»سد النهضة«: هل تضعف »زيادة الفيضانات« موقف مصر والسودان؟
أبو الغيط استنكر »عدم انزعاج« المجتمع الدولي من تصرفات إثيوبيا
أﺛــــــﺎرت ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟــﻔــﻴــﻀــﺎﻧــﺎت اﳌــﺮﺗــﻔــﻌــﺔ ﻓـــﻲ إﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ ﺗــــﺴــــﺎؤﻻت ﺑـــﺸـــﺄن ﻣـــﻮﻗـــﻒ ﻣﺼﺮ واﻟـــــــﺴـــــــﻮدان اﻟــــﺘــــﻔــــﺎوﺿــــﻲ ﻓـــــﻲ أزﻣــــــــﺔ »اﻟــــﺴــــﺪ اﻹﺛـﻴـﻮﺑـﻲ«، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻇﻞ زﻳــﺎدة ﺗﺪﻓﻘﺎت اﳌﻴﺎه ﻓﻲ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ. ﻓﻲ وﻗﺖ اﺳﺘﻨﻜﺮ اﻷﻣﲔ اﻟـــﻌـــﺎم ﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ اﻟــــــﺪول اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻴـــﺔ، أﺣـــﻤـــﺪ أﺑــﻮ اﻟــﻐــﻴــﻂ، »ﻋــــﺪم اﻧـــﺰﻋـــﺎج اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع )اﻟﺴﺪ(«.
وﻳﺮى ﺧﺒﺮاء أن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﻞء اﻟﺴﺪ اﻹﺛـــﻴـــﻮﺑـــﻲ »ﻣـﻨـﺨـﻔـﺾ ﺣــﺘــﻰ اﻵن ﻋــﻠــﻰ ﻣﺼﺮ واﻟﺴﻮدان«، ﻏﻴﺮ أﻧﻬﻢ »ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪوا اﺳﺘﻤﺮار ﻣــﺨــﺎﻃــﺮ اﻟـــﺴـــﺪ ﻓـــﻲ ﻇـــﻞ ﻏـــﻴـــﺎب ﻗـــﻮاﻋـــﺪ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ وإﻋــــﺎدة اﳌـــﻞء ﺧــﻼل ﺳﻨﻮات اﻟـــﺠـــﻔـــﺎف«. وﻃـــﺎﻟـــﺒـــﻮا »ﺑــﺘــﺪﺧــﻞ دوﻟـــــﻲ ﻹﺑــــﺮام اﺗﻔﺎق ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻠﺰم ﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث«.
وﺗــﺸــﻬــﺪ إﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ ﻣـــﻌـــﺪﻻت ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺔ ﻣﻦ اﻷﻣــــﻄــــﺎر ﻣـــﻊ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ ﻣـــﻮﺳـــﻢ اﻟــﻔــﻴــﻀــﺎﻧــﺎت ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﻟﺤﺎﻟﻲ، »ﺗﺼﻨﻒ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﳌﺘﻮﺳﻂ«، ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺧﺒﺮاء اﳌﻴﺎه. وﺗــﺴــﺒــﺒــﺖ اﻷﻣــــﻄــــﺎر اﻟـــﻐـــﺰﻳـــﺮة ﻓــــﻲ اﻧـــﻬـــﻴـــﺎرات أرﺿﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺟﻮﻓﺎ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ. وأﻓــﺎد ﻣﻜﺘﺐ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺸﺆون اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ )أوﺗــــﺸــــﺎ(، أﺧـــﻴـــﺮﴽ، ﺑــــﺄن »ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟــﻘــﺘــﻠــﻰ ﺟــــــﺮاء اﻻﻧـــﻬـــﻴـــﺎر اﻷرﺿـــــــﻲ ﺑـﺈﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ٧٥٢ ﺷﺨﺼﴼ«.
