«اتحاد الكتاب في العراق» رقيبًا
محاولة تهدئة أم قمع لحرية التعبير؟ ردود فعل متباينة في الساحة الثقافية العراقية على إعالن االتحاد تشكيل لجنة لمراقبة ما ينشره أعضاؤه في مواقع التواصل االجتماعي
في الثاني من حزيران/ يونيو الجاري، أعلن «االتـحـاد العام لألدباء والكتاب في العراق» عن تشكيل «لجنة خاصة» وظيفتها ممارسة الرقابة على ما ينشره أعـضـاؤه على مواقع التواصل االجتماعي، بهدف «رصد أية إساء ة مباشرة ألي رمز أو معتقد أو فكرة نيرة، أو كـل ما من شأنه أن يـزعـزع الـهـدوء الثقافي»، مـضـيـفـًا أن الـلـجـنـة سـتـفـصـل بـــني أي خـالف ينشب بني أعضائه. جــــــاءت الــــخــــطــــوة، عـــلـــى مــــا يــــبــــدو، ردًا عـلـى منشور لشاعر عراقي على فيسبوك، عبر فيه عن سعادته لعدم دعوة شعراء إلى «مهرجان أبـــي تــمــام الــشــعــري» الـــذي احـتـضـنـت مدينة املــوصــل فـعـالـيـات دورتــــه الــســادســة مــؤخــرًا، واستخدم فيه عبارات اعتبرت مسيئة إليهم، مـــا أثــــار اســتــيــاء كـثـيـر مــنــهــم، قــبــل أن يـعـود ويحذف املنشور من حسابه، لكن بعد تداوله على نطاق واسع. وال تنفصل الخطوة، أيضًا، عن جــدل مماثل أثـــيـــر عــلــى خـلـفـيـة إلـــقـــاء شـــاعـــر عـــراقـــي آخــر قصيدة، في ختام الدورة الخامسة والثالثني من «مهرجان اِملربد الشعري» بمدينة البصرة مطلع شــبــاط/ فـبـرايـر املــاضــي، رأى البعض أنها تتضمن إساء ة لجزء من املجتمع العراقي وتتهمه بالتواطؤ مع جهات قال إنها سعت إلى تدمير املناطق التي احتلها «داعش» عام ،2014 إضـافـة إلـى «محاولته تبرئة التنظيم من أية أعمال تخريبية». وحينها، رد عدد من الشعراء بقصائد وبيانات تستنكر القصيدة، قبل أن يدخل «االتحاد العام لألدباء والكتاب» على الخط بـإصـداره بيانًا دعـا فيه أعضاءه إلى «االبتعاد عن املشاحنات التي من شأنها أن تخلق أجواء عدائية بني املثقفني». ضمن هذه السياق أيضًا، تداول املشهد الثقافي العراقي، في األيام األخيرة، وثيقة منسوبة إلى االتحاد، موقعة باسم أمني الشؤون اإلداريــة واملالية فيه، جمال الهاشمي، بتاريخ الرابع مـــن حــــزيــــران/ يــونــيــو املـــاضـــي، تــتــحــدث عن تشكيل ما سمته «لجنة تحقيق عامة» تتألف من خمسة أعضاء، وتتمثل مهمتها في «النظر في شكاوى األدبــاء املتعلقة بالجانب األدبي والنشر في مواقع التواصل االجتماعي وما يقرأ على املنصات الثقافية بما يسيء لسمعة الوطن ويمس بالقضايا الوطنية والرمزية، وضبط اإلعالم األدبي وتحقيق ثقافة رصينة لطرح اآلراء ومناقشتها». وبينما لم يعلق االتحاد رسميا على الوثيقة، تـــراوحـــت ردود فــعــل الــســاحــة الــثــقــافــيــة بني مـــنـــتـــقـــد وســـــاخـــــر ومـــــرحـــــب أيـــــضـــــًا؛ فـبـيـنـمـا
مخاوف من تحول االتحاد إلى «مركز شرطة» يقمع كَّل من ينتقده