خالفات المعارضة المصرية بسبب السلطة
نشبت خالفات داخل صفوف المعارضة المصرية، بسبب تحالف بعض أحزابها مع السلطة سابقًا، وهو ما دفع مراقبين للدعوة إلى توحيد المعارضة
ظـــهـــرت الـــخـــافـــات داخـــــل صـــفـــوف املــعــارضــة املصرية، إثر تأكيد القيادي البارز في الحركة املدنية الديمقراطية، املرشح السابق لرئاسة الجمهورية املـصـريـة، حمدين صـبـاحـي، في كلمته باحتفالية تـكـريـم رمـــوز الـحـركـة قبل أيــام، رفـض الحركة الدخول في أي تحالفات مــع السلطة فــي أي انـتـخـابـات. وجـــاء موقفه معاكسا ملا جـرى سابقا لجهة دخـول أحـزاب مــنــضــويــة تـــحـــت رايــــــة الـــحـــركـــة فــــي املــرحــلــة الــســابــقــة فـــي تــحــالــفــات مـــع أحــــــزاب الـسـلـطـة وحصلت على مقاعد داخـــل الـبـرملـان نتيجة ذلـــك، وأبــرزهــا الــحــزب املــصــري الديمقراطي، بـــــقـــــيـــــادة فـــــريـــــد زهــــــــــــران املــــــرشــــــح الــــســــابــــق النتخابات الرئاسة السابقة، في مؤشر إلى وجــود خافات داخــل الحركة حـول موضوع االنـتـخـابـات. وقــال صباحي، فـي تكريم قـادة ورمـوز الحركة املدنية، في 9 يونيو/حزيران الــحــالــي: «نــخــوض االنــتــخــابــات الــقــادمــة من أجــل سلطة تعبر عـن الـنـاس وتـقـدم سياسة بديلة، بأذرع مفتوحة لكل وطني يشاركها»، مـــشـــددًا عــلــى أن «الـــحـــركـــة املـــدنـــيـــة كشخص اعـــتـــبـــاري جـــامـــع يـــرفـــض أن يـــشـــارك فـــي أي تحالفات تقيمها السلطة». واملعروف أن هناك بعض األحـــزاب املتحالفة تحت لــواء الحركة املـــدنـــيـــة، فـــــازت بـبـعـض املــقــاعــد فـــي الــبــرملــان املصري، وذلك عن طريق االشتراك في قوائم أحــزاب السلطة، مثل «املـصـري الديمقراطي» و«اإلصـــــــاح والــتــنــمــيــة» و«الــــعــــدل» و«إرادة جيل»، والتي كانت القائمة ضرورية لتمثيل تلك األحــــزاب فـي املـجـلـس، كونها لـم تحصل على أي مقاعد إال من خالها. وتـــعـــلـــيـــقـــا عـــلـــى تـــصـــريـــحـــات صــــبــــاحــــي، قـــال
منسق اللجنة التأسيسية لحزب تيار األمـل، عـاء الخيام، لـ«العربي الجديد» إن «الحركة املـــدنـــيـــة تـــرفـــض بــشــكــل واضــــــح الــــدخــــول مع أحـــزاب السلطة»، الفتا إلــى أن «األحــــزاب التي تتجه إلى ذلك بدأت فعا بالتحالف مع حزام السلطة وهــي مستبعدة مــن الـحـركـة املدنية، ألنـه ال يمكن وصفها بـأحـزاب معارضة وهي تـتـحـالـف مـــع أحـــــزاب الــســلــطــة، فــهــذا الـتـضـاد غــيــر مــعــقــول وال مـــقـــبـــول». وأضـــــاف أنــــه «فــي القريب ستظهر معالم هــذا املـشـروع الجديد، ولــديــنــا تــجــربــة مـــا تـــــزال عــالــقــة فـــي أذهــانــنــا تتعلق بتوحيد املعارضة املصرية واالستعداد لانتخابات البرملانية، يتبعه في حال النجاح في هذه التجربة، االتجاه لتوحيد املوقف تجاه االنتخابات الرئاسية والـوقـوف خلف مرشح واحد». وتابع الخيام: « في الحركة املدنية كان هناك درس قد تعلمناه من التجربة السابقة في االنتخابات البرملانية، فنحن فعا كنا قد أقمنا تحالفا انتخابيا وليس تحالفا سياسيا بـــني عـــدد مـــن األحــــــزاب الـسـيـاسـيـة املـنـضـويـة تــحــت الــحــركــة املـــدنـــيـــة، وكـــنـــا عــلــى اســتــعــداد إلعداد قوائم ملنافسة قوائم السلطة». وأضاف: «بـالـفـعـل تــم االتـــفـــاق عـلـى جميع التفاصيل، وتمكنا من ضم شخصيات سياسية لها ثقل، مثل نائب البرملان السابق أحمد الطنطاوي
