ليبيا: شروط تعرقل مبادرة القروض السكنية
فـــي إطــــار مـــراحـــل تـنـفـيـذ مـــبـــادرة صــرف الــــــــقــــــــروض الــــســــكــــنــــيــــة لــــلــــشــــبــــاب الــــتــــي أطـــلـــقـــتـــهـــا حــــكــــومــــة الــــــوحــــــدة الـــوطـــنـــيـــة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في فبراير/ شباط ،2022 وبــاشــرت تنفيذها الــعــام املــاضــي، أعلنت الــحــكــومــة، مـــؤخـــرًا، تنفيذ أولــــى مــراحــل املــبــادرة فــي بـلـديـات بـــراك الـشـاطـئ والــشــويــرف (جــنــوب)، وبدء تسليم صكوك الدفعات األولى للمستفيدين بعد استكمال بياناتهم، واعتماد اللجنة العليا املكلفة تنفيذ املبادرة قوائمهم. ونهاية مايو/ أيار املاضي، نفذت الحكومة املرحلة األولى من املبادرة في بلديتي غدامس ودرج (غــرب)، وبــدأت تسليم صــكــوك الــدفــعــة األولـــــى ضــمــن الــقــائــمــة املـعـتـمـدة ملستحقيها. وضمن إعالناتها املتتالية منذ مطلع العام الحالي، سلمت اللجنة املسؤولة عن تنفيذ مبادرة إسكان الشباب صكوك الدفعات األولى في مصراتة وســيــنــاون وتــرهــونــة ونــالــوت والحرابة وكاباو ووازن وأجدابيا والقريات. وفــي إبــريــل/ نيسان املــاضــي، قــالــت الحكومة إن 3937 مستفيدًا اســتــوفــوا شـــروط الــحــصــول على القروض من أصل 25 ألفًا ضمن املرحلة األولى، لكن الباحثة والناشطة االجتماعية عفاف العجيلي، تعتبر أن اإلجـــراء ات التي تطلبها السلطات أحد أســـبـــاب عــرقــلــة املـــشـــروع، ومــنــهــا ضـــــرورة توفير قطعة أرض يملكها املتقدم للحصول على القرض، وهو ما ال يملكه الكثير من الشباب وأفراد في أسر محتاجة يقطنون في املدن واملناطق الكبرى. وتلفت العجيلي، لـ «العربي الجديد»، إلى أن قوائم املرحلة األولى تركزت في األرياف واملناطق النائية، حــيــث تــتــوفــر األراضــــــي املــفــتــوحــة الــتــي اسـتـطـاع شبان وأفراد أسر محتاجة تقديمها ضمن شروط الحصول على قـــروض. لكنها تتحدث أيــضــًا عن نواقص كثيرة في املــبــادرة رغــم أنها أشــادت بها باعتبارها خطوة تعزز مــبــادرات دعــم االستقرار املجتمعي. وتقول: «لم تتضمن املبادرة دعم شبان قطعوا مراحل في بناء مساكنهم قبل أن يواجهوا عراقيل شح املداخيل املالية، كما لم تمنح أولويات لــدعــم األســــر ذات االحــتــيــاج الــشــديــد للسكن قبل أن تـنـظـر فـــي دعـــم الــشــبــاب لــبــنــاء أســـر جـــديـــدة». وتــتــحــدث العجيلي عــن وجـــود مــبــادرة حكومية أخرى لدعم الــزواج، وتعتبر أن دمج اإلقــراض في املبادرتني أكثر نجاحًا ويساهم في الحصول على نتائج أكثر واقعية. وتقول: «أفضت مبادرة الزواج إلى نتائج عكسية فهناك ثغرات كبيرة استغلها
بعض الــشــبــاب، مثل عقد قـــران جــرى فسخه بعد الحصول على الــقــرض، مــا جعل مــعــدالت الطالق ترتفع بشكل كبير». وتساء لت عن الضمانات التي يمكن أن تــوفــرهــا الـحـكـومـة ملـنـع تــكــرار استغالل مستفيدين مبادرات القروض السكنية. وفي وقت تعتبر فيه العجيلي أن تأخر انتهاء املرحلة األولى من املبادرة يتعلق باكتشاف السلطات العديد من الفراغات والثغرات التي يجب سدها قبل املضي في تنفيذها، تطالب بــضــرورة أن تركز الحكومة عـــلـــى املـــنـــاطـــق املـــتـــضـــررة مــــن الــــحــــروب وحـــــاالت النزوح كي تصبح املبادرة من بني وسائل تعزيز االســتــقــرار ودعـــم مظاهر عـــودة الـحـيـاة. لكن عبد الــبــاســط الــحــصــادي الــــذي نـــزح مــن درنــــة (شـــرق) بعدما تضرر منزله بسيول العاصفة دانيال العام املــاضــي، يعتبر أن االنقسام الحكومي الــحــاد في الــبــالد مــن بــني العراقيل الـتـي منعت أســـرًا كثيرة محتاجة وشبانًا من اإلفادة من املبادرة. ويتحدث لـ «العربي الجديد» عن أحقية أهل درنة واملـنـاطـق املـتـضـررة مــن سـيـول الـعـاصـفـة دانـيـال الــذيــن فــقــدوا مـنـازلـهـم فــي اإلفـــــادة مــن الــقــروض، ويــســأل: «هــل تسمح بذلك الحكومة املنافسة في الـــشـــرق؟». يـضـيـف: «تـتـولـى األجــهــزة فــي حكومة الـشـرق إعـمـار وبـنـاء مـنـازل املتضررين فـي درنــة،
لكن ماذا عن سكان املناطق األخرى التي جرفتها الــســيــول أو هــدمــت بـعـضـهـا، وبـعـضـهـم أصلحوا مـنـازلـهـم مــن أمـوالـهـم وجـهـدهـم الـــخـــاص». ورغــم وجود أسماء مناطق في شرق ليبيا ضمن قوائم مبادرة اإلسكان الشبابي واألســر املحتاجة التي أعلنتها حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لم تعلن صرف صكوك ملستفيدين في هذه املناطق. أعلنتها حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس لم تعلن صرف صكوك ملستفيدين في هذه املناطق.