Al Araby Al Jadeed

عن بر تونس؟

-

سوى أن تستقل سيارة اإلسعاف لنقلها في الــرحــلـ­ـة الــبــحــ­ريــة إلــــى مـسـتـشـفـ­ى صـفـاقـس، الذي وصلت إليه في وضع شديد الخطورة، وأنقذت في الدقائق الحاسمة التي كانت فيها بني الحياة واملـــوت». وتعد نــوران واحــدة من مئات الـحـاالت التي شهدتها جـزيـرة قرقنة، الـتـي يشكو سكانها الـعـزلـة نتيجة صعوبة التنقل، إذ يعد «اللود» وسيلة النقل الوحيدة التي تربط الجزيرة بمحيطها. ويعبر السكان عـــن غـضـبـهـم مـــن تـــواصـــ­ل حــالــة الــعــزلـ­ـة الـتـي يعانون منها بسبب غياب وسائل التدخل في الحاالت الطارئة، مطالبني بتوفير مروحيات ووسائل نقل عائمة سريعة لتسهيل الحركة بني الجزيرة واليابسة، كما جدد نشطاء في املــجــتـ­ـمــع املـــدنــ­ـي املــطــال­ــبــة بـتـطـبـيـ­ق «قـــانـــو­ن الــــجـــ­ـزر» عــلــى مــنــطــق­ــتــهــم. ويـــتـــك­ـــون أرخــبــيـ­ـل قــرقــنــ­ة مـــن جـــزيـــر­تـــني رئــيــســ­يــتــني مـأهـولـتـ­ني و21 جزيرة صغيرة، ويقول الرئيس السابق لــجــمــع­ــيــة أطــــفـــ­ـال الــــجـــ­ـزر ســهــيــل دحــــمـــ­ـان إن «قـــــانــ­ـــون الــــجـــ­ـزر عــــــرض عـــلـــى الــــبـــ­ـرملــــان قـبـل

يعد «اللود» وسيلة النقل الوحيدة التي تربط جزيرة قرقنة بمحيطها

يطالب سكان قرقنة بتوفير مروحيات ووسائل نقل عائمة سريعة

ســنــوات، وكـــاد أن يحظى باملصادقة بعد أن أقره 102 نائب»، مؤكدًا لـ «العربي الجديد» أن «املطالبات بإعادة النظر في مشروع القانون مــســتــم­ــرة، وهـــو ثــمــرة عــمــل مـنـظـمـات مدنية في كل من جزيرتي قرقنة وجـربـة، وسيمكن إقــــــرا­ره مـــن املـــســـ­اعـــدة عــلــى فــــك عــزلــة الــجــزر،

وتوفير الخدمات األساسية للنقل والتدخل في الحاالت الطارئة، ومن بينها توفير طائرة عـمـوديـة وســيــارة إسـعـاف عـائـمـة». ويضيف دحــــمـــ­ـان: «وســــائــ­ــل الــنــقــ­ل الـــســـر­يـــع يــمــكــن أن تختصر املسافة مـن األرخـبـيـ­ل إلــى صفاقس من ساعة و51 دقيقة عبر اللود، إلى 15 دقيقة عـبـر الـطـائـرة الـعـمـودي­ـة أو ســيــارة اإلسـعـاف العائمة. أدت العزلة املفروضة على قرقنة إلى موجات هجرة نحو صفاقس، ما يهدد الدورة االقتصادية واالجتماعي­ة في األرخبيل الذي يختص بميزات قد تجعل منه وجهة سياحية عاملية». ويعتبر الصيد النشاط االقتصادي الــرئــيـ­ـســي فـــي أرخــبــيـ­ـل قــرقــنــ­ة، وهـــو يــمــارس على نطاق واســع وفقًا للتقاليد القديمة، إذ تضم الجزيرة ما يزيد عن ألفي قــارب صيد، وهـو ما يمثل نحو ثلثي أسطول الصيد في واليـــــة صــفــاقــ­س كــلــهــا. وتـــعـــد جـــزيـــر­ة قـرقـنـة مـن بـني املناطق التونسية التي تنشط فيها حــركــة الــهــجــ­رة الــســريـ­ـة بــاتــجــ­اه إيــطــالـ­ـيــا، إذ يستغل منظمو رحــالت الهجرة اتساع رقعة الشواطئ لتسيير الرحالت في اتجاه الضفة الـشـمـالـ­يـة للبحر املــتــوس­ــط. ويــقــول الناشط املـــدنــ­ـي هــشــام الــحــاجـ­ـي إن «تـطـبـيـق الـبـنـود الكاملة لقانون الجزر سيكون مهمًا في الحد من تداعيات العزل الـذي تعاني منه املنطقة، والـــــــ­ذي يـــزعـــج أهـــلـــه­ـــا الــــذيــ­ــن تـــحـــدد رحــــالت (الـــلـــو­د) نـسـق حـركـتـهـم الــيــومـ­ـيــة». موضحًا لـ«العربي الجديد» أن «قـانـون الجزر يشابه العرف الجاري على املستوى العاملي، والذي يوظف قـاعـدة التمييز اإليجابي ملنح سكان الجزر بعض االمتيازات، خاصة في معدالت الضرائب، حتى يعوض نسبيًا كلفة العيش في الجزر، ويسهم في استقرار السكان فيها وعدم مغادرتها». يـضـيـف الـــحـــا­جـــي: «اكــتــفــ­ت تــونــس بتطبيق جـانـب بسيط مــن قــانــون الــجــزر فــي فـتـرة ما قــبــل الــــثـــ­ـورة، حـــني اتـــخـــذ­ت الــســلــ­طــات قــــرارًا يقضي بمجانية تنقل القاطنني في قرقنة إلى صـفـاقـس، وتـوفـيـر طــائــرة عـمـوديـة للحاالت الـــعـــا­جـــلـــة. بـــعـــد الــــــثـ­ـــــورة، عـــــــاد­ت املـــطـــ­الـــبـــا­ت

بـتـطـبـيـ­ق قـــانـــو­ن الـــجـــز­ر، وتـشـكـلـت تـحـركـات جـمـعـت مـنـظـمـات وجــمــعــ­يــات مــدنــيــ­ة مـــن كل مــن جــزيــرتـ­ـي قـرقـنـة وجـــربـــ­ة، واســتــنـ­ـدت إلـى الضرورة التنموية لقاعدة التمييز اإليجابي التي نص عليها دستور .»2014 يــتــابــ­ع: «قـــانـــو­ن الــجــزر يـمـكـن أن يـسـاهـم في إعــــطـــ­ـاء نـــجـــاع­ـــة أكـــبـــر لـــســـيـ­ــاســـات الــتــصــ­دي للهجرة الـسـريـة، خـاصـة أن قرقنة تستخدم نقطة عبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط». ويـــــؤكـ­ــــد املــــتــ­ــحــــدث بــــاســـ­ـم مـــنـــتـ­ــدى الـــحـــق­ـــوق االقـتـصـا­ديـة واالجتماعي­ة رمـضـان بـن عمر، لـــ«الــعــربـ­ـي الــجــديـ­ـد»، أن «الـتـنـقـل مــن جـزيـرة قرقنة وإليها لم يعد متاحًا لجميع املواطنني، إذ بات العبور يحتاج إلى ما يشبه التأشيرة الـداخـلـي­ـة بسبب تضييقات أمـنـيـة تفرضها السلطات على املسافرين في إطار خطة للحد من الهجرة السرية، وأحيانًا تفرض السلطات األمـنـيـة قــيــودًا عـلـى قــاصــدي الــجــزيـ­ـرة للحد من تدفق املهاجرين نحو السواحل اإليطالية انطالقا من شواطئ األرخبيل».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar