استهداف «كتائب حزب اهلل»
فتح استهداف القوات األميركية مقرًا تابعًا إلى «كتائب حزب اهلل» الباب أمام سقوط الهدنة بين األميركيين والفصائل العراقية، القائمة منذ فبراير/شباط الماضي سقوط الهدنة بين األميركيين والفصائل
فـــأكـــد «اتــــخــــاذ اإلجـــــــــراءات الــقــانــونــيــة تـجـاه االعتداء السافر على مواقع أمنية في بابل». وقــــــال رســـــــول، فــــي بــــيــــان، إنـــــه «عـــلـــى الـــرغـــم مــــن كــــل الـــجـــهـــود عـــبـــر الـــقـــنـــوات الــســيــاســيــة والدبلوماسية، والجهود املبذولة من اللجان الــفــنــيــة الــعــســكــريــة الـــعـــلـــيـــا، والـــتـــوصـــل إلـــى مراحل متقدمة من إنهاء ملف وجـود وعمل قوات التحالف الدولي ملحاربة تنظيم داعش بـالـعـراق، والـتـحـول إلــى عالقة أمنية ثنائية مبنية على االحترام املتبادل وتأكيد سيادة الـــعـــراق وأمـــنـــه، فـــإن قــــوات الـتـحـالـف الــدولــي أقــدمــت عـلـى جـريـمـة نــكــراء واعـــتـــداء ســافــر». وأوضـــح رســـول أن «قـــوات التحالف الـدولـي اســـتـــهـــدفـــت، وبــــطــــائــــرات مــقــاتــلــة قــــادمــــة مـن خلف الحدود، مواقع عراقية تابعة لألجهزة األمنية شمالي محافظة بابل، دون أي مبرر لهذا الفعل العدواني املتهور غير املسؤول». وأشـــــار إلــــى أن «الــتــحــالــف الـــدولـــي مــوجــود ويــعــمــل فـــي الـــعـــراق ضــمــن تــفــويــض مــحــدد، وملـهـمـة مــحــددة وعــــدو مـشـتـرك مـتـفـق عليه، وأن هـــذه االســتــهــدافــات تـمـثـل خــرقــا خطيرًا لهذه املهمة والتفويض»، مؤكدًا أن «العراق سيتخذ اإلجـراءات القانونية والدبلوماسية املناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، ومحاسبة املسؤولن عن االعـتـداء». وضربة «كتائب حــزب الـلـه» هـي األولـــى التي تشنها الـــقـــوات األمـيـركـيـة فــي الـــعـــراق مـنـذ فـبـرايـر/ شـــــبـــــاط املـــــــاضـــــــي. وجـــــــــــاءت بــــعــــد أيـــــــــام مــن استهداف قاعدة عن األسد التي تضم القوات األمـيـركـيـة بمحافظة األنـــبـــار، عـبـر الـطـيـران املـــســـيـــر، وقــــواعــــد أمــيــركــيــة داخـــــل األراضـــــي السورية بدون وقوع إصابات أو أضرار. وقـــــال عــلــي الـــفـــتـــالوي، الـــقـــيـــادي فـــي حــركــة «أنـــــصـــــار الــــلــــه األوفـــــــيـــــــاء»، أبـــــــرز الــفــصــائــل املــســلــحــة الـــعـــراقـــيـــة، لــــ «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد»، إن «الــــعــــدوان األمــيــركــي عـلـى قــــوات الحشد الـشـعـبـي فـــي جــــرف الــصــخــر، إعــــالن رسـمـي من قبل الجانب األميركي عن انتهاء الهدنة، خـــصـــوصـــا أن الـــفـــصـــائـــل أعـــطـــت الــحــكــومــة العراقية أكثر من فرصة لحسم ملف إخراج
علي الفتالوي: العدوان إعالن رسمي عن انتهاء الهدنة علي نعمة: ال يمكن أن يمر العدوان بدون رد من الفصائل الـــقـــوات األمــيــركــيــة لـكـن لـغـايـة اآلن ال حسم لـــهـــذا املــــلــــف». وبــــن الـــفـــتـــالوي أن «فــصــائــل املـقـاومـة الـعـراقـيـة لـن تبقى مكتوفة األيــدي تـجـاه الــعــدوان األمـيـركـي، بـل سيكون هناك رد مـــن الــفــصــائــل، وهــــذا الــــعــــدوان أنــهــى أي هدنة أو تهدئة، فال مبرر لسكوت الفصائل، بــل الـــرد سـيـكـون بحجم الـــعـــدوان األمـيـركـي على قطعات الحشد الشعبي». وأضـــاف أن كيفية الـرد ومكان الـرد، سيكونان بعد قرار تتخذه هيئة تنسيقية املقاومة، التي عقدت، أمــــس األربـــــعـــــاء، اجــتــمــاعــا طـــارئـــا وعـــاجـــال، لبحث عملية الــرد وكيفية الــرد، «خصوصا أن الفصائل العراقية جاهزة ومستعدة ألي حرب طويلة األمد مع القوات األميركية، وال مخاوف من أي ردود أفعال أميركية، فنحن جـاهـزون ألي تطور وتصعيد مرتقب خالل الساعات أو األيام القليلة املقبلة». مــن جـهـتـه، قـــال عـضـو لجنة األمـــن والــدفــاع فـي الـبـرملـان الـعـراقـي علي نعمة، لـ«العربي الجديد»، إن «العدوان األميركي األخير على الحشد الشعبي في جرف النصر، سيكون له رد فعل عسكري من قبل الفصائل العراقية، فال يمكن مرور هذا العدوان بدون رد من قبل الفصائل». وبن نعمة أن «العدوان األميركي نــســف الـــهـــدنـــة والــتــهــدئــة مـــا بـــن الـفـصـائـل واألميركين، ولهذا نتوقع تصعيدًا من قبل الفصائل الـعـراقـيـة ضـد األهــــداف واملصالح األميركية في العراق واملنطقة خالل الساعات املقبلة، وهذا سيدفع إلى تصعيد في عموم املنطقة، وستكون له نتائج أمنية وسياسية وحــتــى اقــتــصــاديــة عــلــى الـــداخـــل الــعــراقــي». وأضـــاف: «بكل تأكيد أن الحكومة العراقية ستعمل بكل ما لديها من إمكانات من أجل الضغط الستمرار التهدئة ومنع أي تصعيد، فهي تدرك جيدًا أن أي تصعيد بن الفصائل واألميركين ستكون له تداعيات على عموم األوضـــــــاع فـــي الــــعــــراق، ولـــهـــذا الـــكـــل يـرتـقـب وينتظر ما سيكون رد الفصائل، والـذي هو متوقع بأي زمان ومكان». وتعليقا على استهداف «كتائب حزب الله» قال أستاذ العلوم السياسية عصام الفيلي، لـــ«الــعــربــي الـــجـــديـــد»، إن «الـــعـــراق واملـنـطـقـة بـصـورة عـامـة يترقانب عملية تصعيد من قبل محور املقاومة ضد األميركين والكيان الصهيوني، خصوصا في العراق، وسيكون هــنــاك تصعيد تــدريــجــي مــن قـبـل الفصائل ضـــد األمــيــركــيــن بــعــد قــصــف قــــوات الحشد الشعبي في جرف الصخر وتبني ذلك بشكل رســـمـــي مـــن قــبــل واشـــنـــطـــن». وبـــــن الـفـيـلـي أن «الــتــصــعــيــد املـــرتـــقـــب مـــن قــبــل الـفـصـائـل العراقية، سيكون بكل تأكيد بالتنسيق مع باقي فصائل املـقـاومـة فـي لبنان وفلسطن والـــيـــمـــن، وكـــذلـــك مـــع طـــهـــران، فــهــنــاك وحـــدة بـــســـاحـــات الـــقـــتـــال ضـــد أمـــيـــركـــا وإســـرائـــيـــل، لكن األكيد أن املتضرر األكبر من التصعيد فــــي املــنــطــقــة ســـيـــكـــون الـــــعـــــراق، وربــــمــــا هـــذا األمـر يدفع واشنطن إلى اتخاذ ردود أفعال ليس عسكرية فـقـط، بـل اقـتـصـاديـة جـديـدة، وهذا ما يحرج الحكومة بشكل أكبر داخليا وخارجيا». وأضاف: «نتوقع أن رد الفصائل العراقية سيكون مختلفا عن املرات السابقة، وربـــمـــا الـــــرد ســيــولــد ردود أفـــعـــال أمـيـركـيـة عسكرية، تصل إلى مرحلة اغتيال القيادات الـــبـــارزة فـــي الــفــصــائــل». يـــذكـــر أن الـفـصـائـل الـعـراقـيـة كـانـت قــد دخـلـت فــي حـالـة تهدئة، مـطـلـع فــبــرايــر/شــبــاط املـــاضـــي مـــع الـجـانـب األميركي، إثر تصعيد عسكري بن الجانبن، عقب اغتيال القيادي في «كتائب حزب الله» أبو باقر الساعدي، وتبنى البنتاغون رسميا املسؤولية عن العملية. ومن حينها لم تنفذ الفصائل أي عملية ضد املصالح األميركية فــي الـــبـــالد، ولـــم يـتـم قـصـف عــن األســــد قبل هجومي الشهر الحالي.