المسرحي الفلسطيني إدوارد معلم شخصية العام الثقافية
اختير الفنان المسرحي الفلسطيني، إدوار معلم، شخصية هذا العام الثقافية في البالد المحتلة، موّجهًا تحيًة خاصة إلى المسرحيين في غزة
أعـلـنـت وزارة الـثـقـافـة الفلسطينية، أخــيــرًا، اختيار الفنان املسرحي الفلسطيني إدوارد معلم شخصية العام الثقافية لسنة .2024 وأهــــدى معلم الــجــائــزة إلـــى جميع الفنانن املــســرحــيــن فـــي فـلـسـطـن مـــن شــمــالــهــا إلــى جنوبها، وتحديدًا في قطاع غزة، الذي يواجه حرب إبادة إسرائيلية متواصلة منذ أكثر من 160 يومًا. وصوجه املعلم تحية خاصة إلى فريق مسرح عشتار فـي غــزة، الــذي يواصل أعـــضـــاؤه تـوظـيـف مـهـاراتـهـم املـسـرحـيـة في مـــــدارس ومــخــيــمــات الـــنـــزوح لـلـتـخـفـيـف من األثـر النفسي للحرب على األطـفـال، وإيمانًا منهم بـأن «املسرح وسيلة للتحرر وتطوير املجتمع، قادرة على بناء مستقبلنا، بدال من انتظاره». وقال املعلم في حديث إلى «العربي الـجـديـد»: «رفــع هــذا التكريم معنوياتي في ظـل الــظــروف السياسية الصعبة، وجعلني ملتزمًا في االستمرار بالسير قدمًا في هذا الـــطـــريـــق املـــلـــيء بـــاأللـــغـــام مـــن أجــــل تحقيق الحرية واالستقالل». وجـاء التكريم احتفاء بــالــفــنــان املـــســـرحـــي الـــــذي بــــدأ مــــشــــواره في سبعينيات الــقــرن املــاضــي، وتــقــديــرًا لـلـدور الــــذي لـعـبـه فـــي تــأســيــس مــســرح الـحـكـواتـي فـــي الـــقـــدس، رفــقــة الــفــنــان الـــراحـــل فــرانــســوا أبو سالم، وفي تأسيس مسرح عشتار رفقة الفنانة إيمان عون، في التسعينيات. بــدوره، قال وزيـر الثقافة، عاطف أبو سيف، من مقر الوزارة في مدينة البيرة إن «اختيار مــعــلــم جـــــاء وفـــقـــًا ملـــعـــايـــيـــر شــخــصــيــة الـــعـــام الثقافية ومـحـدداتـهـا وملسيرته الفنية، من خالل عمله مدربًا للمسرح، وممثال ومخرجًا للعشرات من املسرحيات»، مشيدًا بدوره في «جــعــل املــســرح محطة كفاحية فـنـيـة، سعى مــن خـاللـهـا إلـــى تـأصـيـل الـــروايـــة والـسـرديـة والــحــكــايــة الـفـلـسـطـيـنـيـة وجـعـلـهـا حــاضــرة أصيلة بن األجيال»، وكذلك «دوره في تعزيز أهـمـيـة املـــســـرح املـــدرســـي مـــع طـلـبـة املــــدارس ومعلمي الدراما في مئات املدارس الحكومية واألهلية ومدارس وكالة أونروا». وذكــــــــر أبـــــو ســـيـــف فــــي كــلــمــتــه بـــمـــا يــعــانــيــه الفلسطينيون فــي قــطــاع غـــزة، مــن «فاشية ونازية احتالل ال يعرف غير لون الدم ورائحة املـــــــــوت»، وحــــيــــا صـــمـــودهـــم «رغـــــــم الــبــطــش الــذي ال يـوصـف». وشـهـدت مـراسـم التكريم، عـــرض فـيـلـم وثـائـقـي عــن مـعـلـم، املـــولـــود في قرية معليا الجليلية عام .1958 وعبر معلم عـــن «مــفــاجــأتــه بــاخــتــيــاره شـخـصـيـة الــعــام الثقافية»، معتبرًا أن التكريم «أعاد االعتبار لــلــمــســرح الـفـلـسـطـيـنـي بــعــد طــــول إهـــمـــال»، ووضع على عاتقه «مسؤولية كبيرة». كذلك، تحدث عن التحضير إلقامة عشرات العروض ملسرحية «حجارة وبرتقال»، التي تــســرد الــحــكــايــة الفلسطينية مــنــذ النكبة حــتــى الـــيـــوم، فـــي الــعــديــد مـــن دول الــعــالــم. ولـــفـــت إدوارد مــعــلــم إلــــى أن مــــشــــواره بــدأ بالتزامن مع انطالقة مسرح الحكواتي، إذ تعرف إلـى فرانسوا أبـو سـالـم، وقـــدم عمال مــن إخـــراجـــه حـــول مــا يـتـعـرض لــه الـطـالب الـــعـــرب مـــن الـــقـــدس والــــداخــــل الفلسطيني املــحــتــل فـــي الــجــامــعــة الــعــبــريــة، ويـتـقـاطـع كثيرًا مع ما يواجهه الطالب الفلسطينيون الــيــوم. وكـشـف ذلــك الـعـرض ملعلم، «أهمية دور املسرح في تعميم القضية الفلسطينية والتعبير عنها، وفـي النضال الفلسطيني عـــمـــومـــًا». ولــــم يـقـتـصـر عــمــل إدوارد معلم على النشاط املسرحي، إذ ألـف العديد من الـكـتـب حـــول املــســرح الـفـلـسـطـيـنـي، مــا سـد جزءًا من الثغرة الكبيرة في تأريخ الحركة املـسـرحـيـة الفلسطينية، وخــاصــة املرحلة الحديثة منها.