Al Araby Al Jadeed

عرض إلنشاء مصفاة روسية شرقي ليبيا

تسعى روسيا إلى تعزيز وجودها االقتصادي في ليبيا، وفي هذا اإلطار، تلقت شركة نفط روسية عرضًا من الحكومة المكلفة من مجلس النواب ببناء مصفاة شرقي البالد

- طرابلس ـ أحمد الخميسي

قــدمــت الـحـكـومـ­ة املـكـلـفـ­ة مــن مـجـلـس الــنــواب إلـــى شــركــة تـــات نـفـط الــروســي­ــة عــرضــا لبناء مصفاة شرقي ليبيا كجزء من الجهود لجذب االسـتـثـم­ـارات إلــى املنطقة، ولكن فـي املقابل، أكــد مراقبون أن ليبيا ليست فـي حاجة ملثل هــذه الـشـراكـة، فهي قـــادرة على بـنـاء مصاف جــــديـــ­ـدة، ولـــكـــن عــــن طـــريـــق مـــؤســـس­ـــة الــنــفــ­ط الـلـيـبـي­ـة املــخــتـ­ـصــة بـــهـــذا األمــــــ­ر. وكـــــان وزيـــر االسـتـثـم­ـار فــي حكومة الــشــرق غير املعترف

بها دوليًا علي السعيدي القايدي قد اقترح إنشاء مصفاة روسية في ليبيا. وأوضــــــ­ـح الــــقـــ­ـايــــدي فــــي تـــصـــري­ـــحـــات ســابــقــ­ة لـصـحـيـفـ­ة نــوفــوسـ­ـتــي الــروســي­ــة أن «روســيــا تمتلك الكثير من النفط الخام، لكن إمداداتها اآلن صعبة بسبب الـعـقـوبـ­ات والــحــظـ­ـر، هـذا األمـــر مــن املمكن أن تساهم فــي حله مصفاة تــنــشــأ فــي ليبيا ويــنــقــ­ل الـنـفـط الــخــام إليها ومـن ثم بيع املشتقات النفطية». وأضــاف أن الــشــركـ­ـة الـــروســ­ـيـــة يـمـكـنـهـ­ا أيــضــًا اســتــخــ­دام النفط املوجود في ليبيا لتكريره ومعالجته. وقــال: «لدينا احتياطيات ال تـصـدق»، معربًا عــن أمــلــه أن يـتـم االتـــفــ­ـاق. وصــــرح بــأنــه وجـه دعـــــوة لــلــشــر­كــات الـــروســ­ـيـــة لــاســتــ­ثــمــار في بـــاده، مــؤكــدًا أن األبــــوا­ب مفتوحة أمـــام هذه الشركات للمشاركة في مشاريع في مختلف الـقـطـاعـ­ات. وفـــي هـــذا الـسـيـاق، يـقـول الخبير الــنــفــ­طــي حـــســـن الـــصـــد­يـــق، فــــي تــصــريــ­حــات لـــ«الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد»، إن روســيــا تـسـعـى إلـى مشروعات اقتصادية جديدة لبسط نفوذها االقتصادي مع وجودها العسكري. وأضــاف أن ليبيا ليست بحاحة إلـى مصفاة جـــديـــد­ة شــرقــي الـــبـــا­د، وأن مــؤســســ­ة الـنـفـط الليبية هي الجهة املعنية بإنشاء املصافي، ولــــديــ­ــهــــا مـــــشـــ­ــروع مـــصـــفـ­ــاة الــــجـــ­ـنــــوب الـــــذي تـأخـر كـثـيـرا فــي التنفيذ مـنـذ عـشـر سـنـوات. ومـــن جـانـبـه، أكـــد املـحـلـل االقــتــص­ــادي محمد الـشـيـبـا­نـي أن الــتــوسـ­ـع االقـــتــ­ـصـــادي لـنـشـاط الشركات الروسية فـي ليبيا سـوف تكون له تأثيرات ليست لصالح الدولة الليبية في ظل الصراع الروسي الغربي على ليبيا. وأضـــــاف الـشـيـبـا­نـي لـــ«الــعــربـ­ـي الـــجـــد­يـــد»: ال يقتصر انخراط روسيا في ليبيا على املجال االقـتـصـا­دي، بـل هناك تحرك عسكري أيضا. وقال: املطلوب رفع معدالت اإلنتاج في الباد لتحسن إيــــرادا­ت النقد األجنبي واملساهمة فـــي اســـتـــث­ـــمـــارا­ت تــســهــم فـــي تـحـقـيـق إضــافــة اقتصادية بعيدًا عن الصراع الجيوسياسي بـن الـغـرب وروســيــا. الـشـركـات الـروسـيـة لها حضور ملحوظ في ليبيا، خاصة في مجاالت النفط والطاقة والبنية التحتية. ومنذ اندالع النزاع في ليبيا وسقوط نظام معمر القذافي فـــي عــــام ،2011 تــســعــى روســـيـــ­ا إلــــى تـعـزيـز نـفـوذهـا االقــتــص­ــادي والـسـيـاس­ـي فــي الـبـاد، كما تتطلع الشركات الروسية، مثل غازبروم وروسنفت، إلـى استعادة وتعزيز عملياتها فـــي لـيـبـيـا، خــاصــة فـــي قــطــاع الـنـفـط والـــغـــ­از. تعمل هذه الشركات على استئناف املشاريع القديمة وإطـــاق مشاريع جـديـدة فـي البنية التحتية النفطية واملشاريع املتعلقة بالغاز الطبيعي. وتهدف ليبيا إلى تعزيز إنتاجها النفطي إلى مليوني برميل يوميًا بحلول عام ،2030 وتحتاج إلى استثمارات تصل إلى 17 مليار دوالر لتحقيق هذا الهدف. ليبيا أيضًا تتجه إلى إطاق جولة تراخيص دولية ألول مــرة منذ عشرين عــامــا، فــي مـحـاولـة لتعزيز االستكشاف واإلنتاج في الباد. وفي الوقت الحالي، يستورد الكثير من الوقود من روسيا عبر وسطاء، ولكن في املقابل، تجرى عمليات تـهـريـب إلـــى الـــخـــا­رج، مــا يـكـبـد الــبــاد مبالغ مـالـيـة طـائـلـة. وبـلـغـت تكلفة تـهـريـب الـوقـود وفــقــًا ملــصــرف لـيـبـيـا املـــركــ­ـزي ســتــة مــلــيــا­رات دوالر فــــي عـــــام ،2022 وهـــــي بــــا شــــك عـقـبـة رئيسية أمـــام تنمية بلد شهد إخـفـاقـات في البنية التحتية. وكشف تحقيق أجرته وكالة بلومبيرغ أن مـا يصل إلــى %40 مـن الـوقـود الذي يستورد إلى الباد بموجب برنامج دعم حكومي يتسرب أثناء التجارة غير املشروعة.

 ?? (حازم تركية/ األناضول) ?? محطة وقود
في طرابلس
(حازم تركية/ األناضول) محطة وقود في طرابلس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar