Al Araby Al Jadeed

ضعف البنية التحتية يضاعف أعداد منكوبي فيضانات اليمن

فاقمت والفيضانات­السيولالتي تجتاح عدة محافظات يمنية مأساة السكان الذين يعانون تبعات الحرب منذ عام ،2015 ويشكون من ضعف جهود اإلغاثة

- تعز ـ فخر العزب

تـــتـــزا­يـــد املــــخــ­ــاوف مـــع اســـتـــم­ـــرار هطل األمـطـار فـي عــدد مـن املــدن اليمنية في ظل بنية تحتية هشة تأثرت بسنوات الــحــرب فــي الـــبـــا­د، وضــعــف الـخـدمـات األســاســ­يــة. وأعــلــن مكتب األمـــم املتحدة لتنسيق الـــشـــؤ­ون اإلنــســا­نــيــة، الخميس املــاضــي، ارتــفــاع عـــدد الـوفـيـات مــن جــراء الـسـيـول إلـــى 89، فـضـا عــن إصــابــة 600 آخرين، في حني ذكرت كتلة املأوى التابعة ملفوضية األمم املتحدة لشؤون الاجئني أن الفيضانات أثـــرت على أكـثـر مــن 294 ألف شخص، وأنه جرى تقديم مساعدات منقذة للحياة إلــى 67500 ألـفـا فـقـط، ما يــبــرز وجــــود فــجــوة تـمـويـلـي­ـة بـقـيـمـة 25 مليون دوالر يجب سدها عاجا لتلبية احـــتـــي­ـــاجـــات املـــتـــ­ضـــرريـــ­ن. وكـــشـــف مـديـر مديرية حيس بمحافظة الحديدة، مطهر القاضي، أن «السيول اجتاحت 13 قرية، بما في ذلك مخيمات للنازحني، وسببت تـــضـــرر مــســاكــ­ن 1527 أســــــرة، وخــســائـ­ـر كـبـيـرة بــني املـــواشـ­ــي، إضــافــة إلـــى تدمير األراضــــ­ــي الـــزراعـ­ــيـــة. جــــرى الــعــثــ­ور على جثمان شخص واحد من بني مفقودين». بدورها، أعلنت الوحدة التنفيذية إلدارة مــخــيــم­ــات الــــنـــ­ـازحــــني فــــي مـــــــأر­ب، األحــــد املــــاضـ­ـــي، أن عـــــدد األســــــ­ر املـــتـــ­ضـــررة مـن الـــســـي­ـــول فـــي املــحــاف­ــظــة تـــجـــاو­ز 12 ألــف أســـــــر­ة، مــــن بــيــنــه­ــا 3 آالف 673و أســــرة تـــضـــرر­ت مــنــازلـ­ـهــا كــلــيــا، و8 آالف 689و أســـــــر­ة تــــضــــ­ررت مـــنـــاز­لـــهـــا جـــزئـــي­ـــا، كـمـا ســـبـــبـ­ــت الـــســـي­ـــول تـــدمـــي­ـــر ســـبـــع مـــــدارس كليا، وتـضـرر 15 مـدرسـة جـزئـيـا، فضا عــن تــضــرر ثــاثــة مــرافــق صـحـيـة، ووفـــاة ثمانية نازحني، وإصابة 34 آخرين. وأضافت الوحدة التنفيذية أن السيول والـــعـــ­واصـــف خــلــفــت تـــأثـــي­ـــرات واســعــة علـى مساكن النازحني في 111 مخيما في مديريات املدينة، والوادي، وحريب، ورغوان، وتضررت 3673 أسرة في تلك املـخـيـمـ­ات، كـمـا تـــضـــرر­ت 22 مــدرســة، سبع منها دمـــرت كليا، وثـاثـة مرافق صـــحـــيـ­ــة، وأن الــــكـــ­ـارثــــة ضـــاعـــف­ـــت مـن معاناة جميع األســـر الـنـازحـة فـي تلك املخيمات، في حني لم تتجاوز التدخات اإلنـــســ­ـانـــيـــ­ة فــــي مــــــأرب كــلــهــا %12 مـن إجمالي االحتياجات، ما يفاقم الوضع اإلنساني املعقد الذي يعيشه النازحون. وبرز تزايد أعداد الضحايا واملنكوبني من جـراء السيول والفيضانات نتيجة الـضـعـف الـشـديـد فــي البنية التحتية، وهشاشة الخدمات األساسية، وغياب فرق الطوارئ املتخصصة، ما يحول دون تصريف السيول التي أغرقت املناطق الـسـكـنـي­ـة، وجــرفــت املــســاك­ــن، وأحــدثــت دمارًا كبيرًا في املمتلكات. يـــقـــول املـــهـــ­نـــدس املـــدنــ­ـي مــحــمــد الــكــبــ­س، لـ «العربي الجديد»: «ال يمتلك اليمن بنية تحتية حقيقية، ما يزيد أعداد الضحايا فـــي حــــال حـــصـــول كــــــوار­ث طـبـيـعـيـ­ة مثل الــــســـ­ـيــــول والــــفــ­ــيــــضــ­ــانــــات واألعــــا­صــــيــــ­ر، ومـــعـــظ­ـــم املـــــــ­دن تــــكــــ­اد تــــكــــ­ون خـــالـــي­ـــة مـن مجاري تصريف السيول، وغالبيتها غير مخططة، ويبرز فيها البناء العشوائي، لذا يؤدي هطل األمطار الغزيرة إلى بقاء املياه لساعات وربما أليـام في الشوارع.

