تجار البهارات يشكون تأخير شحنها
الحصار اإلسرائيلي، إال أنها تفاقمت خالل العدوان، بفعل اإلغالق التام للمعابر، ومنع دخــــول املـــــواد الــغــذائــيــة، واملـــــاء، والــكــهــربــاء، واألدويــــــة، عــــالوة عـلـى اســتــهــداف الـشـركـات واملنشآت االقتصادية، واملصارف والبنوك، عبر القصف املباشر، أو منع دخول البضائع والسيولة الجديدة. ويـــــلـــــفـــــت إلـــــــــى اآلثـــــــــــــار الـــــوخـــــيـــــمـــــة لـــلـــحـــرب اإلســرائــيــلــيــة عــلــى االقـــتـــصـــاد الـفـلـسـطـيـنـي عــمــومــًا، وإلــــى الــتــأثــيــرات الـسـلـبـيـة الـكـبـيـرة الســـتـــمـــرار دوران عـجـلـة الــعــمــالت الـقـديـمـة واملـــهـــتـــرئـــة، نـــظـــرًا ملـسـاهـمـتـهـا فـــي تـقـويـض املـعـامـالت التجارية، بسبب تخوف التجار والزبائن من تسلم العمالت التالفة.
يشكو تـجـار الــبــهــارات واملــكــســرات فــي الـيـمـن مــن تعرض بضائعهم وسلعهم املـسـتـوردة للتلف وتكبدهم خسائر كبيرة بسبب تأخير عملية شحنها وبقائها لفترة طويلة في املوانئ ومنافذ االستيراد، خصوصًا في ميناء الحديدة شــمــال غــربــي الــيــمــن. تــاجــر الـــبـــهـــارات، جــمــال أحـــمـــد، أكــد لـ «العربي الجديد»، أن هناك مشكلة كبيرة ناتجة عن تأخير السلع املستوردة من قبل شركات الشحن وما يسببه ذلك من خسائر يتعرض لها القطاع الخاص، وما ينتج عن ذلك من تبعات تؤثر على املعروض منها في األسواق. وتدرس شعبة تجار البهارات واملكسرات في القطاع الخاص وضع مصفوفة باإلشكاليات التي يعاني منها قطاع البهارات واملكسرات والخطوات والحلول لتجاوزها بالتعاون مع الـغـرفـة الـتـجـاريـة والصناعية املـركـزيـة بـأمـانـة العاصمة صنعاء قبل عرضها على الـجـهـات الـعـامـة املختصة. من جـانـبـه، تــحــدث تــاجــر الــبــهــارات واملــكــســرات، عـلـي املفتي، لـــ«الــعــربــي الـــجـــديـــد»، عـــن هــــذه اإلشــكــالــيــة الــحــاصــلــة في التأخير والتخزين والنقل التي تؤثر على جــودة السلع وعـمـلـيـة تــداولــهــا فــي األســـــواق، فــي ظــل إجـــــراءات رقـابـيـة مشددة تفرضها الجهات املختصة حول سالمة وصالحية املنتجات املستوردة. وتــــقــــدر آخـــــر بـــيـــانـــات مـــســـح مـــيـــزانـــيـــة األســـــــرة فــــي الـيـمـن الصادرة قبل الحرب عن الجهاز املركزي لإلحصاء إنفاق األسـر اليمنية على البهارات ومــواد العطارة عامة بنحو 90 مليار ريـال سنويًا (الــدوالر ارتفع من 225 قبل الحرب إلـــى نـحـو 1700 ريـــال حــالــيــًا)، فــي حــن يــرجــح خــبــراء في جهاز اإلحصاء الحكومي أن هناك زيـادة تصل إلى ثالثة أضعاف هـذا اإلنفاق السنوي. يأتي ذلـك، في الوقت الذي
يحظى فيه املنتج الوطني باهتمام متصاعد خالل الفترة املـاضـيـة مــعــززًا بـحـمـالت املـقـاطـعـة للسلع املــســتــوردة من الــدول املساندة والداعمة لدولة االحـتـالل اإلسرائيلي مع استمرار عدوانها املتواصل ومجازرها في قطاع غزة. الباحث الزراعي، بسام قاسم، قال لـ«العربي الجديد»، إن هناك هامش وإمكانيات كبيرة لـزيـادة املساحة والرقعة الزراعية من هذه السلع، في حال كان هناك اهتمام ودعم وتشجيع مـن السلطات الحكومية للمزارعن واملنتجن يـــدفـــعـــهـــم إلـــــى الـــتـــركـــيـــز عـــلـــى مـــنـــتـــجـــات كــــهــــذه. ويــعــتــمــد اليمنيون كـثـيـرًا عـلـى الــبــهــارات فــي مـأكـوالتـهـم، بخاصة اللحوم بمختلف أنواعها. وبحسب رئيس نقابة الطهاة وعمال املطاعم في صنعاء، محمد عـوفـان، لـ«العربي الـجـديـد»، فــإن مختلف أصناف البهارات مهمة جـدًا في املطبخ اليمني عمومًا، إذ يتفنن الطهاة في املطاعم، واألسر في املنازل في عملية استخدامها بتشكيالت ومقادير معينة في كثير من املأكوالت باألخص اللحوم والــدواجــن. يركز الطهاة واملطبخ اليمني في هذا الجانب على إعداد حساء اللحوم والدواجن الشهير باسم «املرق» املميز بنكهة البهارات والطعم الجذاب. ويـحـظـى قــطــاع املــطــاعــم فــي الـيـمـن بــمــزايــا عــديــدة لجذب رؤوس األمـــــوال بـاعـتـبـاره قـطـاعـًا مـجـديـًا لـالسـتـثـمـار مع تــكــون طـبـقـة ثــريــة اسـتـهـالكـيـة خـــالل ســنــوات الــحــرب في البالد، تبحث عن الترفيه وسط غالبية سكانية طحنتها الـحـرب ونـــال منها الـجــوع والـفـقـر والـبـطـالـة، وال تجد ما تقتاته في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها اليمن. وتــعــتــبــر مـــــواد الـــعـــطـــارة والـــبـــهـــارات أعـــمـــدة رئــيــســيــة في األســـواق اليمنية العتيقة والتاريخية فـي صنعاء وعـدن وحضرموت وتعز ومختلف املدن اليمنية، ومن أهم األركان األساسية التي شكلت التجارة اليمنية على مر العصور.