البضائع اإليرانية ُتغرق إدلب
تـشـهـد أســـــواق إدلــــب شــمــال غــــرب ســوريــة انتشارًا الفتًا للبضائع واملنتجات اإليرانية املختلفة، وسط استياء واسع بني الكثيرين الذين نددوا بعدم الرقابة على األسواق، إذ يربطون بني هذه البضائع والدعم اإليراني لنظام بشار األسد الذي تسببت حربه ضد الــــثــــورة فـــي قــتــل وتـــشـــريـــد املــــايــــني. وقـــال سفيان الخالد وهو نازح مقيم في إدلب إن «انتشار البضائع اإليرانية في املنطقة هو استهتار بدماء األبرياء وخيانة ملعاناتنا الـــتـــي وصـــلـــت إلـــــى حــــد ال يــمــكــن تـــصـــوره بــعــد مــضــي ثـــاثـــة عــشــر عـــامـــًا». وأضـــــاف: «أن انــتــشــار تـلـك املــــواد يـنـعـش االقـتـصـاد اإليـرانـي ويزيد نفوذها ويجعل من إدلب ســـوقـــًا لـــتـــصـــريـــف مـــنـــتـــجـــاتـــهـــا»، وهـــــو مـا اعتبره «أمـراغـيـر مقبول فـي منطقة ذاقـت األمرين من إيران ومليشياتها». أمـــا مــريــم الـــريـــاض املـقـيـمـة فـــي مخيمات البردقلي ففوجئت بعامة بلد التصنيع حـــني اشـــتـــرت عـــــددا مـــن األدوات املـنـزلـيـة املـــوجـــودة فــي األســـــواق الـشـعـبـيـة، وقـالـت إنها إيرانية الصنع، متسائلة عن تاريخ إدخــــــال تــلــك املــنــتــجــات وكــيــفــيــة دخــولــهــا
وترويجها في إدلب با ماحقة ملروجيها من قبل حكومة اإلنقاذ. وأشـارت إلى أنها أعادت تلك املنتجات لبائعها رفضًا منها لــشــراء تـلـك املــــواد الـتـي تـعـود لبلد ساهم بشكل كبير فــي تشريدها هــي وعائلتها مـن مدينتها خــان شيخون منذ أكـثـر من خمس سنوات. وقالت إنها غير مستعدة لـــشـــراء تــلــك املـــــواد واملــنــتــجــات إن لـــم يبق غيرها فـي األســــواق، فهي ال تثق بها من جهة وال ترغب باملساهمة في الترويج لها من جهة أخــرى، وتتابع» أنهم يستغبون الناس هنا ويبيعون ما يريدون دون رادع، وكل همهم الربح بغض النظر عن مصدر تلك البضائع». وتعد مـواد التدفئة كقشر الفستق والـبـنـدق وبعض املـــواد الغذائية مثل التمر والزبيب والتني وحليب األطفال، واألدوات الكهربائية والــزجــاج اإليــرانــي، بــاإلضــافــة لـلـحـديـد والــســرامــيــك والــزيــوت املـعـدنـيـة وأدوات الـتـمـديـدات الكهربائية والصحية من أبرز املنتجات اإليرانية التي تنتشر في أسواق إدلب. وقـــال الـتـاجـر إيــهــاب الـصـفـري لــ «الـعـربـي الجديد» إن أغلب البضائع اإليرانية تدخل عبر املعابر التركية بعد تغيير منشأها ونسب املنشأ لتركيا أو أذربيجان، ويسهم
فــــي دخـــــــول تـــلـــك الـــبـــضـــائـــع تــــجــــار أتــــــراك ساعني للربح ومستغلني فرصة السماح بــإدخــال املــــواد الـتـجـاريـة إلـــى شـمـال غـرب سورية عبر معابرهم التي تعتبر املتنفس التجاري الوحيد للمنطقة. ونــوه لوجود بضائع إيـرانـيـة أخـــرى تـدخـل مـن مناطق الــنــظــام عــن طــريــق الــتــهــريــب، وعـــن طريق مناطق قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، ورخـــص ثمن تلك البضائع تـدفـع التجار الستيرادها رغم سوء تلك املنتجات وقلة جــودتــهــا. مــن جـانـبـه قـــال مــديــر الـعـاقـات العامة في وزارة االقتصاد واملوارد حمدو الجاسم لـ «العربي الجديد» إن سبب وجود مـنـتـجـات إيــرانــيــة فـــي األســـــواق فـــي إدلـــب يعود لقلة تكاليف استيرادها مقارنة مع غيرها، بينما هناك مــواد ضـروريـة يجب أن تكون حاضرة في املنطقة املحررة. وأكـــــــد وجـــــــوب اتــــخــــاذ إجــــــــــراءات مــــن قـبـل حــكــومــة اإلنــــقــــاذ تـــجـــاه هــــذه املـــســـألـــة ملنع اســــتــــيــــراد الـــبـــضـــائـــع اإليـــــرانـــــيـــــة مـــــن قـبـل الــشــركــات والــتــجــار، غـيـر أنــهــا تــدخــل بعد أن يعاد تغليفها ونسب تصنيعها لـدول أخـــــرى، وأوضـــــح أن هــنــاك عــقــوبــات بمنع اسـتـيـراد البضائع اإليـرانـيـة ومصادرتها ووجوب البحث عن بدائل أخرى. وعن اآللية التجارية شمال غرب سورية أوضح مركز «كـانـدل لـلـدراسـات» وهــو مجموعة تفكير استراتيجي بحثية مستقلة تهتم بدراسة وتحليل مؤشرات التحوالت االستراتيجية املرتبطة بدوائر التأثير والنفوذ والصراع فـــي الــعــالــم، أن الــتــاجــر يــشــتــري الـبـضـاعـة الــــتــــي يــــريــــد إدخــــالــــهــــا لـــلـــشـــمـــال الــــســــوري مــن األســــواق الـتـركـيـة أو مــن خـــارج تركيا عــبــر املـــوانـــئ الــتــركــيــة واملــــــرور بـــاألراضـــي التركية تـرانـزيـت، ويمنح وثيقة تثبت أن البضاعة للتصدير الخارجي وبذلك يعفى مــن الــضــرائــب، ويــقــوم بــإدخــالــهــا للشمال السوري عن طريق شركات الشحن التركية التي يتعامل معها، وفـي املعابر السورية الـتـي تسمح بــإدخــال الـبـضـائـع وهـــي بـاب السامة ومعبر الــراعــي ومعبر جرابلس، حــيــث يــتــم الــكــشــف عــلــى الــبــضــاعــة ويــتــم إدخـــــــال الـــبـــضـــاعـــة بــالــتــنــســيــق مــــع مـكـتـب الـتـخـلـيـص الــجــمــركــي الــــذي يـحـصـل على بيان جمركي من مكتب الجمارك الذي يقوم بعدد من اإلجـــراءات، فيما يحظر أن تكون البضاعة من منشأ إسرائيلي أو روسي أو إيــرانــي، حيث تمنع هــذه املـــواد مـن دخـول الــســوق الـسـوريـة فــي الـشـمـال ســـواء كانت لاستهاك املحلي أو للعبور ترانزيت.