رسالتان لوصال
األحد 3 مارس/آذار صباح البنفسج الــذي يشبه جنون هدوئك يا وصال، عــذرًا يـا رفيقة الـــروح فــإن مثلي ال أعـــذار له، فـقـد تــأخــرت بـمـعـايـدتـك بـــأرق يـــوم هـبـت به نـسـائـم الـربـيـع بــاكــرًا، يـــوم صــرخــت فــي أذن الــحــيــاة بــصــوتــك الـــــذي هـــز ريـــاحـــن الـدنـيـا بأكملها، يوم مولدك يا مولدي األول. اليوم في مدينتي التي ارتــدت الحزن كانت رائـــحـــة املـــــوت فـــي غــــزة تـــفـــوق عــزيــمــتــي في الـــعـــشـــق، فـــلـــم أكـــــن قـــــــادرًا عـــلـــى الــــهــــروب مـن مراسم الدفن السريعة، احتجت يومًا كامال ألستعيد تــوازنــي بـعـد خـــروج رائــحــة املــوت من صــدري، ثم ألتقط بعض العبير املتدلي مـــن صـــوتـــك املـــحـــفـــور فـــي الــــــروح ألقــــــول: كل لــحــظــة وأنــــــت حــبــيــبــتــي ورفـــيـــقـــة روحـــــي يا كلي وتــوأم قبلتي في العشق، يا روح قلبي املمتلئ عافية روحــيــة وقلبية. فــي مدينتي «غـــزة» الــتــي تأكلها نــيــران الــحــرب الكونية، مدينتي التي سلبت وقــار كرامتي وشطرت دمــاثــة عقيدتي الــوطــنــيــة، أقـــف وُســـط اُلليل البهيم املمتلئ صــواريــخ قاتلة هنا وهناك ألعــيــد تراتيب أولــويــات مقاومة الحياة في غـــزة الــتــي تــعــانــي املـــــوت، فـــأجـــدك وأنـــــت في الـــقـــاهـــرة فـــي ســلــم أولــــويــــات حــيــاتــي فـتـنـزل النجمات لتتراقص أمـــام نــاظــري بما يليق بشوقي وغيابك الذي يحتل مواطن الشغف. كـان بــودي أن أعيد بناء روحــي بن ذراعيك هذا اليوم، فأنا الغريب والحبيب والعاشق املـجـنـون والــعــائــد مــن الــحــرب الــهــوجــاء إلـى مــوطــن الطمأنينة، صـــدرك املخملي، ألدخــل ســاحــة حــرب أخـــرى مــن العشق حتى نهاية الـــلـــذة. لــقــد شـــعـــرت بـــالـــلـــذة وأنــــا أبــكــي عــدم تــمــكــنــي مــــن احـــتـــضـــانـــك هـــــذا الــــيــــوم ألشــتــم رائحة امليالد التي ال تقاوم، ألشعر بحالوة خــلــق الـــلـــه لـــهـــذه الــــــروح الــيــاســمــيــنــيــة الـتـي تـجـلـى وكــســاهــا الـــحـــب لـيـمـسـح عــلــى قـلـوب اهــل الــحــزن فيمحو الوجع واألســى فتنقلب أعينهم سعادة ذات ملعة مشمسة. شعرت هذه الليلة بالوحدة يا حبيبة الروح، فــأنــا أتـــألـــم فـــي غــيــابــك حـــد الـــعـــذاب الــــذي ال يطيقه بــشــر، أكــثــر مــمــا أتــألــم مــن صــواريــخ الحقد الصهيونية التي تقتل ينابيع العشق السرمدية، هذا العدو يطفئ النور الشغوف ويـــحـــطـــم الــــزهــــور الـــــــــودودة الـــتـــي تـسـتـريـح عليها الفراشات الندية. صــبــاحــك يــرضــي عاشقًا مثلي أطـــال لحيته ألربعة أشهر حــدادًا على آالف الشهداء، فلم يجد سواك يا حبيبة الروح، اليوم يا رفيقتي أقــــول لـكـل الــعــالــم