السودان في مواجهة إحدى أسوأ المجاعات في العالم
ﻓــــﻲ اﻟــــﻮﻗــــﺖ اﻟــــــﺬي ﻳــﺘــﺠــﻪ ﻓـــﻴـــﻪ اﻟــــﺴــــﻮدان ﺻـــﻮب اﳌــﺠــﺎﻋــﺔ، ﻳـﻤـﻨـﻊ ﺟـﻴـﺸـﻪ اﻷﻣــــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻣـﻦ ﺟﻠﺐ ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻐـﺬاء إﻟــﻰ اﻟﺒﻼد ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺒﺮ ﺣﺪودي ﺣﻴﻮي؛ ﻣﺎ ﻳﺆدي ﻓﻌﻠﻴﴼ إﻟﻰ ﻗـﻄـﻊ اﳌــﺴــﺎﻋــﺪات ﻋــﻦ ﻣـﺌـﺎت اﻵﻻف ﻣــﻦ اﻟـﻨـﺎس اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣـــﻦ اﳌــﺠــﺎﻋــﺔ ﻓـــﻲ أوج اﻟــﺤــﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ. وﻳﺤﺬر اﻟﺨﺒﺮاء ﻣﻦ أن اﻟﺴﻮدان، اﻟﺬي ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﺴﻴﺮ أﻣـﻮره ﺑﻌﺪ ٥١ ﺷﻬﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل، ﻗــﺪ ﻳــﻮاﺟــﻪ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ واﺣــــﺪة ﻣــﻦ أﺳـــﻮأ اﳌـﺠـﺎﻋـﺎت ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻣـﻨـﺬ ﻋـــﻘـــﻮد. وﻟــﻜــﻦ رﻓــــﺾ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻘﻮاﻓﻞ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﺑــــﺎﳌــــﺮور ﻋــﺒــﺮ اﳌــﻌــﺒــﺮ ﻳــﻘــﻮض ﺟﻬﻮد اﻹﻏـﺎﺛـﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻹﻏــﺎﺛــﺔ إﻧـﻬـﺎ ﺿــﺮورﻳــﺔ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻮﻓﻴﺎت )ﻣـﺎ ﻳﺼﻞ إﻟـﻰ ٥٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ، ﺣﺴﺐ أﺣﺪ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﺑﺤﻠﻮل ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ(. وﻳﺘﻌﺎﻇﻢ اﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ دارﻓــﻮر، اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎرب ﻣﺴﺎﺣﺔ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، واﻟﺘﻲ ﻋـﺎﻧـﺖ ﻣــﻦ اﻹﺑــــﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗـﺒـﻞ ﻋـﻘـﺪﻳـﻦ ﻣﻦ اﻟـﺰﻣـﺎن. وﻣـﻦ ﺑﲔ ٤١ وﻻﻳـﺔ ﺳﻮداﻧﻴﺔ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﺨﻄﺮ اﳌﺠﺎﻋﺔ، ﺗﻘﻊ ٨ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ دارﻓـــﻮر، ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧــﺮ ﻣﻦ اﻟـﺤـﺪود اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻋﺒﻮرﻫﺎ، واﻟﻮﻗﺖ ﻳﻨﻔﺪ ﳌﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ.
وﻳـــﻘـــﻊ اﳌـــﻌـــﺒـــﺮ اﻟـــــﺤـــــﺪودي اﳌـــﻐـــﻠـــﻖ -وﻫــــﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﻧــﺪاءات ﻋﺎﺟﻠﺔ وﻣﻠﺤﺔ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﲔ- ﻓـﻲ أدري، وﻫــﻮ اﳌﻌﺒﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣـــﻦ ﺗــﺸــﺎد إﻟـــﻰ اﻟــــﺴــــﻮدان. وﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺤـــﺪود، إذ ﻻ ﻳـﺰﻳـﺪ اﻷﻣـــﺮ ﻋــﻦ ﻣـﺠـﺮد ﻋـﻤـﻮد ﺧـﺮﺳـﺎﻧـﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺮى ﻧﻬﺮ ﺟــﺎف، ﻳﺘﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌﻮن واﻟﺘﺠﺎر واﻟﺪراﺟﺎت اﻟﻨﺎرﻳﺔ ذات اﻟﻌﺠﻼت اﻷرﺑـﻊ اﻟﺘﻲ ﺗـﺤـﻤـﻞ ﺟــﻠــﻮد اﻟــﺤــﻴــﻮاﻧــﺎت، وﻋـــﺮﺑـــﺎت اﻟﺤﻤﻴﺮ اﳌﺤﻤﻠﺔ ﺑﺒﺮاﻣﻴﻞ اﻟﻮﻗﻮد.
