شتيوي الغيثي
ذاكرٌة ثقافية متّصلة بتاريخ طويل وممتّد تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في عالقته بقارئه وخصوصيات صنعته، وال سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. «ميزة الشعر العربي اتّصاله بتاريخه الممتّد»، يقول الشاعر السعودي
■ ما الهاجس الـذي يشغلك هـذه األيــام في ظل ما يجري من عدوان إبادة على غزة؟ هــاجــســنــا األول حــالــيــًا هـــو ســـامـــة أطــفــال فلسطن والـشـعـب الفلسطيني، وإن كـنـا ال نستطيع مـعـهـم إال الـتـعـاطـف والـــدعـــاء. ما يــهــمــنــا هـــو أن يـــكـــون اإلنـــســـان الــعــربــي في سامه الـدائـم وتـطـوره املتواصل وأمنه في بـــــاده، وإبــــداعــــه الـــــذي يـجـعـلـه فـــي مــصــاف األدب العاملي.
■
قارئي ربما هو كل من يرى الحياة بمنظور وجـــــوده وفـــكـــره وثــقــافــتــه، ذاك الــــذي عــبــرت قـــصـــائـــدي عـــن بــعــض هـــمـــومـــه وطــمــوحــاتــه وتـــــأمـــــاتـــــه وأفــــــــكــــــــاره. أرى أنـــــنـــــي أحـــظـــى بمقروئية لـدى جيل الشباب إلـى حـد جيد، فـــي الـــســـعـــوديـــة والــخــلــيــج وبـــعـــض مـنـاطـق عاملنا العربي.
■ كيف هــي عالقتك مــع الـنـاشـر، هــل لـديـك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟ عاقتي بالنشر، شأنها شأن عاقة أي كاتب وشاعر في عاملنا العربي، ُّ جيدةفي بعض األحــيــان ورديــئــة فــي أحــايــن أخــــرى. لكنني عمومًا أحظى بنوع من االحترام واالهتمام لدى الناشرين السعودين.
■
أظـن أن ظاهرة النشر في املجات انحسرت كــثــيــرًا فـــي اآلونـــــة األخــــيــــرة، ربـــمـــا مــنــذ عقد مـــن الــــزمــــن، لـــكـــن مـــواقـــع الـــتـــواصـــل عــوضــت ذلــك وشكلت لنا أدوات نشر مختلفة. غدت اليوم صفحات الكاتب وحساباته في مواقع الـتـواصـل هـي ذاتـهـا أداة نشر كبيرة قــادرة على اإليصال والوصول.
■ هــــل تـــنـــشـــر شــــعــــرك عـــلـــى وســــائــــل الـــتـــواصـــل االجتماعي، وكيف تـرى تأثير ذلـك في كتابتك أو كتابة زمالئك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟ أعتمد على وسائل التواصل أكثر، وتحديدًا مــــنــــصــــة إكـــــــس (تــــويــــتــــر ســـــابـــــقـــــًا)، وكــــذلــــك «فيسبوك» و«إنـسـتـغـرام»، وأفـكـر فـي إنشاء حساب على «تيك توك»، ربما ألنه يستهدف فئة الشباب. أظن أنني أحظى بتفاعل ال بأس به، وهذا التفاعل عرفني إلى جمهور جديد من مختلف األطـيـاف والبلدان وأسهم أكثر في إيصال نتاجي وصوتي.
■ الـــقـــراء كــثــر فــي عـاملـنـا الــعــربــي، لكنهم فقط يــحــتــاجــون إلــــى نــــص يــامــســهــم. أمـــــا قـــارئ الشعر فهو كـل عربي عاشق للشعر ومهتم بــه، مـن كــان بـاألمـس ومــن سيكون فـي الغد. ما نعول عليه هو النص وجودته وجماليته التي، في النهاية، هي التي ستخاطب القراء.
■ هل توافق أن الشعر املترجم من اللغات األخـرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، وملاذا؟ الترجمة رافد مهم في تطوير الذائقة، لكنني ما زلت أرى محدودية تأثيرها في الجمهور العربي. لها تأثير طبعًا، ولكنه ال يزحزح ذلــك الــتــراث مـن الشعر الـعـربـي عـن مكانته وحضوره.
■ ما هي مزايا الشعر العربي األساسية ومـا هي نقاط ضعفه؟ مــــيــــزة الـــشـــعـــر الـــعـــربـــي األولـــــــــى هــــي ذاكــــرتــــه الثقافية التي يتكئ عليها في التعبير عن ذاته وعـن بيئته، وزد أيضًا ذلـك االتـصـال العميق بتاريخه الـطـويـل واملـمـتـد. ربـمـا تكمن نقطة ضعفه في صعوبة انتقاله إلى التجديد خارج األطر التي اعتادت عليها الذائقة العربية.
■ فـــي الــعــصــر الـــقـــديـــم أبــــو فـــــراس الــحــمــدانــي، وفـي العصر الحديث محمود درويــش، وفي السعودية محمد الثبيتي.
■ أمنيتي للشعر الـعـربـي أن يستعيد هويته وفــــــق قــــوالــــب تـــجـــديـــديـــة تـــفـــتـــح أطــــــــره عـلـى فضاء ات أكثر جدة، ذلك ربما يضمن وصوله إلى القارئ األجنبي شرقًا وغربًا.