قمة البحرين عنوان إضافي للفراغ العربي
مـن املـقـرر عقد القمة العربية الــــ33 في العاصمة البحرينية املنامة، الخميس املقبل، وذلك بعد أكثر من سبعة أشهر عــلــى بــــدء الــــعــــدوان اإلســـرائـــيـــلـــي على قــطــاع غـــزة وفــشــل كـــل مـــحـــاوالت وقـف إبادة الشعب الفلسطيني املحاصر في القطاع، وبعد أكثر من ستة أشهر على القمة العربية اإلسالمية االستثنائية فــــي الـــعـــاصـــمـــة الـــســـعـــوديـــة الــــريــــاض، الـــتـــي عـــقـــدت فـــي 11 نـوفـمـبـر/تـشـريـن الثاني املاضي، وهي القمة التي قررت كسر حصار غزة وفرض إدخـال قوافل مـسـاعـدات إنسانية عربية وإسالمية ودولـــــــيـــــــة، ودعــــــــم كـــــل خـــــطـــــوات مــصــر ملـواجـهـة تـبـعـات الـــعـــدوان اإلسـرائـيـلـي عـــلـــى غــــــزة. وانـــطـــلـــقـــت، أول مــــن أمـــس السبت، األعمال التحضيرية الخاصة بـــالـــقـــمـــة الــــعــــربــــيــــة، وســـــــط تــــســــاؤالت عـــن الـــجـــديـــد املــمــكــن تــقــديــمــه للشعب الــفــلــســطــيــنــي ومـــصـــيـــر قــــــــرارات الـقـمـة الـعـربـيـة اإلســالمــيــة االسـتـثـنـائـيـة، في ظل رفض إسرائيلي ألي صيغة لوقف حـــرب غــــزة، وفـــي ظـــل عـمـلـيـة عسكرية لـــجـــيـــش االحـــــــتـــــــالل فــــــي مــــديــــنــــة رفــــح الفلسطينية على الحدود املصرية. حول ذلك، قال نائب رئيس املركز العربي لـلـدراسـات السياسية واالستراتيجية املـصـري، مختار الغباشي، فـي حديث لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، إن «واقــــع العالم الـــعـــربـــي يـــحـــتـــاج إلـــــى قــــــــرارات مــلــزمــة تــحــظــى بـــتـــوافـــق الـــــــدول األعــــضــــاء فـي جامعة الـــدول العربية تجاه إسرائيل والواليات املتحدة ودول العالم الغربي الـــتـــي تـــســـاعـــد إســـرائـــيـــل بــــال حــــــدود». وأضاف أن «األمر يحتاج موقفًا فاعال بضرورة أن تستجيب الواليات املتحدة لـقـرار الجمعية العامة لألمم املتحدة، الــــقــــاضــــي بــــاملــــوافــــقــــة عــــلــــى عـــضـــويـــة فلسطني بأصوات 143 دولة واعتراض تــــســــع دول وامـــــتـــــنـــــاع 15 دولـــــــــة عــن الـتـصـويـت، كما يجب أن يـكـون للدول العربية موقف فاعل إليقاف حرب غزة، بصرف النظر عن أي شيء، وأن توقف إسرائيل حرب غـزة». وتابع الغباشي: «أشــيــاء كثيرة جــدًا مطلوبة مـن القمة العربية، ونتطلع أن يأتي شــيء منها أو بعضها أو كلها. األمل كبير والحلم عظيم، وما نتمناه أن يأتي من قبل هذه القمة، هو الحد األدنى من املقبول». بـــــــــدوره، رأى أســــتــــاذ عـــلـــم االجـــتـــمـــاع السياسي املصري، محمد سيد أحمد، فــــي حـــديـــث لــــ«الـــعـــربـــي الــــجــــديــــد»، أن «الــقــمــة الــعــربــيــة املـــقـــررة فـــي الـبـحـريـن وأي قمم عربية أخرى، بحضور القادة وبغيابهم، غير قادرة أن تفعل شيئًا»، الفــتــًا إلــــى أن «قـــــــرارات الــقــمــم الـعـربـيـة
أصبحت غير ملزمة ألي أحد، وال سيما الــــعــــدو الـــصـــهـــيـــونـــي». وأضـــــــاف سـيـد أحمد أن «شعبنا العربي الفلسطيني يـبـاد بــدم بـــارد، والــقــادة الـعـرب يقفون مــتــفــرجــني. لـــذلـــك ال نـــعـــول كــثــيــرًا على االجتماعات التحضيرية لقمة جامعة الدول العربية، ألننا شاهدنا على مدار سبعة أشهر مـن الــعــدوان، قـــرارات قمم سابقة سـواء كانت عربية أو إسالمية بـحـضـور 57 دولــــة عـربـيـة وإســالمــيــة، إذ كــــان هـــنـــاك اجـــتـــمـــاع فـــي الـعـاصـمـة الــســعــوديــة الـــريـــاض، صـــدر عـنـه بـيـان قــيــل إنــــه قــــــــرارات، والـــــقـــــرارات تـنـطـوي عــلــى فـــكـــرة اإللـــــــزام، فــهــل الـــتـــزم الــعــدو الـــصـــهـــيـــونـــي بـــوقـــف إطــــــالق الــــنــــار أو ســمــح بـــإدخـــال املـــســـاعـــدات اإلنـسـانـيـة لــألشــقــاء الفلسطينيني املــحــاصــريــن؟ هذا لم يحدث، بل العكس، فقد استهان الـــــعـــــدو الـــصـــهـــيـــونـــي بـــــهـــــؤالء الــــقــــادة العرب». أما بالنسبة للمساعد السابق لـــوزيـــر الــخــارجــيــة املـــصـــري، عــبــد الـلـه األشــعــل، فإنه قــال «مــا دامــت العالقات بــني الـــواليـــات املــتــحــدة وكـــل الـعـواصـم العربية، على هذا الشكل، فيمكن اعتبار أن العمل العربي قد انتهى، وما تبقى مجرد ذر للرماد في العيون»، مضيفًا في حديث لـ «العربي الجديد» أن «هناك مــن يتمنى زوال املــقــاومــة، وهـــو بذلك يساعد االحتالل».