وﺑــﺪأت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﻞء اﻟـﺨـﺎﻣـﺲ ﻟـــ»ﺳــﺪ اﻟـﻨـﻬـﻀـﺔ« ﻣــﻊ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻣﻮﺳﻢ اﻟـــﻔـــﻴـــﻀـــﺎﻧـــﺎت، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺴــﺘــﻤــﺮ ﺣــﺘــﻰ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﻘﺒﻞ، وﺳﻂ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺑﺄن ﻳﺮﻓﻊ )اﳌﻞء اﻟﺨﺎﻣﺲ( ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة »اﻟﺴﺪ« إﻟﻰ ٤٦ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه، ﻟﻴﺼﻞ ﻋﻨﺪ ذروﺗﻪ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ إﻟﻰ ٠٤٦ ﻣﺘﺮﴽ، ﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ.
ﺧــﺒــﻴــﺮ اﳌــــﻴــــﺎه اﻟــــﺪوﻟــــﻲ ﻓــــﻲ ﻣـــﺼـــﺮ، ﻧــــﺎدر ﻧـــــﻮر اﻟـــــﺪﻳـــــﻦ، ﻋــــﺪ ﺗـــﺄﺛـــﻴـــﺮ ﺳــــﻨــــﻮات ﻣـــــﻞء »ﺳـــﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ« ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ »ﻣﻨﺨﻔﻀﴼ ﺣﺘﻰ اﻵن«. وﻗـــــﺎل ﻟــــ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ«: »ﺧـــــﻼل ﺳــﻨــﻮات اﳌـــﻞء اﻷرﺑـــﻊ اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ ﻛــﺎن ﻣـﻌـﺪل اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت
ﻓﻮق اﳌﺘﻮﺳﻂ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻣﻌﺪل أﻣﻄﺎر ﻣﻨﺨﻔﻀﴼ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »ﻣﺼﺮ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﳌﻞء ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺨﺰون اﳌﻴﺎه ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب«.
وأوﺿـــــــﺢ ﻧـــــﻮر اﻟــــﺪﻳــــﻦ أن ﻫـــﻨـــﺎك »ﺣـــﺎﻟـــﺔ ﻃﻤﺄﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﻣﻌﺪل اﻷﻣﻄﺎر اﳌﺮﺗﻔﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم«، وأﻛﺪ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟﺴﻨﻮات ﻣﻞء اﻟﺴﺪ اﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﻋﺪم ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟــﻘــﻀــﻴــﺔ إﻟــــﻰ »ﺻــــــﺮاع وﺻــــــﺪام ﺑـــﲔ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة واﻟــﺨــﺮﻃــﻮم وأدﻳــــﺲ أﺑـــﺎﺑـــﺎ«، وﺗـــﺎﺑـــﻊ: » ﻫﻨﺎك اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺸﺄن ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺸﻐﻴﻞ )اﻟﺴﺪ( ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺣﺼﺘﺎ ﻣﺼﺮ واﻟﺴﻮدان اﳌﺎﺋﻴﺔ«.
واﺻــﻄــﺪم ﻣــﺴــﺎر اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت ﺑــﲔ ﻣﺼﺮ واﻟـــﺴـــﻮدان وإﺛـﻴـﻮﺑـﻴـﺎ ﻃـــﻮال اﻷﻋــــﻮام اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺑﺨﻼﻓﺎت ﺣﺎﻟﺖ دون اﻟﻮﺻﻮل ﻻﺗﻔﺎق ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﻨﻈﻢ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﻞء واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ. وأﻋﻠﻨﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ ﻓﺸﻞ آﺧﺮ ﺟﻮﻟﺔ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت.
ﻓـــﻲ ﻏـــﻀـــﻮن ذﻟـــــﻚ، ﻗــــﺎل أﺑــــﻮ اﻟـــﻐـــﻴـــﻂ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ، ﻣـﺴـﺎء اﻷرﺑـــﻌـــﺎء، إﻧﻪ »ﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ اﺣــﺘــﺠــﺎج دوﻟــــﻲ ﻋـﻠـﻰ إﻧــﺸــﺎء )ﺳـﺪ اﻟــﻨــﻬــﻀــﺔ( رﻏـــﻢ ﻣــﺨــﺎﻃــﺮه ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻴــﺎه اﻟــﻨــﻴــﻞ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »اﻷﻣﺮ اﻟﺨﻄﻴﺮ ﻫﻮ وﺟﻮد ﻃﺮف
ﻋـﻠـﻰ ﻣﻨﺒﻊ اﻟـﻨـﻬـﺮ ﻳـﺘـﺼـﺮف دون أي ﻗـﻴـﻮد أو ﺷﻲء ﻳﺤﻜﻤﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﴼ«.
