳـﻮﻣـﻴـﴼ، وﻛــﺎرﻳــﺶ ٠٠٦ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﴼ.
ﻣـﻦ ﺛــﻢ، وﻓــﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻌﻴﺪ وﺗـﻮﺳـﻊ اﻟـﺤـﺮب، ﻓﺈن اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﻐﺎز ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء، إﻟﻰ اﻟﻔﺤﻢ واﻟﺪﻳﺰل واﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ. ﻫﺬا، رﻏﻢ أن اﻟﻐﺎز ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﻧﺤﻮ ٨٫٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٢٠٢، وﻗــﺪ أﻋﻠﻦ وزﻳــﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ إﻳﻠﻲ ﻛﻮﻫﲔ أﻧــﻪ »ﺗﻤﺖ دراﺳــﺔ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻧﻘﺎﺷﺎت ﻣﻄﻮﻟﺔ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات، وﺑﺎﻟﺬات ﺑﻌﺪ ٧ أﻛﺘﻮﺑﺮ. واﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻟــﺬي ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ، ﻫﻮ أن اﻧﻘﻄﺎع ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء ﳌﺪة ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ ﻫﻮ أﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ«.
وﻓــــﻲ ﺣــــﺎل ﺗـــﻮﻗـــﻒ إﻣـــــــﺪادات اﻟـــﻐـــﺎز اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ، ﺳﺘﻮاﺟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷردن وﻣﺼﺮ اﻟﻠﺘﲔ ﺗﻌﺘﻤﺪان ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋـﻠـﻰ اﺳــﺘــﻴــﺮاد اﻟــﻐــﺎز اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ، ﺗـﺤـﺪﻳـﺎت ﺻﻌﺒﺔ.
ووﻓﻖ »ﻣﻴﺲ«، ﻓﺈﻧﻪ »رﻏﻢ أن اﻟﻐﺎز زود ٣١ ﻣﻠﻴﺎر ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺎم ٣٢٠٢، أو ﻧﺤﻮ ١٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ، ﻓﺈن اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺠﻬﻮزﻳﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮل إﻟﻰ وﻗﻮد آﺧﺮ ﺳﺘﻌﻨﻲ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ أﻗﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻮﻗﻒ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﻐﺎز ﻋﻦ ﻣﺼﺮ واﻷردن«.
اﺳـﺘـﻄـﺎع اﻷردن ﺧـــﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧـﻄـﻮات ﻣﻬﻤﺔ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺸﻴﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ، ﻟــﻜــﻦ ﻻ ﻳـــــﺰال اﻷردن ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻮﻗـــﻮد اﻷﺣـــﻔـــﻮري )اﻟﻐﺎز ﺑـﺎﻟـﺬات( ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﺗـﺸـﻜـﻞ إﻣــــــﺪادات ﺣـﻘـﻞ »اﻟــﺮﻳــﺸــﺔ« اﳌـﺤـﻠـﻲ ﻧـﺤـﻮ ٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﻣـــﺪادات اﻟﻐﺎزﻳﺔ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ، ﻓــﻲ ﺣــﲔ أﻧـــﻪ ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٣٢٠٢ ﺗــﻢ اﺳـﺘـﻴـﺮاد ﻧﺤﻮ ٨٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﺤﻨﺘﲔ ﻣـﻦ اﻟـﻐـﺎز اﳌـﺴـﺎل اﻟﻠﺘﲔ ﺗـﻢ اﺳﺘﻴﺮادﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﻌﻘﺒﺔ.
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧــﺮى، ﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ إﻣـــﺪادات اﻟﻐﺎز ﻟﺸﺮﻛﺔ »اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻷردﻧـــﻴـــﺔ« ﺧـــﻼل ﻋـــﺎم ٣٢٠٢ ﻧﺤﻮ ٩٥٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻗـﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻣـﻦ ﺣﻘﻞ ﻟﻔﻴﺘﺎن، اﻟـﺬي ﺷﻜﻞ ﻧﺤﻮ ٩٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﻣﺪادات اﻟﻐﺎز ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻗﻄﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻷردﻧﻲ )ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻐﺎز اﻟﺬي ﻳﻐﺬي ﻗﻄﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻷردﻧﻲ ١٩٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﴼ(، وﻫﺬه اﻹﻣﺪادات ﺗﻐﻄﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ ٢٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ اﻷردن.
