قين... تهديد ألجيال المستقبل
مــن األطــفــال 27.5و فــي املــائــة مــن املـراهـقـني. وكـشـفـت الـــدراســـة أيــضــا أن نـسـبـة 17.9 في املـــائـــة مـــن األطـــفـــال الـــذيـــن تــــــراوح أعــمــارهــم بــــني ثـــمـــانـــيـــة أعــــــــوام و11 عــــامــــا (أردنـــــيـــــون وغـيـر أردنــيــني)، يـواجـهـون مشاكل عاطفية وسلوكية، فـي حـني تبلغ هــذه النسبة 14.1 في املائة لدى املراهقني الذين تراوح أعمارهم بــني 12 و81 عــامــا». وأفــــادت الـــدراســـة أيضا بــأن 19.7 فــي املــائــة مــن املـراهـقـني األردنــيــني يعانون من االكتئاب، 25.8و في املائة منهم مـن الـقـلـق. وذكـــرت أن أكـثـر مـن 30 فـي املائة من املراهقني السوريني يعانون من االكتئاب، ونسبة مماثلة مـن القلق. وحـــددت الـدراسـة نــســبــة الــقــلــق بـــني املـــراهـــقـــني مـــن جـنـسـيـات أخــرى بــــ6.72 فـي املـائـة، ونسبة مـن يعانون من االكتئاب 24.7ـب في املائة. واستندت نتائج الــدراســة إلــى مسح وطني واســـع شمل تسعة آالف طفل ومــراهــق على مستوى املـدارس، وشملت أردنيني والجئني ســــوريــــني وفــلــســطــيــنــيــني. تـــقـــول األســــتــــاذة تعتقد بعض األسر بأن األطفال يكبرون مثل نباتات ال تحتاج إلى عناية
هناك خلل في تربية األطفال بالبيوت التي تشكل %80 من شخصياتهم املشاركة في قسم اإلرشــاد النفسي بجامعة فيالدلفيا املعالجة النفسية الـدكـتـورة لينا عاشور لـ «العربي الجديد»: «األرقام الحقيقية أعلى بكثير، علما أن األمــراض لدى األطفال واملراهقني هي انعكاس لحياة البالغني التي يعكرها سوء األوضــاع املالية واالقتصادية
والـسـيـاسـيـة، وأبـــرزهـــا حـالـيـا الـــعـــدوان على غزة». وفي تقرير سابق لـ«العربي الجديد»، قـــــال رئـــيـــس الــجــمــعــيــة األردنـــــيـــــة لــلــتــدريــب واإلرشاد األسري (أسرتي)، أحمد أبو رمان: «مــن أبـــرز املشاكل الـتـي تـؤثـر على استقرار األســــــرة فـــي األردن األوضـــــــاع االقــتــصــاديــة وعدم التمكني االقتصادي، ما يخلق خلال في مؤسسة الزواج، ويزيد حالة العنف والتفكك األســــري، وغـالـبـيـة األســـر املفككة فــي األردن فقيرة وغير قادرة على توفير االحتياجات، وهو ما يزيد من حاالت الطالق». تــتــابــع لــيــنــا: «ال يــمــلــك مــعــظــم الــبــالــغــني في مجتمعاتنا املهارات الالزمة ملساعدة األطفال على تحسني صحتهم النفسية. هناك ضعف في هذه املهارات وأساليب التربية والتمكني، كما أن هناك خلال حقيقيا في تربية األطفال بالبيوت الـتـي تشكل نحو 80 فـي املـائـة من شخصياتهم في السنوات العشر األولـى من حياتهم. ومـن البديهي أن يعاني أطفال من القلق واالكتئاب في حال شمل ذلك الوالدين».
وتــتــحــدث عـــن أن «بــعــض األســــر تـعـتـقـد بـأن األطــــفــــال يــمــكــن أن يـــكـــبـــروا مــثــل نـــبـــاتـــات ال تـحـتـاج إلـــى عـنـايـة، ومـــن دون تمكينهم من املـــهـــارات املـطـلـوبـة لـحـل املـشـكـالت والـحـفـاظ على التوازن االنفعالي. ويعني ذلك أن هناك عـشـوائـيـة فــي الـتـربـيـة لــم تـكـن مـــوجـــودة في مرحلة اآلبــاء واألجـــداد، رغـم أنهم كانوا أقل تعليما». وتطالب لينا بتطبيق برامج شاملة للصحة النفسية، تـبـدأ منذ والدة األطــفــال، وتــركــز على الـوقـايـة وتــواكــب مـراحـل النمو، وتهتم بتقديم العالج عند الحاجة. وفـــــي مـــجـــال الـــصـــحـــة الــنــفــســيــة فــــي األردن تـعـمـل وزارة الــصــحــة واملـــؤســـســـات املعنية والـــــجـــــامـــــعـــــات واملــــــــــــــدارس وحــــــدهــــــا كـــجـــزر معزولة، ما يعني غياب العمل املؤسساتي الـــذي ينعكس سلبا عـلـى الـصـحـة النفسية
ألفـــراد املجتمع. ورأت أن «الـحـد مـن انتشار هـذه األمـــراض النفسية يحتاج إلـى برنامج إصــــالح شـــامـــل، أمــــا عــلــى املــســتــوى الــفــردي فـــيـــتـــطـــلـــب ذلــــــك مــــراجــــعــــة االخـــتـــصـــاصـــيـــني واملـــرشـــديـــن واملـــعـــالـــجـــني الــنــفــســيــني، وعـــدم الــتــردد فـي طلب املـسـاعـدة. ونـحـن نـأمـل في أن يكون املستقبل أفضل لحل هذه املشكالت وتأهيل املقبلني على الزواج لتربية أبنائهم، علما أنني الحظت خالل عملي أن هناك وعيا أكبر بأهمية الصحة النفسية لدى املراهقني الـــذيـــن يـطـلـبـون الـــعـــالج واملـــشـــورة النفسية واملساعدة عند الحاجة». وفـــي شـــأن االهــتــمــام بـالـصـحـة النفسية في املـــــدارس، تــقــول لينا إن «الـخـطـط واملـنـاهـج مـمـتـازة لـكـن املشكلة فــي تطبيقها وتأهيل املدرسني، فاملهم تطوير العنصر اإلنساني، وزيـــــادة عـــدد املــرشــديــن الـنـفـسـيـني، وتأهيل املعلمني واإلدارات للتعامل مع الطالب. وال بد من التحذير من تراجع مخرجات التعليم وزيادة العنف واملشاجرات في املجتمع».