وﺗــﺪﻋــﻢ اﻟـﺠـﺎﻣـﻌـﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﻣـﻮﻗـﻒ ﻣﺼﺮ واﻟــﺴــﻮدان ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ »ﺳـﺪ اﻟﻨﻬﻀﺔ«. ودﻋﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓـﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( ١٢٠٢ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــــــــﻦ ﻟــــﻼﻧــــﻌــــﻘــــﺎد ﻟـــﺒـــﺤـــﺚ »ﺧــــــﻼﻓــــــﺎت اﻟـــﺴـــﺪ اﻹﺛـــﻴـــﻮﺑـــﻲ«. وأﻛـــــﺪت أن »اﻷﻣـــــﻦ اﳌـــﺎﺋـــﻲ ﳌﺼﺮ واﻟـــﺴـــﻮدان ﺟـــﺰء ﻻ ﻳـﺘـﺠـﺰأ ﻣــﻦ اﻷﻣـــﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ«.
واﻧﺘﻘﺪت إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻃﺮح ﻣﺼﺮ اﻟﻨﺰاع ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، راﻓﻀﺔ ﺧﺮوج اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ. وﻟﺴﻨﻮات رﻋـﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺛـــﻼﺛـــﻴـــﺔ ﺑـــــﲔ ﻣـــﺼـــﺮ وإﺛــــﻴــــﻮﺑــــﻴــــﺎ واﻟــــــﺴــــــﻮدان، ﺑـــﺨـــﺼـــﻮص ﻧــــــﺰاع اﻟـــﺴـــﺪ اﳌــــﻘــــﺎم ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﺮاﻓـــﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻨﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون ﺗﺤﻘﻴﻖ أي اﺧﺘﺮاق.
ﻣــــﺴــــﺎﻋــــﺪ وزﻳـــــــــﺮ اﻟــــﺨــــﺎرﺟــــﻴــــﺔ اﳌــــﺼــــﺮي ﻟﻠﺸﺆون اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ، اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺣــــﺠــــﺎزي، ﻗـــــﺎل إن »اﻻﺗـــــﻔـــــﺎق اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮﻧـــﻲ ﻣـﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺛﻴﻮﺑﻲ ﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻓـﻲ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌــــﻞء ﺑــﻌــﺪ ﺗـــﻮاﻓـــﺪ اﻟــﻔــﻴــﻀــﺎﻧــﺎت ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺧــﻼل ﺳـﻨـﻮات اﳌـــﻞء ﺣﺘﻰ اﻵن«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ أﺻــﺒــﺤــﺖ ﻣــﻘــﺼــﻮرة ﻋــﻠــﻰ ﺑﺤﺚ »ﻗـﻮاﻋـﺪ اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ وﻗـﻮاﻋـﺪ إﻋــﺎدة اﳌــﻞء ﺧﻼل ﺳﻨﻮات اﻟﺠﻔﺎف«.
وأﻛــــــــﺪ ﺣـــــﺠـــــﺎزي ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ« أﻫـﻤـﻴـﺔ رﺑـــﻂ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺗـﺸـﻐـﻴـﻞ اﻟــﺴــﺪ اﻹﺛـﻴـﻮﺑـﻲ ﻣﻊ اﻟـﺴـﺪود اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ دوﻟﺘﻲ اﳌﺼﺐ ﻣﺼﺮ واﻟــﺴــﻮدان، ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪول ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض ﺣﺼﺘﻬﺎ اﳌﺎﺋﻴﺔ. وﻟﻔﺖ إﻟـــﻰ أن ﻋـــﺪم اﻟـــﺘـــﺰام اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻹﺛــﻴــﻮﺑــﻲ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ »ﺳﻴﺴﺒﺐ أﺿـﺮارﴽ ﳌﺼﺮ واﻟﺴﻮدان«. وﻃﺎﻟﺐ ﺑﻀﺮورة ﻋﻮدة اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺑﲔ ﻣﺼﺮ واﻟﺴﻮدان وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﻌﺎون إﻗﻠﻴﻤﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ.
