الضبابية تخيم على اقتصادات المنطقة بسبب الحرب
متفرقات اقتصادية
يتوقع مـديـر إدارة الـشـرق األوســـط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، أن تترتب عن استمرار االضطرابات فـــي الــبــحــر األحــــمــــر، عـــواقـــب وخــيــمــة على اقتصادات منطقة الشرق األوســط وشمال أفريقيا. ويؤكد في تحليل له نشره صندوق الـنـقـد الــدولــي عـلـى مـوقـعـه، مـســاء أول من أمـــس، أن الهجمات الـتـي تستهدف السفن فـــي الــبــحــر األحــــمــــر، الــنــاجــمــة عـــن الــحــرب الـــتـــي تـشـنـهـا إســـرائـــيـــل عــلــى غــــزة لـــم تــؤد إلـــى اضــطــراب الــتــجــارة الـبـحـريـة والتأثير على االقتصادات املـجـاورة وحسب، وإنما هي أيضا أسفرت عن ارتفاع مستوى عدم اليقني. ويذهب أزعو الذي سبق له أن شغل منصب وزير املالية في بلده لبنان، إلى أن حركة العبور في قناة السويس انخفضت بــمــا يــزيــد عــلــى 60 فـــي املـــائـــة مــنــذ الــحــرب اإلسرائيلية على غـزة، حيث حولت السفن مساراتها لتدور حول رأس الرجاء الصالح. ويسجل أن حجم تـجـارة البضائع تقلص
أيـــضـــا بــــصــــورة حــــــادة فــــي مــــوانــــئ الــبــحــر األحمر مثل ميناء العقبة في األردن وميناء جدة في العربية السعودية. غير أن أزعور يالحظ إعادة توجيه بعض أنـشـطـة الــتــجــارة داخــــل املـنـطـقـة، مـثـل تلك املــتــجــهــة نــحــو مــديــنــة الــــدمــــام فـــي املـمـلـكـة الــعــربــيــة الــســعــوديــة املــطــلــة عــلــى الـخـلـيـج الـعـربـي. ويحيل على تقرير آفــاق اقتصاد الــشــرق األوســــط وآســيــا الـوسـطـى الــصــادر فــي إبــريــل/ نـيـسـان املــاضــي، الـــذي يتجلى مــن أحــد سـيـنـاريـوهـاتـه، أن الـبـلـدان املطلة على البحر األحمر ممثلة في األردن ومصر والــســعــوديــة والـــســـودان والــيــمــن، يمكن أن تفقد حــوالــي 10 فــي املــائــة مــن صـادراتـهـا، ومـــــا يـــقـــرب مــــن 1 فــــي املــــائــــة مــــن إجــمــالــي الــنــاتــج املـحـلـي فــي املــتــوســط إذا اسـتـمـرت االضطرابات حتى نهاية العام الجاري. وكــــــان أزعـــــــور أكـــــد فــــي مــنــاســبــة ســـابـــقـــة أن الحرب في غزة اندلعت في الوقت الذي كانت تشهد فيه املنطقة تباطؤا في معدالت النمو، مــشــددا عـلـى أن الـــحـــرب فـاقـمـت الـتـحـديـات الـــقـــائـــمـــة، حـــيـــث ال تــــــزال مـــســـتـــويـــات الـــديـــن
مــرتــفــعــة، ولــــم يــســجــل الــتــضــخــم انـخـفـاضـا كافيا حتى اآلن في العديد من االقتصادات. ويـــتـــصـــور فـــي تـحـلـيـلـه الــــصــــادر أمـــــس، أنــه يمكن لبلدان منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أن «تخفف حــدة اضـطـرابـات حركة الــشــحــن الـــجـــاريـــة مـــن خــــالل تــحــســني إدارة ســـالســـل إمـــــدادهـــــا، وإيــــجــــاد مــــورديــــن جــدد فــي الــقــطــاعــات األشــــد تـــضـــررا، والــبــحــث عن مـسـارات شحن بديلة، وتقييم احتياجاتها مــن طــاقــة الـشـحـن الـــجـــوي». ويــــرى أنـــه على املدى املتوسط «تستطيع البلدان أن تكتسب مزيدا من الصالبة في مواجهة اضطرابات الـــتـــجـــارة بــتــقــويــة الــــروابــــط وقـــنـــوات الــربــط اإلقــلــيــمــيــة والـــتـــوســـع فــيــهــا. وتـــولـــى أهـمـيـة لالستثمار في البنية التحتية للنقل بدوره، بما في ذلك عن طريق شق طرق بحرية–برية مبتكرة». وكان تقرير الصندوق الصادر في إبريل املاضي، توقع أن يظل النمو مكبوحا في العام الحالي في منطقة الشرق األوسط وشـمـال أفريقيا، حيث يترقب أن يصل إلى 2.7 في املائة في العام الحالي، مقابل 1.9 في املائة في العام الحالي.