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﺒﻮره إﻟﻰ داﺧـﻞ اﻟﺴﻮدان ﻫــﻮ ﺷـﺎﺣـﻨـﺎت اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة اﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم
اﻟﺬي ﺗﺸﺘﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ دارﻓــﻮر؛ إذ ﻳﻘﻮل اﻟــــﺨــــﺒــــﺮاء إن ﻫــــﻨــــﺎك ٠٤٤ أﻟـــــﻒ ﺷـــﺨـــﺺ ﻋـﻠـﻰ ﺷﻔﻴﺮ اﳌﺠﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. واﻵن، ﻳﻘﻮل اﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﻔﺎرون ﻣﻦ دارﻓﻮر إن اﻟﺠﻮع، وﻟﻴﺲ اﻟﺼﺮاع، ﻫــﻮ اﻟـﺴـﺒـﺐ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻲ وراء رﺣـﻴـﻠـﻬـﻢ. اﻟﺴﻴﺪة ﺑﻬﺠﺔ ﻣﺤﻜﺮ، وﻫـﻲ أم ﻟﺜﻼﺛﺔ أﻃﻔﺎل، أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻹﻋﻴﺎء ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮة ﺑﻌﺪ أن ﻫﺎﺟﺮت أﺳﺮﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺸﺎد ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺒﺮ »أدري«. وﻗﺎﻟﺖ إن اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ واﺳــﺘــﻤــﺮت ٦ أﻳــــﺎم، ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺷﺮ اﳌﺤﺎﺻﺮة وﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟــﺬي ﻫﺪدﻫﻢ ﻓﻴﻪ اﳌﻘﺎﺗﻠﻮن ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻟﻜﻦ اﻷﺳـــﺮة ﺷﻌﺮت ﺑــﺄن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣـــﻦ اﻟــــﺨــــﻴــــﺎرات. ﻗـــﺎﻟـــﺖ اﻟـــﺴـــﻴـــﺪة ﻣــﺤــﻜــﺮ، وﻫــﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻠﺴﻮن ﺑﺠﻮارﻫﺎ: »ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺄﻛﻠﻪ«. وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻰ ﻓﻄﻴﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم.
الجيش: معبر لتهريب األسلحة
وﻛــﺎن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻗﺪ ﻓـﺮض ﻗـﺮارﴽ ﺑـــﺈﻏـــﻼق اﳌــﻌــﺒــﺮ ﻣــﻨــﺬ ٥ أﺷـــﻬـــﺮ، ﺑـــﺪﻋـــﻮى ﺣﻈﺮ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﻷﺳـﻠـﺤـﺔ. ﻟﻜﻦ ﻳـﺒـﺪو أن ﻫــﺬا ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟــﻪ؛ إذ ﻻ ﺗـــﺰال اﻷﺳـﻠـﺤـﺔ واﻷﻣــــﻮال ﺗﺘﺪﻓﻖ إﻟﻰ اﻟــﺴــﻮدان، وﻛـﺬﻟـﻚ اﳌﻘﺎﺗﻠﻮن، ﻣـﻦ أﻣـﺎﻛـﻦ أﺧـﺮى ﻋﻠﻰ اﻟــﺤــﺪود اﳌـﻤـﺘـﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٠٧٨ ﻣﻴﻼ، اﻟـﺘـﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻐـﺎﻟـﺐ ﻋــــﺪوه، وﻫـﻮ »ﻗــــﻮات اﻟــﺪﻋــﻢ اﻟــﺴــﺮﻳــﻊ«. وﻻ ﻳﺴﻴﻄﺮ اﻟﺠﻴﺶ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻌـﺒـﺮ ﻓــﻲ أدري، إذ ﻳـﻘـﻒ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ »ﻗــــــﻮات اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﺴـــﺮﻳـــﻊ« ﻋــﻠــﻰ ﺑـــﻌـــﺪ ٠٠١ ﻣﺘﺮ ﺧﻠﻒ اﻟﺤﺪود ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ. وﻋﻠﻰ
اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﺗﻘﻮل اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة إﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗـﺤـﺘـﺮم أواﻣــــﺮ اﻹﻏــــﻼق ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻴــﺶ، اﻟــﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺑﻮرﺗﺴﻮدان ﻣﻘﺮﴽ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٠٠١ ﻣـﻴـﻞ إﻟـــﻰ اﻟــﺸــﺮق، ﻷﻧـــﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎدﻳـﺔ ﻓﻲ اﻟــﺴــﻮدان. وﺑـــﺪﻻ ﻣـﻦ ذﻟـــﻚ، ﺗﻀﻄﺮ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﳌﺴﺎﻓﺔ ٠٠٢ ﻣﻴﻞ ﺷـﻤـﺎﻻ إﻟــﻰ ﻣﻌﺒﺮ »اﻟﻄﻴﻨﺔ«، اﻟـــــﺬي ﺗـﺴـﻴـﻄـﺮ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻣـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎ ﻣـﺘـﺤـﺎﻟـﻔـﺔ ﻣﻊ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــــﺴــــﻮداﻧــــﻲ؛ إذ ﻳــﺴــﻤــﺢ ﻟـﻠـﺸـﺎﺣـﻨـﺎت ﺑﺪﺧﻮل دارﻓـــﻮر. ﻫـﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﺧﻄﻴﺮ وﻣﻜﻠﻒ، وﻳــﺴــﺘــﻐــﺮق ﻣـــﺎ ﻳــﺼــﻞ إﻟــــﻰ ٥ أﺿـــﻌـــﺎف اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـــﺬي ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻪ اﳌـــﺮور ﻋﺒﺮ »أدري«. وﻻ ﻳﻤﺮ ﻋﺒﺮ »اﻟﻄﻴﻨﺔ« ﺳﻮى ﺟﺰء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ، أي ٠٢٣ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط(، ﺣﺴﺐ ﻣـﺴـﺆوﻟـﲔ ﻓــﻲ اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﺑـــﺪﻻ ﻣﻦ
آﻻف ﺷــﺎﺣــﻨــﺎت اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات اﻟـــﻀـــﺮورﻳـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻬﺎ. وﻗﺪ أﻏﻠﻖ ﻣﻌﺒﺮ »اﻟﻄﻴﻨﺔ« أﻏــﻠــﺐ أﻳــــﺎم اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﺑـﻌـﺪ أن ﺣـﻮﻟـﺖ اﻷﻣﻄﺎر اﳌﻮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪود إﻟﻰ ﻧﻬﺮ. 7 ماليين مهددون بالجوع
وﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط(، ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻏــــﻠــــﻖ ﻣـــﻌـــﺒـــﺮ »أدري« اﻟــــــﺤــــــﺪودي، وﻳـــﻮﻧـــﻴـــﻮ )ﺣـــــــﺰﻳـــــــﺮان(، ارﺗــــﻔــــﻊ ﻋـــــﺪد اﻷﺷـــــﺨـــــﺎص اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻮاﺟــﻬــﻮن ﻣـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت ﻃـــﺎرﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺠـــﻮع ﻣﻦ ٧٫١ ﻣﻠﻴﻮن إﻟﻰ ٧ ﻣﻼﻳﲔ ﺷﺨﺺ. وﻗﺪ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻠﻮا ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرف ﻣــﺨــﻴــﻢ أدري، ﻓـــﻲ ﺣـــﲔ اﻧـــﺘـــﻈـــﺮوا ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﻢ وﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﻜﺎن ﻟﻬﻢ. وﻣﻊ اﻗﺘﺮاب اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺣــﺪوث ﻣﺠﺎﻋﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟــﺴــﻮدان، أﺻﺒﺢ إﻏﻼق ﻣﻌﺒﺮ »أدري« ﻣﺤﻮرﴽ أﺳﺎﺳﻴﴼ ﻟﻠﺠﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬﻟﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻛﺒﺮى اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺎﻧﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺟﻬﻮد اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﻄﺎرﺋﺔ. وﺻـﺮﺣـﺖ ﻟﻴﻨﺪا ﺗﻮﻣﺎس ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻠﺪ، ﺳﻔﻴﺮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﻣـﺆﺧـﺮﴽ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ: »ﻫـــﺬه اﻟﻌﺮﻗﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق«.