الــظــالــم أنــنــي وســـط املــوت أحبك وأراك حبيبة وأشعر بك محبة وأملسك جــمــرة حـــب ال تنطفئ ولـــو أحـــرقـــوا جسدي بـصـواريـخـهـم سـيـخـرج قلبي مــن بــن املــوت مكتحال ال يرى من الحور العن إال أنت. كل عام وأنت الحبيبة القريبة للقلب، بعيدة كــالــقــمــرلكنكجميلةكـــالـــروح،بــرغــمالبعد ومشقة الحدود إال أن الحب ال يقبل املوت. هذه الليلة سأذكرك كطفلة شقراء ذات جدائل ذهبية تداعبن عيني وأنت تتقافزين خلف فـــراشـــات الــجــبــل فــأغــفــو ليلتي مـــن دون أي صــوت للموت والــدمــار ألصحو على وجهك كأنه يوم جديد، أن الحرب حلم وأن الحدود خيانة للحب. أما أنا يا رفيقة الروح فمستذل عاشق مقاوم هنا بن رائحة ركام البيوت املمزوجة بجثث النساء العاشقات، لـو ترجمت أمنياتي لك فــي يـــوم مــولــدك الـبـهـيـج لـكـانـت هـــذه عـبـارة الرجاء:ّ اللهم إن كان هناك في أعمارنا يوم بعد يوم، فــال تــرنــي فــي حبيبة الـــروح وجـعـًا مشابهًا ملا أحياه في غزة يومًا، وامـأ أيامها عافية روحــــيــــة وقــلــبــيــة وجـــســـديـــة، وهـــبـــهـــا جــنــاح فــراشــة لتهتدي دومـــًا إلــى رحـيـق روحـــي إذا يــومــًا خـانـتـنـا مـعـابـر الـــحـــدود ومـنـعـت قلب الحبيب من الوصول. اآلن، أصـــــوات صـــواريـــخ املـــــوت تــنــهــال على مدينتي وأنــا منشغل بيوم ميالد حبيبتي الـــبـــعـــيـــدة، وكــــأنــــي مـــشـــتـــاق لــبــحــة صــوتــهــا بعنف أقوى من صوت قذائف املوت الحاقدة! نعم أنــا العاشق الــذي يقبض على الدهشة والعشق معًا وسط هذا املوت. إنـــــه الـــعـــشـــق يــــا حــبــيــبــة الــــــــروح، ضـــــرب مـن الـجـنـون فــي الــحــرب، أجــدنــي أتــســاء ل كثيرًا كيف ملن ال يعشق أن يصمد أمام املوت! كـــلـــمـــا ضــــاقــــت الـــدنـــيـــا بــــي فــــي هــــــذه األيــــــام الصعاب داخل مدينتي الصامدة أمام املوت أنــظــر لــصــورتــك أو أردد اســـمـــك فيعتريني الـهـدوء ويلفني السكون، وكــأن يــدًا مالئكية مسحت على قلبي فهدأت من نفسي القلقة عليك واستقر نبضي املضطرب وانتعشت روحي، وكأنني أدخل جنة آمنة حينما رأيت مالمحك في الصورة القديمة التي تبتسمن فــيــهــل لــلــحــيــاة، وربـــمـــا يـــا حـبـيـبـتـي أحـــرف اسمك وصف ملكان خرافي الجمال! أشتاق يا وصال لحنو صوتك، ذاك الصوت الــــذي يـخـرجـنـي مــن الــجــفــاف الــــذي يلتصق بصدري من غبار أوجــاع الحياة، يصيبني بـــنـــوبـــات عــمــيــقــة مــــن الــحــمــيــمــيــة، فــألــتــقــط هشاشتي سريعًا كطفل سقطت منه قطعة الحلوى التي يرتجيها منذ زمــن فيلتقطها سـريـعـًا كـالـقـابـض عـلـى الــحــلــم وســـط جــدار الـعـتـمـة، هـــذا أنـــا أيـتـهـا الـحـانـيـة األنـيـقـة، ما هــــذه الــنــعــومــة الـــوثـــيـــرة املــتــهــاديــة بـــن منت الرواية الجديدة