وأرﺟـﻊ ﺣﺠﺎزي ﺗﺮاﺟﻊ اﻫﺘﻤﺎم اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ ﺑـﻘـﻀـﻴـﺔ »ﺳــــﺪ اﻟــﻨــﻬــﻀــﺔ« إﻟــــﻰ رﻓــﺾ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــــﺪول اﻟــﻜــﺒــﺮى اﺗـــﺨـــﺎذ ﻣـــﻮاﻗـــﻒ ﺑـﺸـﺄن )اﻟـــﺴـــﺪ( ﺣــﺘــﻰ ﻻ ﻳــﺆﺛــﺮ ذﻟــــﻚ ﻋــﻠــﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ.
أﻣـــﺎ ﻣــﺪﻳــﺮة »اﻟـﺒـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻲ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻷﻫﺮام ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«، أﻣﺎﻧﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻓـــــﺮأت أن اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة ﺗــﺤــﺘــﺎج ﻟـــــﺮؤى وﻣـــﺴـــﺎرات أﺧـــــﺮى ﻟـﻠـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـــﻊ ﻗــﻀــﻴــﺔ »ﺳــــﺪ اﻟـﻨـﻬـﻀـﺔ« ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺎﻃﺮه ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ اﳌﺎﺋﻲ اﳌﺼﺮي.
وأﻛــــــــﺪت ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ« ﺿـــــﺮورة ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺣــﻤــﻼت دﻋـﺎﺋـﻴـﺔ ﻟـــﺪى ﻣــﺮاﻛــﺰ اﻟﻀﻐﻂ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ ﻛــﻤــﺮاﻛــﺰ اﻷﺑـــﺤـــﺎث واﻟــﻔــﻜــﺮ ووﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋــــﻼم وﻣـﻨـﻈـﻤـﺎت اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﳌـــﺪﻧـــﻲ، ﻹﻇـﻬـﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻧﻘﺺ اﳌـﻴـﺎه ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻓـﻲ ﻣﺼﺮ، ﻣـﺸـﻴـﺮة إﻟـــﻰ أن »إدراك اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺧــﻄــﻮرة اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﺿﻌﻴﻒ«.
وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﺠﺰﴽ ﻣﺎﺋﻴﴼ ﻳﺒﻠﻎ ٥٥ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ، وﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻣــــﻮرد ﻣــﺎﺋــﻲ واﺣــــﺪ ﻫﻮ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٨٩ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، وﺗﻘﻊ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺗـﺤـﺖ ﺧــﻂ اﻟـﻔـﻘـﺮ اﳌــﺎﺋــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ، ﺑــﻮاﻗــﻊ ٠٠٥ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻟﻠﻔﺮد ﺳﻨﻮﻳﴼ، ﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت وزارة اﻟﺮي اﳌﺼﺮﻳﺔ.
وأوﺿـــــﺤـــــﺖ أﻣــــﺎﻧــــﻲ اﻟـــﻄـــﻮﻳـــﻞ أن ﻣــﺴــﺎر اﻟﺘﻔﺎوض ﻣـﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺛﻴﻮﺑﻲ »ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪ، وﺛــﺒــﺖ ﻋـــﺪم ﻧــﺠــﺎﺣــﻪ ﺣــﺘــﻰ اﻵن«. وﻗـــﺎﻟـــﺖ إﻧــﻪ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻠﺰم ﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث ﻣﻦ ﺧﻼل ﺿﻐﻮط دوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺛﻴﻮﺑﻲ«.