طهران تنفي االتهام األميركي بالتدخل في االنتخابات
اتهمت الواليات المتحدة، إيران، بمحاولة التدخل في انتخاباتها الرئاسية، وتنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية مرتبطة بدونالد ترامب وكاماال هاريس
نفت إيـران، أمس الثالثاء، صحة االتهامات األمــيــركــيــة لــهــا بــالــتــدخــل فـــي االنــتــخــابــات الـرئـاسـيـة األمـيـركـيـة املــقــررة هــذا الــعــام في 5 نــوفــمــبــر/تــشــريــن الـــثـــانـــي املـــقـــبـــل، وذلـــك مباشرة بعد أول إعالن رسمي من واشنطن، يحمل طهران مسؤولية اختراق إلكتروني كــان الـرئـيـس الـسـابـق دونــالــد تـرامـب ربطه بها. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ومكتب مدير االستخبارات الوطنية (أو دي أن آي) ووكالة األمن السيبراني وأمن البنية التحتية، وهي كلها وكاالت فيدرالية
أمـيـركـيـة، أول مــن أمـــس، إن إيــــران اعتبرت االنتخابات الرئاسية هذا العام «ذات أهمية خـاصـة»، وأنـهـا عـازمـة، مـن خــالل القرصنة وغـــيـــرهـــا مـــن األنـــشـــطـــة، عــلــى الـــتـــدخـــل في السياسة األميركية و«إثارة الفنت وتقويض الثقة في مؤسساتنا الديمقراطية». وجاء فــي بــيــان مـشـتـرك صـــادر عــن هـــذه املـكـاتـب: «الحــظــنــا نــشــاطــا إيـــرانـــيـــا عـــدوانـــيـــا بشكل مــتــزايــد خـــالل دورة االنــتــخــابــات الـحـالـيـة، خصوصا فـي مـا يتعلق بعمليات التأثير الـــــتـــــي تــــســــتــــهــــدف الــــجــــمــــهــــور األمـــــيـــــركـــــي، والــعــمــلــيــات الــســيــبــرانــيــة الـــتـــي تـسـتـهـدف الحمالت الرئاسية». وورد فــــي الـــبـــيـــان أن مــتــســلــلــن إيـــرانـــيـــن ســـعـــوا إلـــــى الـــــوصـــــول إلـــــى «أفـــــــــراد لــديــهــم عـــالقـــات مــبــاشــرة مـــع الــحــمــالت الــرئــاســيــة لــكــال الـــحـــزبـــن الـــســـيـــاســـيـــن». وأضــــــاف أن «هــذه األنشطة تشمل تلك التي تــم اإلبــالغ عـنـهـا أخــيــرًا والــرامــيــة إلـــى تـقـويـض حملة الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق تـــرامـــب والـــتـــي تنسبها (وكــاالت االستخبارات) إلى إيــران». وأكـدت أجهزة االستخبارات األميركية، في بيانها، أن «أنـشـطـة مـمـاثـلـة، بـمـا فــي ذلـــك عمليات الــســرقــة والــنــشــر، تــهــدف إلـــى الـتـأثـيـر على عملية االنتخابات األميركية». ويحقق «أف بـي آي» أيضا فـي مـحـاوالت اخـتـراق حملة املرشحة الديمقراطية كاماال هاريس التي أعــلــنــت أيـــضـــا أخـــيـــرًا اســتــهــدافــهــا مـــن قبل قراصنة إلكترونين أجانب. مـن جهتها، نفت البعثة اإليـرانـيـة فـي األمـم املـــتـــحـــدة، أمـــــس الــــثــــالثــــاء، صـــحـــة اتـــهـــامـــات وكـــــاالت االســتــخــبــارات األمــيــركــيــة لـطـهـران. وأكدت البعثة اإليرانية في بيان نشرته وكالة فـــارس املـحـافـظـة، أن «هـــذه املــزاعــم ال أسـاس
لها من الصحة وتفتقر إلـى أي مصداقية»، داعية اإلدارة األميركية إلـى عـرض وثائقها «إن كـانـت صــادقــة فــي ادعـائـهـا لنتمكن من الرد عليها». ويـأتـي ذلـــك، بعدما كــان كشف فـي الـواليـات املتحدة في العاشر من أغسطس/آب الحالي، عن هجوم إلكتروني استهدف حملة ترامب. وفـــي ذلـــك الـــوقـــت، قـــال تـــرامـــب إن إيـــــران «لـم تــتــمــكــن إال مــــن الـــحـــصـــول عـــلـــى مــعــلــومــات مــتــاحــة لــلــجــمــهــور». وقـــالـــت شـــركـــة غــوغــل، األسبوع املاضي، إن مجموعة قرصنة تعرف بــاســم «آي بــي تــي »42 ومـرتـبـطـة بالحرس الــثــوري اإليـــرانـــي قـامـت بـمـحـاوالت اخـتـراق لشخصيات ومنظمات رفيعة فـي إسرائيل والـــواليـــات املـتـحـدة، بـمـا فــي ذلـــك مسؤولن حــكــومــيــن وحــــمــــالت انـــتـــخـــابـــيـــة. وتــضــمــن التقرير أمثلة عن عمليات القرصنة، بينها تظاهر القراصنة بأنهم مؤسسة أبحاث أو جهة اتــصــال مـوثـوقـة لـجـذب الضحايا إلى عـقـد اجـتـمـاعـات فـيـديـو مـزيـفـة، حـيـث تكون هـــنـــاك حـــاجـــة إلــــى اســـتـــخـــدام كــلــمــات املــــرور لتسجيل الدخول للمشاركة. ووفقا للتقرير، تضمنت الئـحـة أهــــداف مجموعة القرصنة اإليرانية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من هذا العام، محاوالت اختراق حسابات بريد إلكتروني شخصية لنحو عشرة أشخاص مـقـربـن مــن بــايــدن أو تــرامــب، لـكـن «غـوغـل» أحـبـطـتـهـا، بــعــدمــا ذكــــرت الــشــركــة أيــضــا أن املـــجـــمـــوعـــة اخــــتــــرقــــت حــــســــاب «جــــــي مـــيـــل» شخصي ملستشار سياسي مؤثر. وبحسب «غوغل» فإن مجموعة القرصنة «آي بي تي »42 تشكل «عامل تهديد متطورًا ومثابرًا ال يظهر أي إشارات لوقف محاوالت الستهداف املستخدمن ونشر تكتيكات جديدة».