التي تمأ األزمنة واألمكنة بـــنـــبـــوء ات رقــــتــــك املــلــهــمــة الـــداعـــيـــة البــتــالع الـــقـــصـــيـــدة كـــــــــدواء مــــهــــدئ بـــعـــد نــــوبــــة هـلـع شــديــدة، فيشتد ألــم صهيل الخيل الجموح في آخـر أمتار السباق الطويل داخــل روحي فتزداد لذة الزهو من أول رعشة حب. تـلـك الـــلـــذة الــتــي تـجـعـل الــنــســوة الـعـاشـقـات يقفن على رؤوس أصابعهن في صف كورال خـــلـــف غــــمــــام ســمــفــونــيــة خــــرجــــت لـــلـــتـــو مـن صــحــوة الــبــالبــل بـعـد غــفــوة قـصـيـرة مــنــذرة بـــشـــرارة ِصـــبـــا مــجــنــونــة بـــن قـلـبـيـنـا وســط دهشة الزحام وسرعة تدفق ينابيع الشوق أمـــام مـــرأى الـعـطـاشـى الــذيــن يـسـرقـون لحن الصهيل كتراتيل قداس الحب السعيد. اآلن أنهيت مللمة خوفي الليلي املــعـتـاد كي أتفرغ ملشاهدة صورتك على هاتفي املحمول بـقـصـد تـحـسـن مــــزاج روحــــي وكـــذلـــك مـــزاج مــديــنــتــي أيـــضـــًا، لــيــعــم الـــهـــدوء قــلــيــال حتى أستطيع أن أتأمل مالمحك الرهيبة البهية الشقية. كــل عـــام وقـلـبـك بـمـعـزل عــن رجـــال الـدنـيـا إال قلبي أنـــا، فــراقـك مـــوت، كـل عــام وأنـــت قريبة لقلبي واحتضانة يدي. حـــبـــيـــبـــك الـــعـــاشـــق ابـــــن غـــــزة الــــــذي ال يــؤمــن بــاملــوت بقذائف الحقد بــقــدر إيمانه باملوت عشقًا على صدرك. حبيبك الغريب
العيد يا وصال العشق األبدي كل عام وأنت العيد السعيد يا كل موطن البهجة كــل عــــام واأللــــق والـبـهـجـة يـحـتـالن قـلـبـك يا قلبي، كل عام وال حدود وال موت يبعدنا عن بعض. صــبــاح العيد يـا خـلـي الــوفــي، أو على نحو أدق، إنه صباح حيث رائحة املوت تتفتق بن جــــدارن املــديــنــة. تــذكــرت طقوسنا املجنونة يـــوم الـعـيـد، فــأنــِت كـالـعـيـِد تـمـامـًا يــا وصــال
مختلفة وتبثن البهجة، فالنظر في وجهك النوراني يهب الفرح للكون كله. أنـــــا يــــا ســـيـــدتـــي مــــن حـــنـــن الــــوجــــع مـــتـــعـــب، ســأدعــوك بالوجع الجميل وســط التكهنات بــزمــان املــوت فــي مدينتي التي تقصف اآلن بجنون ال مثيل له، واآلن يا وجعي الرابض على صــدري دلني من أيــن لي بصدر واسع بدل وطني الذي استشهد وحيدًا؟ اآلن وحيد وسط الركام دون أدنـى مواساة، عــيــون الـــيـــأس صــامــتــة مــقــيــدة فـــي الـجـنـوب الغائر في زحام األنن. أنــا مــن عشق الــوطــن متعب يــا سـيـدتـي، من شدة حنيني الخارق للذكريات الهاربة تحت زحام أقدام الغزاة املاكرين، املتلذذين في قتل الجمال واألحالم وحرق قصائد الغزل. صـــبـــاح الــعــيــد يـــا جــمــيــلــتــي، أغـــمـــض عيني ألراك تتأنقن برونق العيد، أؤمن أنك جميلة كاملعتاد إال أنك بحضور العيد تبدين أبهى كطفلة أنــيــقــة ذات جــدائــل ذهــبــيــة أو فــراشــة راقصة بألوان زاهية. يـــا حــبــيــبــتــي ال أرى بـــارقـــة أمــــل فـــي انــتــهــاء هــذا الـجـنـون الــال بــشــري، وال أؤمـــن بنظرية الخديعة بعد اآلن، كــل مــا سيعلق بذاكرتي هي العنصرية السادية التي مورست ضدنا نــحــن األبـــريـــاء فــي غـــزة، فــمــن ينقذ مدينتي الحبيبة من فم الغول املتوحش؟ كل ما أملكه أن أفتش في خياالتي عن زمن الــعــروبــة وانتصابة الــرمــح العفية لكن دون جـــدوى، أراهـــا وهمًا كوهم أن تلك الحسناء الـــثـــريـــة الـــتـــي تـــرتـــدي أثـــمـــن الـــثـــيـــاب وتـــزيـــن عنقها اللوزي بعقد من األملاس البهي الغالي لتغري ذاك الكهل لليلة عشق ال تحدث، في كلتا الحالتن يــا «وصــــال» ُُ حصنتنفسي بالتجاهل واسـتـنـبـاط الــذرائــع كــي أحـــب ما تبقى من العروبة كما يفعل ذاك الكهل الشقي حينما يتعلق بتلك األرستقراطية الندية! صـــبـــاحـــًا أرى ألـــــــوان الـــطـــيـــف تــحــتــل جــفــنــي املـــتـــعـــبـــن مــــن انـــتـــظـــار املـــــــوت الـــــطـــــارئ عـلـى مدينتي التي اعتادت الفرح ُولم تعتِد البكاء على قـبـور الـراحـلـن، مـا زلـــت أراقـــب الجنوب ألني مؤمن بأن قلبي في قفص صدرك هناك ال يـبـاع وال يـخـون، أرقـــب نهوض ظـل املوتى مـــن املــقــابــر مـــهـــرولـــة ابــتــهــاجــًا بـــــزوال املــــوت، إلنـــــارة فــرحــة الـــدمـــوع املــتــراقــصــة فـــي جـفـون األطــفــال الــذيــن بــالــكــاد يستطيعون الــوقــوف على أقدامهم النحيفة، أقف على الناصية قلقًا بن الفرح والحزن، أرتل نصًا سحريًا بأني ما زلت عربيًا ناصريًا قوميًا أؤمــن بأن الفارس الهمام العاشق ال يدير ظهره إيذانًا بالرحيل. هــــــذا أنــــــا ســـــأقـــــبـــــل وجـــــهـــــك يـــــا كـــــل جــهــاتــي واتــجــهــاتــي، هــــاك يــــدي ال تــدعــيــهــا إال وقــت انتحار الوهم األخير برغم إيماني أنٌقلب ِك مــوطــنــي، فــال أدري ملـــاذا أنـــا اآلن خــائــف من املجهول! أنا لن أتركك يا وصال رغم الحدود وخيانة الــقــريــب والـبـعـيـد، رغـــم خــوفــك مــن االقـــتـــراب مــن الــحــدود الحتضاني مـن خـلـف الـجـدران اإلسمنتية الصماء الباردة، لقد قلت لي ذات يـــوم أنـــي أبــــوك واألب ال يــتــرك يــد ابـنـتـه وال يخون عهدًا. تـــمـــنـــيـــت صـــبـــاح الـــعـــيـــد أن يـــأتـــيـــنـــي هــدهــد سـلـيـمـان بــلــبــاس الــعــيــد ســعــيــدًا يـتـلـو النبأ اليقن بأنك قادمة تجاه الحدود وقد ثقبت حفرة صغيرة لترسلي لي قبلة الصمود! ربـمـا يأتيني هــذا الـهـدهـد الـعـاشـق بنبوء ة الــفــرح فيجمع الله بــن قلبن شتت بينهما االحتالل والحدود واملسافات الشاسعة، كل منا في جهة معاكسٍة هربًا من املوت رغم أن كل شيء موحش من دون يديِك، فأنا عاشق مــهــووس تشفى جــراحــي ومــخــاوفــي بقربك فـقـد طـــال الــشــوق اآلن