Al Araby Al Jadeed

فريدا كاهلو سيرة الفنانة التشكيلية بلوحاتها ومذكراتها

في فيلمها الوثائقي، «فريدا»، لم تقابل المخرجة المكسيكية، كارال غوتيريز، نقادًا أو فنانين، وإنما تركت أعمال التشكيلية الشهيرة ومذكراتها لتروي حكايتها

- بدر العقباني

«انظر إلى تينك العينني: ال أنت وال أنا قادران على فعل أي شيء مثلهما». (بيكاسو يتحدث عن بورتريه من بورتريهات فريدا كاهلو، من كـتـاب «فــريــدا: سـيـرة حـيـاة فــريــدا كاهلو»، تـألـيـف: هـايـدن هـيـريـرا، تـرجـمـة: علي عبد األمير صالح، صادر عن دار املدى). لنفترض أن لدى مخرج ما التفاصيل اآلتية عـــن شـخـصـيـة واقــعــيـ­ـة يـــريـــد أن يعالجها سـيـنـمـائ­ـيـًا: لـوحـاتـهـ­ا الــتــي تــقــارب الـــــ002، وماضيها والسياق االجتماعي والسياسي واالقـــــ­تـــــصـــ­ــادي لـــحـــيـ­ــاتـــهــ­ـا ولــــلـــ­ـدولــــة الــتــي تـعـيـش فــيــهــا، ومــذكــرا­تــهــا املــكــتـ­ـوبــة بخط يــدهــا مـــع اســكــتــ­شــات رســـمـــت لــتــوضــ­ح ما تـشـعـر بـــه، وأرشـــيــ­ـف فــوتــوغـ­ـرافــي متكامل ملراحل حياتها كافة، وأحذيتها ومابسها وإكسسوارات­ها، واملنزل الذي ولدت وعاشت وماتت فيه، ومـذكـرات ألصـدقـاء كتبوا لها وعنها، وكتب ودراسات وأبحاث ال تعد وال تحصى عن أعمالها الفنية وبكل اللغات... حتى رمــادهــا محفوظ فـي جـــرة مـن العهد مــا قبل الكولومبي على هيئة أنثى/آلهة مكسيكية ممتلئة الجسد مـوضـوعـة فوق سريرها في منزلها. فما املمكن سينمائيًا؟ ســـــؤال املــعــال­ــجــة والــفــرض­ــيــة الـسـيـنـم­ـائـيـة حاول كثير من املخرجني اإلجابة عنه عند االقتراب من شخصية الرسامة املكسيكية فــــريـــ­ـدا كـــاهـــل­ـــو 1907( - .)1954 الـــجـــو­اب بـالـتـأكـ­يـد هـــو املـــونــ­ـتـــاج، عــبــره اسـتـطـاعـ­ت املونتيرا املكسيكية كارال غوتيريز -وألول

مـــــــــ­ـرة- اســـــتــ­ـــيـــــا­د شـــخـــصـ­ــيـــة ســـيـــنـ­ــمـــائــ­ـيـــة كاهلوية، حتى لـو بـصـورة أولــيــة. نجحت كارال في سبر أغوار الشخصية بتقطيعها وتـركـيـبـ­هـا للمشاهد والــشــري­ــط الـصـوتـي، واألهـــم مـن هــذا كـلـه؛ الــرســوم املـتـحـرك­ـة، أو باألحرى تحريك الرسوم. في فيلم كـارال غوتيريز ‪)Carla Gutierrez(‬ األخير، «فريدا» ،)Frida( تروى قصة حياة التشكيلية ومــحــطــ­ات حـيـاتـهـا الرئيسية بــصــوت املـمـثـلـ­ة فــرنــانـ­ـدا إيـتـشـيـف­ـاريـا، ذي

صممت المخرجة فيلمها ليبدو بورتريه ذاتيًا لفريدا كاهلو

النغمة املوزونة، فا نسمع سوى ما كتبت فريدا في مذكراتها. قدمت غوتيريز سردًا بصريًا جديدًا لألحداث؛ الرسومات تحركت فجأة، بأجزاء بسيطة منها، لكنها محددة بــــدقـــ­ـة ومـــســـت­ـــلـــة مــــن الــــقـــ­ـامــــوس الـــبـــص­ـــري لــلــعــن­ــاصــر الـــتـــي تــســتــخ­ــدمــهــا كـــاهـــل­ـــو فـي لوحاتها، كالشرائط والـقـرود والببغاوات والدماء والشمس والقمر وعناصر ثقافات األميركيتن­ي (قـبـل رحـــات كولومبس عام )1492 والـــــدم والـــجـــ­ذور وأوراق األشــجــا­ر

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar