غموض حول تعثر خط غاز بين روسيا والصين
استنفرت بكين وموسكو إلصدار تصريحات حول تمسكهما بالتعاون في قطاع الطاقة، بعد تقرير تحدث عن تعثر مد خط أنابيب غاز روسي إلى الصين
عـاد خط أنابيب الغاز الجديد «بــاور أوف سيبيريا-2» (قوة سيبيريا ـ2)، الذي تعتزم روسيا مده إلى الصن إلى دائرة الضوء من جديد، بعد تقرير تحدث عن أن محاوالت مـــوســـكـــو إلبـــــــــرام اتـــــفـــــاق مـــــع بـــكـــن بـــشـــأن املــــشــــروع تـــعـــثـــرت بــســبــب مـــطـــالـــب الــصــن بـشـأن مستويات األســعــار واإلمــــــدادات، ما دعــا مسؤولن فـي البلدين اللذين شهدت العاقات بينهما تقاربا كبيرًا في السنوات األخيرة، إلى الخروج بتصريحات سريعة حول استمرار التعاون بينهما في الطاقة. قـــــال املـــتـــحـــدث بـــاســـم الـــكـــرمـــلـــن، دمــيــتــري بــيــســكــوف، أمــــس االثـــنـــن، إنــــه لــيــس هـنـاك شك في أن روسيا والصن ستتوصان إلى اتفاق بشأن خط أنابيب «باور أوف سيبيريا .»2ـ وأضـــــــاف فــــي مـــؤتـــمـــر صـــحـــافـــي يـعـقـد يوميا عبر الهاتف أن املحادثات بشأن خط األنابيب ستستمر. وأشار إلى أن الجوانب التجارية للمفاوضات لن يتم اإلعان عنها. في األثناء أكدت الصن أنها ستواصل الدفع مــن أجـــل تـعـزيـز كــل أشــكــال الــتــعــاون املثمر للطرفن مع روسيا، وأنها تتطلع لتعميق التعاون معها في قطاع النفط والغاز. وقال مـتـحـدث بـاسـم وزارة الـخـارجـيـة الصينية
فـــــي إفـــــــــادة صـــحـــافـــيـــة، أمــــــــس: «بـــالـــنـــســـبـــة لـلـتـعـاون بــن الـصـن وروســـيـــا، مــا أريـــد أن أقـــولـــه هـــو الــســعــي لــتــقــريــب املـــصـــالـــح بن البلدين وتعميق ترابط املصالح». وجاءت تصريحات املسؤولن في روسيا والصن، بعد يوم من نشر صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، تقريرًا يشير إلى تعثر املشروع. وذكرت الصحيفة، يوم األحد، نقا عن ثاثة أشخاص مطلعن على األمــر، أن محاوالت روسيا إلبرام اتفاق كبير لخط األنابيب مع الـصـن تعثرت بسبب مــا تعتبره موسكو مطالب بكن غير املعقولة بشأن مستويات األسعار واإلمدادات. وطلبت الصن أن تدفع ما يقارب األسعار املـحـلـيـة املـــدعـــومـــة بــشــدة فـــي روســـيـــا ولــن تــلــتــزم إال بـــشـــراء جــــزء صـغـيـر مـــن الـطـاقـة السنوية املخططة لخط األنـابـيـب البالغة 50 مـــلـــيـــار مـــتـــر مــكــعــب مــــن الــــغــــاز سـنــويــا وفــقــا لـلـتـقـريـر. وتــجــري روســيــا مـحـادثـات مـنـذ ســنــوات بــشــأن بــنــاء خــط «بــــاور أوف سيبيريا-2» لنقل الـغـاز مـن منطقة يامال في شمال روسيا إلى الصن عبر منغوليا. وقــــــــال نــــائــــب رئــــيــــس الـــــــــــــوزراء الـــــروســـــي، ألكسندر نوفاك، في مايو/أيار املاضي إن روسيا والصن تتوقعان توقيع عقد «في املــســتــقــبــل الـــقـــريـــب» بـــشـــأن خـــط األنــابــيــب هـــــــذا. وتــســتــقــبــل الــــصــــن فــــعــــا الــــغــــاز مـن شـرق روسـيـا عبر خـط أنابيب «بـــاور أوف ســـيـــبـــيـــريـــاـ1»، الـــــذي بــــدأ تـشـغـيـلـه فـــي عــام ،2019 وقـــد حـمـل مــا يــقــارب 23 مـلـيـار متر
خط «باور أوف سيبيريا-2» مصمم لتصدير 50 مليار متر مكعب سنويًا
مكعب من الغاز العام املاضي، ومن املتوقع أن يصل إلى طاقته الكاملة البالغة 38 مليار مــتــر مـكـعـب فـــي عــــام .2025 وبـــــدأت شـركـة غازبروم اململوكة للدولة في روسيا دراسة جــــدوى مــشــروع «بــــاور أوف سـيـبـيـريـا-2» فـي عــام ،2020 وتـريـد أن يتم تشغيل خط األنابيب بحلول عام ،2030 وتأمل أن تحل الصن محل أوروبـــا كأكبر سـوق لتصدير غازها. ورجح مدير اإلستراتيجية السابق لشركة غــازبــروم، سيرغي فاكولينكو، في تـــصـــريـــحـــات صــحــافــيــة ســـابـــقـــا أن تـسـعـى روســيــا إلـــى الــحــصــول عـلـى شــــروط مالية أفــــضــــل مــــن الــــصــــن، مـــقـــارنـــة بـــمـــا حـقـقـتـه فــي عـقـد «بــــاور أوف سـيـبـيـريـاـ1» الـــذي تم تــوقــيــعــه فــــي 2014 عـــنـــدمـــا كـــانـــت أســـعـــار الـــــغـــــاز أقــــــل بـــكـــثـــيـــر. وعــــلــــى الـــــرغـــــم مـــــن أن شروط عقد «بـاور أوف سيبيرياـ1» ليست مـعـلـنـة، فـــإن تـحـلـيـل فـاكـولـيـنـكـو لـبـيـانـات الـــدفـــع الـحـكـومـيـة الـصـيـنـيـة يـشـيـر إلـــى أن روسيا تحصل على عائدات أقل بكثير من تركمانستان أو أوزبكستان اللتن تزودان الصن أيضا بالغاز. إضافة إلى خط الغاز تـصـدر روسـيـا الـغـاز الطبيعي املـسـال إلى الــصــن، حـيـث تكثف إمــداداتــهــا إلـــى ثاني أكــبــر اقــتــصــاد فـــي الــعــالــم وأكـــبـــر مستهلك للطاقة لتعويض خسارة أغلب مبيعاتها مــن الــغــاز إلـــى أوروبــــــا، حـيـث فــرضــت دول غــربــيــة عـــقـــوبـــات عــلــى مـــوســـكـــو، وقـلـصـت اعـتـمـادهـا عـلـى الـطـاقـة الــروســيــة مـنـذ بـدء الـــحـــرب فـــي أوكـــرانـــيـــا فـــي فـــبـــرايـــر/ شـبـاط .2022 واعتادت أوروبــا شـراء أكثر من 150 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا، لكن التدفقات تضاءلت منذ اندالع الحرب. وزودت روسيا الصن بــــ514.2 مليون طن مـــن الـــغـــاز الــطــبــيــعــي املـــســـال بــقــيــمــة تبلغ 1.455 مليار دوالر فــي الـفـتـرة مــن يناير/ كانون الثاني إلى إبريل/ نيسان من العام الجاري، بناء على بيانات صينية رسمية.