وﻛـــــﺎن إﻳـــﺼـــﺎل اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات إﻟــــﻰ دارﻓـــــﻮر ﺻﻌﺒﴼ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻟـﺤـﺮب. وﺗﻘﻊ أدري ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻣـﻦ اﳌﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ إﻟـــﻰ اﻟــﻐــﺮب واﻟــﺒــﺤــﺮ اﻷﺣــﻤــﺮ إﻟـــﻰ اﻟـــﺸـــﺮق، أي ﻧﺤﻮ ٠٠١١ ﻣﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﺗﺠﺎﻫﲔ. ﻓﺎﻟﻄﺮق ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ، وﻣﺘﺨﻤﺔ ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ اﻟﺮﺷﻮة، وﻫﻲ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻔﻴﻀﺎﻧﺎت اﳌﻮﺳﻤﻴﺔ. وﻗــﺎل ﻣـﺴـﺆول ﻓـﻲ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة إن اﻟﺸﺎﺣﻨﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــﻐــــﺎدر ﻣـــﻴـــﻨـــﺎء »دواﻻ« ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ ﻟـﻠـﻜـﺎﻣـﻴـﺮون ﺗـﺴـﺘـﻐـﺮق ﻧـﺤـﻮ ٣ أﺷﻬﺮ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ. وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟـﻠـﻮم ﻓـﻲ اﳌـﺠـﺎﻋـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻠـﻮح ﻓـﻲ اﻷﻓـــﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻘﺪ ﻣﻬﺪت »ﻗﻮات اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ« اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻴﻬﺎ أﻳﻀﴼ، إذ ﺷﺮع ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻮ »اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﺴـــﺮﻳـــﻊ«، ﻣــﻨــﺬ ﺑـــﺪء اﻟــﺤــﺮب ﻓـﻲ أﺑـﺮﻳـﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٣٢٠٢ ﻓـﻲ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻣﻼﻳﲔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ، وﺣﺮﻗﻮا ﻣﺼﺎﻧﻊ أﻏﺬﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل، وﻧﻬﺒﻮا ﻗﻮاﻓﻞ اﳌﺴﺎﻋﺪات. وﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻳــﻮاﺻــﻠــﻮن اﺟـﺘـﻴـﺎح اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﻐـﺬاء ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻛﺜﺮ اﳌﻨﺎﻃﻖ إﻧــﺘــﺎﺟــﻴــﺔ ﻓـــﻲ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ؛ ﻣـــﺎ ﺗــﺴــﺒــﺐ ﻓـــﻲ ﻧﻘﺺ ﻫﺎﺋﻞ ﻓﻲ إﻣﺪادات اﻟﻐﺬاء.
استجابة دولية هزيلة
وﻛـــــﺎﻧـــــﺖ اﻻﺳــــﺘــــﺠــــﺎﺑــــﺔ اﻟـــــﺪوﻟـــــﻴـــــﺔ ﳌــﺤــﻨــﺔ اﻟﺴﻮدان ﻫﺰﻳﻠﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ، وﺑﻄﻴﺌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻹﻟﺤﺎح.
ﻓــﻲ ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ ﻋــﻘــﺪ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻓــﻲ أﺑــﺮﻳــﻞ، ﺗـــﻌـــﻬـــﺪ اﳌــــﺎﻧــــﺤــــﻮن ﺑـــﺘـــﻘـــﺪﻳـــﻢ ﻣــــﻠــــﻴــــﺎري دوﻻر ﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪات إﻟــــﻰ اﻟـــــﺴـــــﻮدان، أي ﻧــﺼــﻒ اﳌـﺒـﻠـﻎ اﳌــﻄــﻠــﻮب ﻓــﻘــﻂ، ﻟــﻜــﻦ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺘــﻌــﻬــﺪات ﻟـــﻢ ﺗﻨﻔﺬ ﺑـﺎﻟـﻜـﺎﻣـﻞ. وﻓـــﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﳌـﺰدﺣـﻤـﺔ ﻓﻲ ﺷـﺮق ﺗﺸﺎد، ﻳﺘﺮﺟﻢ اﻻﻓﺘﻘﺎر ﻟﻸﻣﻮال إﻟﻰ ﻇـــــﺮوف ﻣـﻌـﻴـﺸـﻴـﺔ ﺑــﺎﺋــﺴــﺔ. وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﳌـﻔـﻮﺿـﻴـﺔ اﻟـــﻌـــﻠـــﻴـــﺎ ﻟــــﺸــــﺆون اﻟــــﻼﺟــــﺌــــﲔ، اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺪﻳــﺮ ﻣـﺨـﻴـﻤـﺎت اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ ﻓﻲ ﺗﺸﺎد، إن ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻤﻮﻟﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓــﻘــﻂ ﻓـــﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ. وﻗــــﺪ اﺿــﻄــﺮ ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻷﻏـﺬﻳـﺔ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﺆﺧﺮﴽ إﻟـﻰ ﺧﻔﺾ اﻟﺤﺼﺺ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، إﺛﺮ اﻓﺘﻘﺎره إﻟﻰ اﻷﻣﻮال.
*ﺧﺪﻣﺔ }ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ{