أصالة في قرطاج
اختتمت الدورة 58 ملهرجان قرطاج الدولي التي انطلقت في 18 تموز/ يوليو املاضي بحفل أحيته الفنانة السورية أصالة نصري وسط حضور جماهيري كبير فاق 8 آالف متفرج، رغم األمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة تونس، وجعلت البعض يتوقع تأجيل الحفل الختامي. وعند صعودها ركح املسرح األثـري في قرطاج، القت أصالة نصري ترحابًا كبيرًا من الجمهور الحاضر، لتتفاعل مع ذلـك بالقول: «مشاركتي فــي حفل بمسرح قــرطــاج سنة 2006 كـانـت عـامـة فــارقــة في مسيرتي الفنية، وهــا أنــا أعـــود لكم الــيــوم بالشغف والحب نفسه»، ثم بدأ الحفل بأغنية «أكتر من من اللي أنا بحلم بيه» وسط تفاعل جماهيري كبير، لتغني بعد ذلك لتونس وتؤدي بعدها عددًا من أغانيها الجديدة والقديمة. ولــــم يــمــنــع إعـــــان الــتــلــفــزيــون الــتــونــســي أنــــه ســيــبــث الـحـفـل مــبــاشــرة إلــى جـانـب عــدد مـن الـقـنـوات العربية الجمهور من الــحــضــور بـــصـــورة الفـــتـــة، وقـــد تــفــاعــل مـــع مـــا قــدمــتــه أصــالــة نصري تفاعا أبهرها فقالت متوجهة إلى الجمهور: «ممتنة لكم ولحضوركم»، واصفة إياه بـ «الجمهور املثقف». وغنت الفنانة السورية على مدى ثاث ساعات تقريبًا باقة متنوعة من أغانيها منها «سامحتك كتير»، و«يـا مجنون»، و«آســـفـــة شـوفـلـك غـــيـــري»، و«إنــــســــان»، وحــرصــت عـلـى إهـــداء أغنية «فلسطن عربية» للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت حرب إبادة إسرائيلية منذ أكتر من عشرة أشهر في قطاع غزة. وقالت أصالة في مؤتمر صحافي بعد الحفل إنها منفتحة على التعاون مع فنانن تونسين في تقديم أغنيات ثنائية خاصة الفنانة أميمة طالب التي تربطها بها صداقة وثيقة. وتضمنت برمجة الدورة الـ 58 من مهرجان قرطاج الدولي 24 عرضًا، توزعت بن سبع سهرات تونسية، من أهمها سهرة االفتتاح التي كـــرم خالها الفنان التونسي لطفي بوشناق بـــعـــرض مــــن إخـــــــراج نــجــلــه عـــبـــد الـــحـــمـــيـــد، بـــعـــنـــوان «عـــايـــش لــغــنــايــاتــي»، ثـــم تـــوالـــت الـــعـــروض الــتــونــســيــة، وهـــي الــعــرض األوبــيــرالــي «كــارمــن»، وعـــرض الـفـنـان زيـــاد غـرسـة، والـعـرض املسرحي «بيق بــوســه» للفنانة وجيهة الجندوبي، وعــرض «نوبة غــرام» ملحمد علي كمون، وعرض الفنانة نجاة عطية، وعــرض «أنـغـام في الــذاكــرة». أمـا الـعـروض العربية، وعددها سـتـة عـــــروض، فـأحـيـاهـا الــفــنــانــون وائــــل كـــفـــوري مـــن لـبـنـان، وحمزة نمرة من مصر، وأمال ماهر من مصر، وأيمن بودشار مـن املــغــرب، وكـاظـم الساهر مـن الــعــراق، قبل عــرض االختتام الذي أحيته أصالة نصري. ووصل عدد العروض الدولية في النسخة الـــ 58 مــن املــهــرجــان إلــى خمسة عـــروض، مــن أهمها سهرة الفامنكو من إسبانيا، وسهرة مجموعة The Wailers من جامايكا، وعرض سيرك على الجليد من بريطانيا، وهو العرض الذي أبهر جمهور قرطاج، ما اضطر إدارة املهرجان إلى برمجة عرض ثان مباشرة بعد العرض األول. وكــانــت واحـــدة مــن أبـــرز األمـسـيـات فــي املــهــرجــان، تلك التي أحـيـتـهـا الـفـنـانـة الـتـونـسـيـة نــجــاة عـطـيـة الــثــاثــاء املــاضــي، احــتــفــاال بالعيد الوطني للمرأة التونسية، وحمل العرض عنوان «سيدتي» من كلمات الشاعر الــراحــل محمد الغزي. وقدمت الفنانة العائدة إلى الساحة الفنية بعد غياب نحو عشر ســنــوات أغنيتها الــجــديــدة «غــزالــي ويــنــو» مــن كلمات محمد عباس وتوزيع سامي معتوقي وكذلك مجموعة من أغانيها املعروفة مثل، «مــيــالــك»، و«واش درتــلــك خليني»، و«شمس النهار» وأغــان طربية قديمة. كما شاركها الفنان محمد الجبالي أداء أغنية «خليني بجنبك» التي غنياها معًا عام 2001 على مسرح قرطاج.