أوكرانيا تتسلّم طائرات أف 16
تسلمت أوكرانيا أول دفعة من طائرات أف 16 أميركية الصنع، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية. ومن شأن هذه الطائرات تغيير طبيعة القتال
بعد فترة طويلة مـن االنـتـظـار، تـم اإلعــالن أخـــيـــرًا عـــن وصــــول أول دفــعــة مـــن طــائــرات أف 61، أمــيــركــيــة الـــصـــنـــع، إلــــى أوكـــرانـــيـــا، رغــــــــم الـــــحـــــديـــــث عــــــن أنـــــهـــــا لــــــم تـــســـتـــخـــدم حـتـى اآلن «ســــوى فـــي الـــدفـــاع الـــجـــوي»، ال العمليات الهجومية. ومساء أول من أمس األربــعــاء، أعلن وزيــر الخارجية الليتواني غابرييليوس الندسبيرغيس على منصة إكــس (تـويـتـر سـابـقـًا)، أن «طــائــرات أف 16 أصـبـحـت فــي أوكــرانــيــا. مــا كـــان مستحيال فـي السابق بــات ممكنًا». كما أكــد مسؤول أمـــيـــركـــي، طـــلـــب عـــــدم نـــشـــر اســــمــــه، لــوكــالــة رويــتــرز، أمــس الخميس، أن الدفعة األولــى مـــن «تـسـلـيـم طـــائـــرات أف 16 اكــتــمــل». ولـم يرد سالح الجو األوكراني على الفور على طلب من «رويترز» للتعليق. ومن شأن هذه الطائرات أن تغير طبيعة القتال األوكراني ضد القوات الروسية. بدورها، كشفت وكالة بلومبيرغ، أمس الخميس، أن أوكرانيا تلقت «عــــددًا صـغـيـرًا» مــن هـــذه املــقــاتــالت، مشيرة فـي تقرير إلــى أنــه ليس مـن الــواضــح مـا إذا كـــان الــطــيــارون األوكـــرانـــيـــون، الــذيــن تـدربـوا مـــع حـلـفـائـهـم الــغــربــيــن عــلــى مــــدى األشــهــر املاضية، في الخارج بما في ذلك في الواليات املـتـحـدة، سيكونون قــادريــن على استخدام الطائرات الحربية على الفور أم أن العملية ستستغرق وقـتـًا أطــــول. ورفــضــت املتحدثة بــــاســــم وزارة الـــــدفـــــاع األوكـــــرانـــــيـــــة، ديـــانـــا دافــيــتــيــان، الـتـعـلـيـق، كـمـا رفـــض املـتـحـدثـون باسم وزارة الدفاع األميركية ومجلس األمن القومي األميركي الرد على طلبات التعقيب، بــحــســب «بـــلـــومـــبـــيـــرغ». فــــي املـــقـــابـــل، ســــارع املتحدث باسم الكرملن، دميتري بيسكوف، أمـــس الـخـمـيـس، إلـــى تــكــرار أن «طـــائـــرات أف 16 املسلمة إلـى أوكـرانـيـا سيتم إسقاطها»، مـضـيـفـًا فـــي تــصــريــحــات صـحـافـيـة أنـــه «لــن يكون لها تأثير يذكر على ساحة املعركة». وبحسب صحيفة ذا تليغراف البريطانية، فـــــإن أوكــــرانــــيــــا تـــتـــوقـــع اســــتــــالم 79 طـــائـــرة
أف 16 مـــن بلجيكا والـــدنـــمـــارك والــنــرويــج وهولندا. والتزمت الدنمارك بالتبرع بـ 19 طائرة، في حن وعـدت هولندا بتسليم 24 طائرة. ويقود البلدان قواتهما وراء تحالف دولــــي لــتــزويــد أوكـــرانـــيـــا بــطــائــرات أف .16 وقـالـت الـنـرويـج أيضًا إنها ستتبرع بست طـائـرات مقاتلة من طــراز أف 16 ألوكرانيا. ودرب شركاء أوكرانيا الغربيون الطيارين واملوظفن األرضين لعدة أشهر. وكــــــــان الــــرئــــيــــس األمـــــيـــــركـــــي، جـــــو بــــايــــدن، تــراجــع عــن مـعـارضـتـه إرســــال مـقـاتـالت أف 16 لـكـيـيـف، فـــي أغـــســـطـــس/آب ،2023 عقب مـنـاشـدات مـتـكـررة مـن الـرئـيـس األوكــرانــي، فولوديمير زيلينسكي، واألعضاء في حلف شمال األطلسي «ناتو» للسماح بإرسالها، وذلـــك عـلـى الــرغــم مــن أن الـــواليـــات املتحدة لن تقدم أيـًا من طائراتها الخاصة. وأعـرب مــراقــبــون عــن قلقهم مــن أن أوكــرانــيــا ليس لــديــهــا مـــا يــكــفــي مـــن مــــدرجــــات الـــطـــائـــرات، ناهيك عـن أن املتبقي منها ال يــزال عرضة للهجمات الــروســيــة. وكـــان مستشار األمــن الـقـومـي بالبيت األبــيــض، جـيـك سوليفان، ذكر سابقًا أنه من املتوقع أن تدافع طائرات أف 16 عـن الـقـوات األوكـرانـيـة فـي الخطوط األمامية على املدى القصير، وأن تساعد في استعادة األراضي «في املستقبل». واضــطــر الـجـيـش األوكـــرانـــي إلـــى االعـتـمـاد عــلــى أســـطـــول صــغــيــر نـسـبـيـًا مـــن طـــائـــرات الحقبة السوفييتية، حن قاتل لصد الغزو الــروســي بـــدءًا مـن 24 فـبـرايـر/شـبـاط .2022 ورأى مـسـؤولـون أوكـرانـيـون أن إضـافـة أف 16 بمثابة «تـرقـيـة حـيـويـة» لـقـوات بلدهم، لكنهم أكدوا، وفقًا لوكالة أسوشييتد برس
فيديريكو بورساري: يمكن لطائرات أف 16 حمل صواريخ ستورم شادو األميركية، أن هذه الطائرات لن تغير وحدها مـــجـــرى الـــحـــرب. ووفـــقـــًا لـلـمـحـلـل فـــي مـركـز تحليل الـسـيـاسـة األوروبـــيـــة فــي واشـنـطـن، فـيـديـريـكـو بـــورســـاري، فــإنــه مــن املــرجــح أن يكون لطائرات أف 16 ثالث مهام أساسية. مــوضــحــًا، فـــي حـــديـــث لــوكــالــة أسـوشـيـيـتـد بـــرس، أن املــهــام هــي «اعـــتـــراض الـصـواريـخ والـطـائـرات مـن دون طـيـار الـروسـيـة، وقمع أنظمة الدفاع الجوي للعدو، وضرب مواقع الـــقـــوات الـــروســـيـــة ومــســتــودعــات الــذخــيــرة بصواريخ جو ـ أرض». وأضــاف بورساري «يمكن لطائرات أف 16 حمل صواريخ كروز مـن سـتـورم شــادو البريطانية، التي تطلق من الجو، وقدمتها بريطانيا العام املاضي ألوكرانيا، ويزيد مداها عن 250 كيلومترًا، مما قد يضرب أهدافًا داخل روسيا». وكشف أيضًا أن أوكرانيا قد «تحصل على صواريخ جو ـ جو بعيدة املدى، من شأنها أن تهدد القاذفات والطائرات املقاتلة الروسية. وسـتـسـمـح الـــــــرادارات املـتـقـدمـة لــطــائــرة أف 61، للطيارين األوكـرانـيـن بتحديد أهـداف بـعـيـدة واســتــهــداف طـــائـــرات مـيـغ 29 وسـو 27 وســـو »24 الــروســيــة. ومـــع أن السيطرة على السماء جزء أساسي من الحملة البرية للحرب، لقدرة الطائرات على توفير غطاء جــــوي لــلــقــوات الـــبـــريـــة، لــكــن دعــــم تـحـركـات الـــقـــوات األوكـــرانـــيـــة عـلـى خــط املــواجــهــة قد يكون محفوفًا باملخاطر بالنسبة لطائرات أف 61، نظرًا ألنظمة الدفاع الجوي الروسية املــتــطــورة. أمـــا بـحـسـب مــاريــنــا مـــيـــرون، من قسم الدراسات الدفاعية في كينغز كوليدج ـ لـــنـــدن فـــي بــريــطــانــيــا، فــــإن أمـــــام أوكــرانــيــا تـحـديـات عــدة مـرافـقـة لـوصـول طــائــرات أف .16 ولفتت، فـي حديث لوكالة أسوشييتد بـرس، إلى أن تدريب الطيارين األوكرانين اسـتـمـر تـسـعـة أشــهــر تـقـريـبـًا فـــي الـــواليـــات املتحدة وأوروبــا، وهو بمثابة دورة مكثفة مقارنة بالدورة املعتادة التي تستغرق ثالث سنوات. وأضافت أن طائرات أف 16 تتطلب أيـضـًا عـــددًا كبيرًا مــن األفــــراد فــي الصيانة ورافــعــات الـذخـائـر ومحللي االسـتـخـبـارات وطواقم الطوارئ. كما يتوجب على أوكرانيا أيـــضـــًا إنـــشـــاء شــبــكــة مـــن مــحــطــات الــــــرادار وحـظـائـر الــطــائــرات وإمـــــدادات قطع الغيار وأنـظـمـة الــتــزود بــالــوقــود. ويـجـب أيـضـًا أن تـــكـــون املــــطــــارات عــالــيــة الــــجــــودة ضـــروريـــة أيـضـًا. وتطرقت مـيـرون أيـضـًا إلــى احتمال تردد الطيارين األوكرانين، غير املتمتعن بخبرة قتالية، في االنخراط في مواجهات جوية عنيفة.