يــا وصــــال وعــجــز عن مداواة آهاتي األطباء والدواء. يــا وصــــال ملــا زالــــت روحــــك الــعــذبــة تـرافـقـنـي طيلة أيام الحرب املوحشة، جعلتي األشياء أقل بشاعة من املعتاد بل ومختلفة نوعًا ما، وجهك الــذي كساه الله بالطمأنينة يتجول معي فيطمئن لي املارة بدون أن يعرفوا أنك الــســر، فــي الــحــرب اكتشفت أن الـبـعـد خـرافـة العشاق الضعفاء، نعم في البعد تزهر روح املشتاق كما اللقاء تمامًا، ما يذبل الروح هو عدم األمان حتى لو تنام في حضن اآلخر. نحن العشاق ال نكره يا وصال الروح إال إذا تأملنا من الحب وخيانة الصديق والحبيب والقريب وأبناء العروبة، اآلن الوجع يتراكم يا سيدتي وأخاف أن أصل ملرحلة ال أستطيع الـتـحـمـل بــعــدهــا، ال أريــــد االســتــســالم فربما وقتها يتغير قدري! االســـتـــســـالم يـعـنـي املــــوت يـــا ســيــدتــي، لـذلـك لن أستسلم وسألقا ِك رغم أني أراِك، سأبقى ألتقيك عبر الـــروح يــا حبيبة الــــروح. لقاؤك يـــقـــوي الـــصـــمـــود أمـــــام مــاكــيــنــة املـــــوت الــتــي ال تــهــدأ ويـــمـــنت رقـــائـــق الــقــلــب الــــذي يتجرع الــحــزن كــل لـحـظـة. أشــعــ ُر بـــ ِك تـهـزيـن كياني حينما أصمت تهتفن: هيا يا حبيب الروح قـــــاوم مـــن أجــلــنــا أنــــا وفــلــســطــن، ال تستلم أبـــدًا، لـديـك معي لـقـاء أكـيـد ال شــك فـيـه، لقاء حميمي مجنون يشبه صمودك األسطوري،
ََّ لــديــك صـــدر شـــاق بـــك ولــــك، تـنـتـظـرك عينان متشوقتان لتلهمهما الكثير من الرقة، وهاك يـــــدي تــرتــجــفــان، تــحــتــاجــان يـــديـــك لتقبضا عليهما فتهدآ لأبد. واصـــل يــا رفـيـق صــمــودك األســـطـــوري وسـط هذه الحرب الشرسة، إنه وقود اإليمان والحب القويم مــن أجــل البقاء كعاشق يحرق بقايا الحقد األسود العالق في مجرة اإلنسانية. يا أيها الغريب العاشق: كلما دفعتك الحرب املجنونة أن تجثو على ركبتيك ارفــض ذلك بل صل لربك ركعتن فإن الجثو هو الوضع املناسب للصالة. أنا يا وصال القلب أبكي من الوجع وأهوال الحرب القذرة نهارًا وفي الليل أنزوي ألبكي شوقًا، رغم الخوف الرهيب من املوت إال أنني لم أتجاهل غيابك القسري فأنا متعب من االنتظار، من الشوق، متعب ألني تعودت األلــم، ربما أحتاج إلى قضاء الكثير مـن الـوقـت مـع دمـوعـي وربـمـا خــارج حياتي أنا، ال أعرف كيف سألقاك وبداخلي كل هذا الوجع الذي ال يطاق؟ وجع حول قلبي لرواية رعـــب طـويـلـة فـــأهـــوال الــحــرب كــانــت تحتاج أللف قلب عظيم يسكنني. كل عام وأنـت عيدي السعيد، فالعيد أن أرى وطني بال موت وأن أراك بن جفني ضاحكة وكأنك عيد وباقي النساء أيام صيام. حبيبك املشتاق الغريب
ضرب من الجنون في الحرب، أجدني أتساءل كثيرًا كيف لمن ال يعشق أن يصمد أمام الموت!
تمنيت صباح العيد أن يأتيني هدهد سليمان بلباس العيد سعيدًا يتلو النبأ اليقين بأنك قادمة تجاه الحدود