والــــنــــائــــب هـــيـــثـــم الــــحــــريــــري وعــــبــــد الــجــلــيــل مصطفى وعمار علي حسن وحمدين صباحي وكل رؤساء أحزاب الحركة املدنية، وتم االتفاق على تفاصيل مهمة، منها اختيار شعار لهذا التكتل الجديد، وكنا نحدد االسم، وتم االتفاق بشكل شبه نهائي على فكرة (اتــحــاد األمـــل)، ثــم فـوجـئـنـا بـضـربـة عنيفة جـــدًا مــن السلطة بالقبض على النائب زياد العليمي والناشط السياسي حسام مؤنس وهشام فؤاد، والقيام بحملة تشويه في اإلعــام بأن هذه املجموعة تحصل عـلـى دعـــم مــالــي مــن جـمـاعـة اإلخــــوان املسلمني». وأوضـــح الـخـيـام أنــه «حـاولـنـا االســتــمــرار في التحالف، لكن فوجئنا أيضا أن ثاثة أحزاب سـلـكـت اتــجــاهــا آخــــر وانــضــمــت إلــــى تـحـالـف الـسـلـطـة تـحـت شــعــار (مـسـتـقـبـل وطـــــن)، وكـل حـــــزب مــــن تـــلـــك األحــــــــزاب كـــــان يـــعـــرف كــــم من
عالء الخيام: ستكون هناك نسبة للمعارضة في البرلمان المقبل
املقاعد سينال في البرملان، وبالتالي ال يمكن الــقــول إنـــه كـــان هـنـاك انـتـخـابـات بـرملـانـيـة في املــرحــلــة الــســابــقــة، ألن فــكــرة الــقــائــمــة املغلقة املـطـلـقـة هــي األســـــوأ، فـهـي نــظــام ديـكـتـاتـوري يــعــبــر عـــن الـــفـــســـاد». واســــتــــدرك بـــالـــقـــول: «ال نستطيع أن نجد نائبا واحدًا يعرف أي شيء عن التشريعات والقوانني، وهذا النظام يسعى مـــجـــددًا لــتــكــرار الــبــرملــان الــســابــق، ولـــم نـــر أي شيء من مخرجات الحوار الوطني تم تنفيذه، خـصـوصـا مطالبة الــقــوى الـسـيـاسـيـة بــإقــرار الـقـائـمـة النسبية املـفـتـوحـة فــي االنـتـخـابـات، لذلك فــإن االنتخابات املقبلة ستكون بنظام القائمة املغلقة كما كانت فـي الـسـابـق، وكـان عــلــى الـــحـــركـــة املـــدنـــيـــة أن تــتــحــرك فـــي اتــجــاه االشتباك مع الواقع، وهذا هو الخيار األفضل، عبر الــنــزول إلــى الــشــارع، وسـمـاع الجماهير ومشاكلهم والبحث عن حلول». وتابع الخيام: «الحركة تطرح نفسها كبديل، وكل حزب لديه فــرصــة لــلــتــواصــل مـــع الـــنـــاس والــســعــي لضم املواطنني إلى حزبه وعـرض أفكاره وبرنامج عــلــى املـــواطـــنـــني، وأعــتــقــد أنــــه ســتــكــون هـنـاك نسبة للمعارضة في البرملان املقبل». مـــــن جـــهـــتـــه، قــــــال رئــــيــــس حــــــزب «اإلصــــــــاح والـــتـــنـــمـــيـــة»، الـــنـــائـــب الـــســـابـــق مــحــمــد أنــــور الـــــســـــادات، لــــ«الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد» إن «كـلـمـة حــــمــــديــــن صــــبــــاحــــي وآخــــــريــــــن مـــــن مــمــثــلــي ورؤساء أحزاب الحركة املدنية، تعني أنه بما أن الحركة تمثل املعارضة املصرية فيجب أن تنأى بنفسها عن أية تحالفات انتخابية مع األحــــزاب الــتــي تمثل الـسـلـطـة، وهـــذا كـــام ال أحـد يختلف عليه، ولكن وجهة نظري التي قلتها داخــل الحركة، أن املـفـروض عمله هو أن تستعد األحـــــزاب بـشـكـل عــــام، ســــواء تلك املـنـخـرطـة فــي الــحــركــة املــدنــيــة أو خـارجـهـا، وأن تعد وتحضر كـوادرهـا ومرشحيها في املحافظات املختلفة». وأضــاف أن «األحــزاب لــديــهــا فـــرصـــة حـقـيـقـيـة فـــي املــنــافــســة وفــي النجاح، وسننتظر لحني اإلعان عن مقترح مـــشـــروع قـــانـــون االنــتــخــابــات املــقــبــلــة، الـــذي أعتقد أنه سيصدر في أكتوبر/تشرين األول أو نـوفـمـبـر/تـشـريـن الــثــانــي املــقــبــلــني، وهــو الـــــذي ســيــحــدد كـيـفـيـة إجــــــراء االنـــتـــخـــابـــات، بــنــظــام الـــقـــوائـــم املـغـلـقـة والـــقـــوائـــم النسبية واملـقـاعـد الـفـرديـة. وكــل هــذا مهم جـــدًا، وذلـك الــــذي سـيـحـكـم عـمـلـيـة الــتــحــالــفــات، ومـــا إذا كانت هناك تحالفات، أو أن األحـــزاب لديها القدرة لخوض االنتخابات بمفردها».