مسلسل شوغر
المحّقق يعاني رعشًة في إحدى يديه
في مسلسل «شوغر»، يلعب الممثل كولن فارل دور محقق خاص، يتابع قضية اختفاء فتاة في العشرينيات من عمرها، وهي حفيدة لمنتج سينمائي أوكله في المهمة
هـــنـــاك نــــوع سـيـنـمـائـي أمـيـركـي فـــرعـــي أنـــتـــج فـــي ظـــالـــه الـعـديـد مــــن األفــــــــام. الــــنــــوع املـــعـــنـــي هـو فــيــلــم نـــــوار )Noir Film( الــــدائــــرة أحـــداثـــه فـي كاليفورنيا، تـحـديـدًا فـي مدينة لوس أنـجـلـيـس، والــــذي غـالـبـًا مــا يــكــون نـهـاريـًا. ذلك النوع السينمائي األشمل الـذي شرب من أدب داشيل هاميت وريموند تشاندلر، وتوسع في آالف االتجاهات في السينما، من كاسيكيات األربعينيات، مثل Double Indemnity للمخرج بيلي وايلدر، للعينات األحـــــــدث زمـــنـــيـــًا مـــثـــل «الــــحــــي الــصــيــنــي» ،1974( رومـــــــان بـــوالنـــســـكـــي) أو «إل إيـــه ســّري للغاية» ،1997( كـورِتـس هانسون). هناك بعض املسلسات التي دخلت أيضًا تـــحـــت رداء هـــــذا الــــنــــمــــوذج، مـــثـــل املـــوســـم الـــثـــانـــي مـــن ،True Detective أو «بــيــري ماسون». لكن لم يفعلها أحد من قبل مثلما فعلها Sugar (شـــوغـــر)، املسلسل الجديد الـــــذي يـــكـــرم هــــذا الـــنـــوع ويــخــونــه جـــذريـــًا. على الـفـور، يمتلك «شـوغـر» كل ما يمكن أن يـكـون فيلم نـــوار لـــوس أنجليسي تقليديا. يلعب كـولـن فـــارل دور محقق خــاص يدعى جــــون شـــوغـــر، يــتــحــدث مـــن خــــال الـتـعـلـيـق الــصــوتــي، متبعًا جميع قــواعــد هـــذا الــنــوع. املـــــيـــــزة األولـــــــــى لـــلـــمـــســـلـــســـل، واألكـــــثـــــر لــفــتــًا لانتباه، هـي حقيقة أن شـوغـر سينيفيلي بامتياز؛ فهو يحب أفام النوار البوليسية، ويذهب إلى السينما، بل ويقرأ املجات مثل «سايت آند ساوند». ولع شوغر السينمائي
مــضــمــن داخــــل ســـرديـــة املــســلــســل؛ إذ يــدخــل مبتكرو املسلسل مقاطع ألفـــام كاسيكية (معظمها - ولكن دون التقيد بها - أفام نوار بـولـيـسـيـة) فــي منتصف املــشــاهــد، كــإشــادة وتكريم. يتجول شوغر بسيارته عبر املدينة، فيقطع املسلسل على مشهد مشابه من فيلم نوار. يدخل شوغر إلى منزل مسلح، فيقطع املـسـلـسـل عــلــى هــمــفــري بـــوغـــارت فـــي وضـــع مماثل. وهكذا طوال الحلقات الثماني املكونة ألول مواسم املسلسل. يبدو االقـتـراح وكأنه
يمتلك «شوغر» كل ما يمكن أن يكون فيلم نوار تقليديًا
مختبر ترفيهي ورسـالـة حــب إلــى عـاملـه. لن يتجول جون شوغر بأنف مصاب مثل جاك نيكلسون في «الحي الصيني»، أو مخمورًا مثل بطل ،1997( Boogie Nights بول توماس أندرسون)، فهو ببساطة يسير في الشوارع نفسها، لكن في زمن آخر. تبدو القضية/الحبكة أيضًا نموذجية؛ إذ يعي شوغر منتج أفام هوليوودي مشهور يدعى جوناثان سيغال (جيمس كرومويل) لـلـتـحـقـيـق فـــي اخـــتـــفـــاء حــفــيــدتــه املــحــبــوبــة