العراق: احتجاجات شعبية في الناصرية
عادت األنظار مجددًا في العراق نحو محافظة ذي قار جنوبي الباد، أمس االثنن، بعد يوم صدامي شهدته تظاهرات احتجاجية ملوظفن مؤقتن أول من أمس، طالبوا بتثبيت توظيفهم رسميا، مـا تسبب فـي اشتباكات مـع عناصر األمــن أوقـعـت أكثر من 20 إصابة، معظمها من املتظاهرين الذين تعرضوا لـلـضـرب عـلـى يــد عـنـاصـر مـكـافـحـة الــشــغــب، األمــــر الــذي يعيد إلى الذاكرة أحداث تظاهرات العام 2019 التي عمت الـعـراق وكانت شرارتها من الناصرية، وسـط محاوالت حكومية للتهدئة. وأول مــن أمـــس، بـــدأت الـتـظـاهـرات بشكل سـلـمـي، إذ احتج موظفو العقود أمام شركة نفط ذي قار مطالبن بتثبيتهم على املاك الدائم، وكان عناصر مكافحة الشغب منتشرين عند مـدخـل الـشـركـة، إذ منعوا املحتجن مـن الــوصــول إلى بوابتها، وحــاولــوا تفريقهم بـالـقـوة، وهــو مـا دفــع باتجاه حـصـول احـتـكـاكـات بــن الـطـرفـن، أعقبه ضــرب بـالـهـراوات والعصي من قبل عناصر األمن طاول عددا من املتظاهرين واملتظاهرات من النساء، وهو ما أوقع إصابات في صفوفهم. إثر ذلك، توافد، صباح أمس االثنن، العشرات من املحتجن إلى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قـــار جـنـوبـي الـــعـــراق)، الــتــي كــانــت تمثل مــركــزًا رئيسا للتظاهرات الشعبية في العام ،2019 وشهد التجمع هتافات عبرت عـن الغضب الشعبي مـن االعــتــداءات التي شهدتها الــتــظــاهــرات، وطــالــب املـحـتـجـون بـالـقـصـاص مــن املعتدين. وزارة الــداخــلــيــة حـــــذرت مــمــا أســمــتــه «أجــــنــــدات مـشـبـوهـة وأهــداف سياسية ترافق التظاهرات»، مؤكدة في بيان لها أن عـــددًا مــن الــصــور ومـقـاطـع الـفـيـديـو الـتـي انـتـشـرت على مواقع التواصل «ال تمت إلى الواقع»، محذرة من «املندسن ومحركي الفنت الذين يستغلون كل تجمع لتمرير أجنداتهم، كما تدعو إلى عدم االنجرار وراء دعوات العنف والصدام مع األجهزة األمنية بداعي تحقيق األهداف بالقوة». الـحـكـومـة املـحـلـيـة فــي مـحـافـظـة ذي قـــار أكـــدت أنــهــا تتابع
مــع وزارة الـداخـلـيـة سير نتائج التحقيق بــاألحــداث التي رافـــقـــت تـــظـــاهـــرات عـــقـــود شـــركـــة الــنــفــط، مـــن خــــال الـلـجـنـة التي شكلت من قبل وزيــر الداخلية، وذكــر بيان صــادر عن املحافظ مرتضى اإلبراهيمي: «نشدد على أننا لن نتهاون مـــع املــقــصــريــن واملـتـسـبـبـن بـــوقـــوع إصـــابـــات بـــن صـفـوف املـتـظـاهـريـن وقــــوات األمـــــن»، مــؤكــدًا أن «الـحـكـومـة املحلية تسعى لحفظ حقوق أبنائها بكافة الطرق القانونية». وأضـــاف أنــه «سيجلس مـع املتظاهرين إلــى طـاولـة واحــدة لاستماع إليهم ونقل مطالبهم الـى وزارة النفط ورئاسة الـــــــوزراء، الســتــحــصــال حـقـوقـهـم وبـــيـــان الـــطـــرق الـقـانـونـيـة لتحقيق مطالب املتظاهرين». الـنـاشـط فـي الـتـظـاهـرات االحتجاجية فـي املحافظة حيدر الـــفـــتـــاوي أكــــد أن الــحــكــومــة تـــحـــاول امـــتـــصـــاص الـغـضـب الـشـعـبـي بـكـل الــطــرق خـــوفـــا مــن مــوجــة تــظــاهــرات واســعــة. وقــال لـ«العربي الجديد»: «تلقينا اتـصـاالت من مسؤولن حـكـومـيـن وعـــــدوا بــحــل املــشــكــلــة، وأنـــهـــم مـكـلـفـون رسـمـيـا بمتابعتها، وتلبية املطالب املشروعة للمتظاهرين».