اﻟﺨﻴﺎر اﳌﺘﻮﻓﺮ ﻟــﻸردن ﻓﻲ ﺣـﺎل ﺗﻮﻗﻒ اﻹﻣــﺪادات اﻟﻐﺎزﻳﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫﻮ زﻳﺎدة وارداﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﻋﺒﺮ ﺷﺤﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ وﺷﺤﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل راﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ اﻟﺴﻮﻳﺲ، وﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺤﺮ إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﻌﻘﺒﺔ. ﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺴﺘﻮرد اﻷردن ﺷﺤﻨﺘﲔ ﻋـﺒـﺮ ﻫـــﺬه اﻟـﻨـﺎﻗـﻠـﺔ ﺧـــﻼل ﺷـﻬـﺮ ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ )ﺗــﻤــﻮز( اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺤﺠﻢ ٠٤١ أﻟﻒ ﻃﻦ.
ووﻓﻖ »ﻣﻴﺲ«، ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻷردن اﺳﺘﻴﺮاد ﻛﻤﻴﺎت واﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﻋﺒﺮ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﻌﻘﺒﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻄﻠﺐ اﳌﺤﻠﻲ. ﻟﻜﻦ ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﺪﻳﻞ. ﻓﺜﻤﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل اﳌﺴﺘﻮرد ﻳﺒﻠﻎ ﺿﻌﻒ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز ﻣﻦ ﺣﻘﻞ ﻟﻔﻴﺘﺎن، إذ إن ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻣـﻦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ٦ دوﻻرات ﻟﻜﻞ وﺣـــﺪة ﺣـﺮارﻳـﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﺿﻌﻒ ﻫﺬا اﳌــﺒــﻠــﻎ. وﻣـــﻦ ﺛـــﻢ، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﺗـﺘـﻮﻓـﺮ اﻟـﻮﺳـﻴـﻠـﺔ ﻻﺳـﺘـﺒـﺪال اﺳــﺘــﻴــﺮاد اﻟــﻐــﺎز اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ، إﻻ أن ﺷــﺮﻛــﺔ »اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻷردﻧﻴﺔ« ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮن، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﺳﺘﻴﺮاد اﻟـﻐـﺎز اﳌـﺴـﺎل ﻋﺒﺌﴼ ﻣﺎﻟﻴﴼ ﻣـﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﻤﻠﻪ. وﻳﺸﻴﺮ ﺑﻬﺬا اﻟـﺼـﺪد، اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻷﺧـﻴـﺮ ﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷردﻧـﻲ، إﻟﻰ أن دﻳﻮن »ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء« ﻧﺤﻮ ١٫٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، أو ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٥٫١١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺗﺞ اﻟﺪﺧﻞ اﳌﺤﻠﻲ ﻟﻸردن ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٤٢٠٢.
ﻫﺬا وازداد اﻻﻋﺘﻤﺎد اﳌﺼﺮي ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﺮاد اﻟـﻐـﺎز اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻲ؛ ﻧـﻈـﺮﴽ ﻻﻧـﺨـﻔـﺎض اﻹﻧــﺘــﺎج ﻣـﻦ ﺣﻘﻞ زﻫـــﺮ. وﻗـــﺪ أدى ﻫـــﺬا اﻻﻧــﺨــﻔــﺎض، إﻟـــﻰ زﻳــــﺎدة اﺳـﺘـﻴـﺮاد ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻐﺎز اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﺪل ﻗﻴﺎﺳﻲ ﺧﻼل اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻋـﺎم ٤٢٠٢ ﻟﻴﺴﺠﻞ ﻣﻌﺪﻻ ﺑﻨﺤﻮ ٣٠٫١ ﻣﻠﻴﺎر ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﺳﺘﻴﺮاد ﻧﺤﻮ ٤٣٨ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﺪم ﻣﻜﻌﺒﺔ ﺧﻼل ﻋﺎم ٣٢٠٢.
وﻣـــﻦ اﻟـﺠـﺪﻳـﺮ ﺑـﺎﻟـﺬﻛـﺮ أن اﻧـﺨـﻔـﺎﺿـﺎت ﻣـﺆﻗـﺘـﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﻠﻲ ﺗﺎﻣﺎر وﻟﻔﻴﺘﺎن، أدت إﻟﻰ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻣﺤﺪودة ﻣﺆﺧﺮﴽ. ﻫﺬا، وﻗﺪ ﺗﻢ اﺳﺘﻴﺮاد ﺷﺤﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل ﻟﺘﻔﺎدي أزﻣﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎء ﺿﺨﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ.
وﻣـــﻦ اﳌــﺘــﻮﻗــﻊ أن ﺗــﺴــﺘــﻮرد ﻣـﺼـﺮ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ ﺷﺤﻨﺎت إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﻐـــﺎز اﳌـــﺴـــﺎل، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــــﻰ اﺳــﺘــﻴــﺮاد اﻟـــﻔـــﻴـــﻮل أوﻳـــــﻞ ﻟــﺤــﺮﻗــﻪ ﻓـــﻲ ﺗــﻮﻟــﻴــﺪ اﻟـــﻜـــﻬـــﺮﺑـــﺎء ﺑـــــﺪﻻ ﻣﻦ اﻟـﻐـﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻟﻜﻦ، وﻛﻤﺎ ﻫـﻮ اﻷﻣــﺮ ﻓـﻲ اﻷردن، ﻓﺈن اﺳـﺘـﻴـﺮاد اﻟــﻐــﺎز اﳌــﺴــﺎل واﻟـﻔـﻴـﻮل أوﻳـــﻞ ﻳﻀﻴﻔﺎن أﻋﺒﺎء إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺼﺮ ﻳﺒﻠﻎ ﻣـﻌـﺪل اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﻟﻠﻔﻴﻮل أوﻳـــﻞ ﻧـﺤـﻮ ٧٧ أﻟـــﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، أﻣـﺎ اﻵن وﻣـﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻔﻴﻮل أوﻳـﻞ ﻟـﺘـﻮﻟـﻴـﺪ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء، ﻓــﻘــﺪ ازداد اﻻﺳــﺘــﻬــﻼك ﻣــﻨــﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻓﺼﻞ اﻟﺼﻴﻒ ٤٢٠٢ ﻟﻴﺮﺗﻔﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼك إﻟـﻰ ﻧﺤﻮ ٣٩١ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ. أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﻴﺮاد اﻟﻐﺎز ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻴﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﲔ ٦ - ٧ دوﻻرات ﳌﻠﻴﻮن وﺣﺪة ﺣﺮارﻳﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، أو ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻧﺼﻒ ﺳﻌﺮ اﻟﻐﺎز اﳌﺴﺎل اﳌﺴﺘﻮرد ﻟﻠﻜﻤﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻬــﺎ، ﺗـــﺤـــﺎول إﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ ﺗــﺄﻫــﻴــﻞ اﻟــﻮﺿــﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﻘﻄﺎع اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻐﺎزي. واﻟﺒﺪﻳﻞ اﳌﺘﻮﻓﺮ ﻫﻮ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﻣﺤﻄﺘﲔ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎء ﺗﺤﺮﻗﺎن اﻟﻔﺤﻢ، ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ٤٨٫٤ ﻏـﻴـﻐـﺎواط ﻣــﻦ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء. وﻗـــﺪ ﺣـﺎﻓـﻈـﺖ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮق اﻟﻔﺤﻢ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﲔ اﳌﺤﻄﺘﲔ ﻟﻸﺣﻮال اﻟﻄﺎرﺋﺔ، رﻏــﻢ ﺗﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣـﻦ ﺣــﺮق اﻟـﻐـﺎز أﻳـﻀـﴼ. واﳌﺤﻄﺘﺎن ﻫﻤﺎ روﺗﻨﺒﺮغ ﻓﻲ أﺷﻜﻠﻮن )٥٢٫٢ ﻏﻴﻐﺎواط( وأوروت راﺑﲔ )٩٥٫٢ ﻏﻴﻐﺎواط( ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺮة.