معظم مجاري السيول أغلقتها األتربة أو القمامة، ومن ثم تغرق الشوارع الرئيسية في ظل غياب أي دور للجهات الحكومية مثل وزارة األشغال والبلديات». وعــلــى الــرغــم مــن مـــرور أكــثــر مــن أسـبـوع على بدء كارثة السيول والفيضانات، ما زالـــت جـهـود اإلغــاثــ­ة ضعيفة، وال تقارن بــأعــداد املنكوبني املـقـدر بنحو 300 ألف نـسـمـة. وأعــلــنـ­ـت جـمـعـيـة الـــهـــا­ل األحـمـر الكويتي تقديم مساعدات إغاثية طارئة لنحو 1200 أســرة متضررة مـن األمطار والسيول في محافظتي مأرب والحديدة، تشمل تـوزيـع حقائب إيـــواء ومساعدات غــــذائــ­ــيــــة، إضــــافــ­ــة إلــــــى تــــوزيــ­ــع وجـــبـــا­ت جاهزة على 3 آالف أسـرة ضمن مشروع املساعدات الغذائية املنقذة للحياة، 500و حقيبة نظافة شخصية. وبـــــدأت الــســلــ­طــات املـحـلـيـ­ة فـــي محافظة الحديدة، األحد املاضي، توزيع ما يقارب 13 ألف سلة غذائية على األسر املتضررة مــــن الـــســـي­ـــول فــــي املــــديـ­ـــريــــا­ت. وبــحــســ­ب مـــكـــتـ­ــب اإلعــــــ­ـــام فـــــي املــــحــ­ــافــــظـ­ـــة، يـــجـــري تجهيز تلك املساعدات بدعم من برنامج الغذاء العاملي، وتنفذ التوزيع املؤسسة الطبية امليدانية، والتي أوضح رئيسها؛ مـهـيـب عــبــاد، أن عملية الــتــوزي­ــع تشمل 9,968 سلة غذائية في مديريتي الخوخة والــتــحـ­ـيــتــا، 2,825و فـــي مــديــريـ­ـة حـيـس، وسيتم توزيعها على مرحلتني. ويقول عبد الله سيف، وهو أحد املنكوبني من السيول في مأرب، لـ «العربي الجديد»: «تـدفـقـت الـسـيـول إلـــى املــســاك­ــن، وجـرفـت عــــددًا مــنــهــا، وأحـــدثــ­ـت دمـــــارًا هـــائـــا، في حني لم يتم االلتفات إلينا من قبل الدولة أو مـنـظـمـات اإلغـــاثـ­ــة، وتـــم تـقـديـم بعض السال اإلغاثية لعدد محدود من األسر املنكوبة». وتوقع املركز الوطني لألرصاد اسـتـمـرار هطل أمـطـار رعـديـة غـزيـرة إلى غزيرة جدًا على عدد من املحافظات، من بينها املهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبني، ولحج، وتعز، وإب، والضالع، والحديدة، وريــــمــ­ــة، وذمـــــــ­ار، وصـــنـــع­ـــاء، واملـــحــ­ـويـــت، وحـجـة، وعــمــران، وصـعـدة، وسـهـل، وكـذا مرتفعات تهامة وسواحلها، وحذر املركز املواطنني من الوجود في ممرات السيول أثناء وبعد هطل األمطار.

 ?? (محمد حمود/األناضول) ?? غياب تام لتدخل الجهات الحكومية في اليمن
(محمد حمود/األناضول) غياب تام لتدخل الجهات الحكومية في اليمن
 ?? (محمد حمود/األناضول) ?? أغرقت السيول شوارع المدن اليمنية الرئيسية
(محمد حمود/األناضول) أغرقت السيول شوارع المدن اليمنية الرئيسية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar