فيلمان عربيان في «أسبوع النقاد» شابات يتمّردن وهجرٌة لخالص
فـــــي الـــــــــــدورة الــــــــــ77 14( ـ 25 مــــايــــو/أيــــار
ُّ )2024 ملـهـرجـان «كـــــان» الـسـيـنـمـائـي، تـقـام النسخة الـــــ36 لـتـظـاهـرة «أســبــوع الـنـقـاد»، الــتــي أسـسـتـهـا «الــنــقــابــة الـفـرنـسـيـة للنقد الـسـيـنـمـائـي ولـــأفـــالم الــتــلــفــزيــونــيــة» عــام ،1962 إن تــعــتــمــد هـــذه الــتــرجــمــة الـعـربـيـة لـــأصـــل الــفــرنــســي، الـــــذي يــتــضــمــن مــفــردة تترجم باثنتني عربيتني. فاألصل الفرنسي يقول إن التظاهرة، كما النقابة، تستخدم كلمة ،Critique De Cinema املترجمة عربيا إمــــــا إلـــــى «الـــنـــقـــد الــســيــنــمــائــي» وإمـــــــا إلـــى «الـنـاقـد السينمائي». لـكـن املــتــداول عربيا كامن في «أسبوع النقاد». هذا يضفي إيجابية على مهنة غير مقدرة
ٍّ فــي الصحافة واإلعــــالم الـعـربـيـني، كما في مهرجانات سينمائية عربية عدة، تقام في مدن عربية وغربية. االسم الرسمي السابق مختلف: «األسبوع الدولي للنقد/النقاد». عـــام ،2018 تــوقــع الــتــظــاهــرة، مــع مهرجان «كان» و«أسبوعا املخرجني» (الذي يصبح اسـمـه «أسـبـوعـا املـخـرجـني واملــخــرجــات»)، عــــلــــى «مـــــيـــــثـــــاق الــــتــــكــــافــــؤ والــــــتــــــنــــــوع فــي املـــهـــرجـــانـــات الــســيــنــمــائــيــة، املـــدعـــومـــة من مجموعة .»50/50 أي أنها «تتعهد بتوفير إحصاء ات متعلقة بالجنسني (ذكر وأنثى)، ال سيما بالنسبة إلــى عــدد األفـــالم املقدمة لــالخــتــيــار»، وأيـــضـــا الـــتـــزام مـــا يـــــؤدي إلــى «تحقيق التكافؤ الكامل». لكن، هناك سؤال مـكـرر: هل تحصل املـسـاواة في العدد على حساب النوع وآليات االشتغال واستيفاء الـشـرط اإلبــداعــي؟ اإلجــابــة غير محسومة، والعروض املقبلة تكشف شيئا منها. التظاهرة هذه تفتتح بـ «األشباح» للفرنسي جـــونـــاتـــان مـــيـــيـــه :)1985( مــنــظــمــة ســـريـــة تالحق مجرمي الحرب السوريني، الهاربني إلى دول أوروبية عـدة لالختباء فيها. لكن حميد، أحد أبـرز أعضائها، ناشط في هذا املجال، وتحقيقاته تقوده إلى «ستراسبور» الـــفـــرنـــســـيـــة، عـــلـــى خـــطـــى جــــــــالده الـــســـابـــق (مستوحى من أحداث حقيقية). أما الختام،
ٍْ فـمـعـقـود عـلـى فـيـلـم فـرنـسـي آخـــر، بعنوان «حيوان» إليما بينيستون :)1988( تتدرب نجمة بـجـديـة وقــســوة كــي تـحـقـق حلمها: الفوز بسباق «كــامــارغ» في دورتــه املقبلة، الــذي يتحدى فيه املتنافسون الـثـيـران في الــســاحــة. لــكــن، بينما تـجـرى التحضيرات لـلـمـوسـم الـــجـــديـــد، تــحــدث حــــاالت اخـتـفـاء مشبوهة تثير قلق السكان. سريعا، تنتشر إشاعة مفادها ّأن هناك وحشا بريا يتجول فـــي األمــكــنــة كــلــهــا. فـــي الــتــظــاهــرة نفسها، هناك فيلمان عربيان أيضا: «رفعت عيني لــلــســمــا» لــلــمــصــريــني نــــدى ريـــــاض وأيــمــن األمير (مسابقة األفـالم الروائية الطويلة)، و«البحر البعيد» للفرنسي املغربي سعيد حميش بن العربي (عروض خاصة). األول (تـــشـــارك قــطــر فـــي إنـــتـــاجـــه) يـتـنـاول واقعا مصريا يتمثل بشابات، مقيمات في قرية في جنوب مصر، يتمردن بتشكيلهن فرقة تعمل في «مسرح الشارع». كل واحدة منهن تحلم بـــأن تصبح ممثلة أو راقصة أو مغنية. معا، يتحدين عائالتهن القبطية وســكــان املـنـطـقـة، بتقديم عــــروض جريئة. مــــصــــور فـــي أربـــعـــة أعــــــوام، يــتــابــع «فـتـيـات الـــنـــيـــل» (الــــعــــنــــوان الـــفـــرنـــســـي)، أو «حـــافـــة األحالم» (العنوان اإلنكليزي)، مسار هؤالء الشابات، اللواتي يصبحن نساء راشدات. أما الثاني (تشارك قطر أيضا في إنتاجه)، فــيــعــايــن حـــالـــة فـــرديـــة مــتــعــلــقــة بــالــهــجــرة: ببلوغه 27 عاما، يهاجر نـور بشكل سري إلــــى مــرســيــلــيــا الــفــرنــســيــة. مـــع أصـــدقـــائـــه، يــكــســب قـــــوت عــيــشــه بــــاالتــــجــــار بــبــضــائــع صغيرة، وعلى نطاق ضيق.ّ يعيش حـيـاة هـامـشـي،. لـكـن لـقـاءه سيرج، الـــشـــرطـــي ذا الـشـخـصـيـة الـــجـــذابـــة الــتــي ال يمكن التنبوء بسلوكها ومـسـارهـا، يقلب حياته كليا، مع زوجته نعومي. بني عامي 1990 ،2000و يـعـيـش نــــور حـــبـــا، ويـشـيـخ ويتمسك بأحالمه.