مادورو مهدد بالتوقيف دوليًا
مع إصرار الرئيس الفنزويلي المنتهية واليته نيكوالس مادورو، على فوزه في االنتخابات، وسط تشكيك المعارضة، قد تصدر «الجنائية الدولية» مذكرة توقيف بحقه
ال يزال التشكيك يحيط بنتائج االنتخابات الـرئـاسـيـة الفنزويلية، الـتـي أجــريــت األحــد املاضي، من دون إصدار املجلس االنتخابي الوطني، املرتبط بالنظام، بيانًا تفصيليًا بـــــاألصـــــوات، حــتــى أمــــس الــخــمــيــس، يــدعــم إعـــان الـرئـيـس املنتهية واليــتــه نيكوالس مــــــادورو فـــــوزه، والـــــذي أعــقــبــه احـتـجـاجـات أســــفــــرت عــــن قـــتـــلـــى. وبــيــنــمــا دعـــــت زعــيــمــة املــــعــــارضــــة فــــي فــــنــــزويــــا، مــــاريــــا كـــوريـــنـــا ماتشادو، أنصارها إلى التحرك ضد نظام مـــــادورو إلجـــبـــاره عـلـى الــتــراجــع عــن إعــان فـــوزه، إذ بحسب املـعـارضـة فــإن مرشحها،
إدمـــونـــدو غـونـزالـيـس أوروتـــيـــا، هــو الفائز في االنتخابات، يتعرض مـادورو لضغوط دولـــيـــة مـــتـــزايـــدة إلبــــــراز أدلـــــة تــثــبــت صحة فــوزه، والــذي قد يفتح املجال الحقًا لحقبة جديدة من العزلة الدولية. وأعـلـنـت الــواليــات املـتـحـدة، أمــس األربــعــاء، أن أوروتــيــا فــاز «بــفــارق مـايـن األصـــوات» عــــلــــى مـــــــــــــادورو. وأوضــــــــــح مــــســــاعــــد وزيـــــر الــــخــــارجــــيــــة األمــــيــــركــــيــــة لـــــشـــــؤون أمـــيـــركـــا الـــاتـــيـــنـــيـــة، بـــــرايـــــن نـــيـــكـــولـــز، فـــــي خـــطـــاب أمــــام منظمة الــــدول األمـيـركـيـة (تــضــم دول األمـــيـــركـــتـــن الــشــمــالــيــة والـــجـــنـــوبـــيـــة)، فـي مقرها بالعاصمة األميركية واشـنـطـن، أن النتائج التي نشرتها املعارضة، تشير إلى أن «فــــرز هــــذه الــنــتــائــج الـتـفـصـيـلـيـة يـظـهـر بوضوح نتيجة ال يمكن دحضها: لقد فاز إدمــونــدو غونزاليس بنسبة %67 مـن هذه األصـــــــوات مــقــابــل %30 ملـــــــــادورو». وكــانــت الــواليــات املتحدة قـد انضمت إلــى االتـحـاد األوروبي ودول املنطقة، من بينها البرازيل، فـــي مــطــالــبــة نـــظـــام مـــــــادورو بــنــشــر نـتـائـج التصويت مفصلة، إذ حذر البيت األبيض، أمـــس األول، مــن أن صـبـره وصـبـر املجتمع الدولي «ينفد» مع فنزويا. من جهته، أعلن األمــن العام ملنظمة الـدول األميركية، لويس أملــاغــرو، أمــس األول، أنه
سيطلب من املحكمة الجنائية الدولية إدانة مـــــــادورو، وإصـــــــدار مـــذكـــرة تــوقــيــف بـحـقـه، على خلفية «حـمـام الـــدم» فـي فـنـزويـا، مع تــواصــل الـتـظـاهـرات احـتـجـاجـًا عـلـى إعــان فــــوزه. وكــتــب أملـــاغـــرو عـلـى منصة إكـــس أن «مــــادورو وعــد بحمام دم. وهـــذا مــا يفعله. حــان الـوقـت لكي تصدر املحكمة الجنائية الــدولــيــة بــيــانــات اتـــهـــام ومـــذكـــرات توقيف
بـــحـــق املــــســــؤولــــن الـــرئـــيـــســـيـــن بـــمـــن فـيـهـم مـــــــــــادورو». ونــــشــــرت املــــعــــارضــــة مــجــمــوعــة كبيرة مـن البيانات التي تقول إنها تظهر فـــوز مـرشـحـهـا عـلـى مـــــادورو بــفــارق كبير، كــمــا أشـــــارت إلــيــه اســتــطــاعــات الـــــرأي قبل االنـتـخـابـات. وقـالـت مـاتـشـادو، مساء أمس األول، على «إكس»: «أمضينا أشهرًا في بناء منصة صلبة يمكنها الدفاع عن التصويت،
وإظهار انتصارنا بصورة غير قابلة للشك. لقد نجحنا»، مضيفة أن «األمــر متروك لنا جميعًا اآلن لتأكيد الحقيقة الـتـي نعرفها جميعًا. لنحشد قـوانـا. سننجح». باملقابل أعـــرب مـــــادورو عــن «اســتــعــداده لـتـقـديـم كل الــبــيــانــات»، فــي كـلـمـة ألــقــاهــا أمــــام محكمة الـعـدل العليا فـي الــبــاد، أمــس األول، حيث قـــدم اسـتـئـنـافـًا ضـــد مـــا وصــفــه بـــ«الــهــجــوم عــلــى الـعـمـلـيـة االنــتــخــابــيــة»، مـضـيـفـًا: «أنـــا مستعد ألن يجري استدعائي واستجوابي والتحقيق معي من قبل الغرفة االنتخابية فـــي كـــل الـــجـــوانـــب» املـتـعـلـقـة بـاالنـتـخـابـات. لـــكـــنـــه عــــبــــر عـــــن غـــضـــبـــه تــــجــــاه مـــاتـــشـــادو وأوروتـــــيـــــا قـــائـــا لــلــصــحــافــيــن: «يـــجـــب أن يــكــونــا خــلــف الـــقـــضـــبـــان»، مــحــمــا إيــاهــمــا مسؤولية أعمال العنف. وبحسب املعارضة فــــإن 16 شــخــصــًا قــتــلــوا فـــي االحــتــجــاجــات التي اندلعت في أعقاب االنتخابات. ووفق مـاتـشـادو فقد جــرى توقيف 177 شخصًا، فيما هـنـاك 11« حـالـة اخـتـفـاء قــســري». من جهته قال املدعي العام، طارق وليام صعب، إن 749 شخصًا أوقفوا خال االحتجاجات، وقـــد يـــواجـــه بـعـضـهـم اتــهــامــات بـــاإلرهـــاب، فيما أعـلـن الجيش مقتل شخص وإصـابـة 23 في صفوفه خال الصدامات.