ﻟــــﻜــــﻦ ﻳـــﺘـــﻀـــﺢ ﻣــــــﻦ ﺧــــــــﻼل ﺗــــﺼــــﺮﻳــــﺤــــﺎت ﻟــﺒــﻌــﺾ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻣﺆﺧﺮﴽ، أن اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮق اﻟﻔﺤﻢ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﺤﻄﺘﲔ اﳌﺬﻛﻮرﺗﲔ أﻋﻼه ﻓﻘﻂ. ﻓﻬﻨﺎك ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﳌـﺤـﻄـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺤـﺮق إﻣــﺎ اﻟﻔﺤﻢ أو اﻟـﺪﻳـﺰل، ﻧــﺎﻫــﻴــﻚ ﻋـــﻦ اﻧــﺘــﺸــﺎر ﻣـــﺌـــﺎت اﳌــــﻮﻟــــﺪات اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎﺋــﻴــﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﻨﺎﻃﻖ.
ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﺨﺒﺮاء ﺣﻮل ﺗﻤﻜﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء دون اﻧﻘﻄﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ اﳌــﺪة، ﻓﻲ ﺣـﺎل ﺗﻮﺳﻊ رﻗﻌﺔ اﻟﺤﺮب، ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، إﻳﺮان وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻋﺮاﻗﻴﺔ.
ﻳﺸﻴﺮ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﺷـﺮﻛـﺔ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ، إﻟـﻰ أﻧــﻪ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋــﺎم ٣٢٠٢ ﻛــﺎن ﻫﻨﺎك ﻣـﺨـﺰون ﻛــﺎف ﻟﻠﻔﺤﻢ ﳌﺪة ﺧﻤﺴﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﺪى اﳌﺤﻄﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ. وﻣـﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ ازدﻳــﺎد ﺣﺠﻢ ﻣﺨﺰون اﻟﻔﺤﻢ ﻣﻨﺬ ﻫﺠﻮم ٧ أﻛﺘﻮﺑﺮ، رﻏﻢ أن ﺻﺎدرات ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺤﻢ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة، ﻧﻈﺮﴽ ﻟﻘﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ.
ﻫﺬا، وﺗﺪل ﻣﺼﺎدر اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺪ زادت ﻣﻦ ﻣﺨﺰوﻧﻬﺎ ﻟﻠﺪﻳﺰل اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺮﻗﻪ أﻳﻀﴼ ﻓــــﻲ ﻣـــﺤـــﻄـــﺎت اﻟـــﻜـــﻬـــﺮﺑـــﺎء. ﻓـــﺎﳌـــﺤـــﻄـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪﻳﺰل ﺑــﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻟﺪﻳﻬﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ ٢١ ﻏﻴﻐﺎواط ﻣﻦ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء.
ﻛـﻤـﺎ ﺗﺘﻤﻜﻦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻣــﻦ اﺳـﺘـﻴـﺮاد اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟـﺨـﺎم وﺗﻜﺮﻳﺮه ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺘﲔ ﻟﻠﺘﻜﺮﻳﺮ، ﺑﺎزان ﻓﻲ ﺣﻴﻔﺎ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﻜﺮﻳﺮ ٧٩١ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، وأﺳﺪود ﺑﻄﺎﻗﺔ ٠٠١ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٢ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ ﺷﻤﺎل ﻗﻄﺎع ﻏﺰة.
ﻳﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﻟﻰ أن اﳌﺤﺎوﻻت ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺘـﻮﻏـﻞ ﻓـــﻲ ﻣـــﻮﺿـــﻮع ﻣـــﺪى إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻋـﺘـﻤـﺎد اﻟـﺪوﻟـﺘـﲔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺘﲔ ﻋﻠﻰ اﺳـﺘـﻴـﺮاد اﻟـﻐـﺎز اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﺤﺮب ﻗﺪ ذﻫﺒﺖ ﺳﺪى دون ﺟﻮاب أو ﺗﻌﻠﻴﻖ، رﻏﻢ أﻫﻤﻴﺔ اﳌﻮﺿﻮع.