تحديات تمويل احتياجات الالجئين السوريين
قـالـت املفوضية السامية لــشــؤون الـاجـئـني إنه مــع دخــــول األزمــــة الــســوريــة عـامـهـا الـــرابـــع عشر تـواجـه املنطقة وضعًا ينذر بالخطر، إذ تتزايد احتياجات الاجئني السوريني واملجتمعات املضيفة لهم، في حني يستمر التمويل املخصص لدعمهم في االنخفاض، ويحدث هذا في لحظة حساسة ومتقلبة للغاية في املنطقة. وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، قــــال الــخــبــيــر االقـــتـــصـــادي هـــاشـــم عقل لـ«العربي الجديد» إن متطلبات االستجابة لألزمة السورية في األردن والبلدان األخرى في ارتفاع مستمر بسبب تراجع التمويل الدولي وزيادة متطلبات اإلنفاق على االحتياجات األســاســيــة لـاجـئـني الــســوريــني. وأضــــاف عـقـل أن أمـــام تلك الـــبـــلـــدان تـــحـــديـــات كــبــيــرة ســتــتــفــاقــم خــــال الـــفـــتـــرة املـقـبـلـة لوجود عجز مالي كبير في خطة التمويل، خاصة لـألردن الــذي يستضيف حـوالـي 1.3 مليون الجـئ ســوري ويعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة، كما لم تستجب الجهات املانحة ملطالب الحكومة األردنية بتقديم الدعم الازم للخطة إلدامة الــرعــايــة املــطــلــوبــة لــاجــئــني الــســوريــني وبــخــاصــة خــدمــات الصحة والتعليم واملياه والبنى التحتية وغيرها. وأكدت املفوضية السامية لشؤون الاجئني في أحدث تقرير لها أنه وفقًا للمراجعة االستراتيجية اإلقليمية لعام 2024 للخطة اإلقليمية لاجئني وتـعـزيـز الــقــدرة على مـواجـهـة األزمـــات وهي املنصة اإلقليمية الرئيسية لدعم الاجئني السوريني واملجتمعات املضيفة لهم، فإن االحتياجات العاجلة ألكثر من 6.1 مايني الجئ سوري 6.8و مايني من أفراد املجتمع املـضـيـف ال تـتـم تلبيتها. وأشـــــارت املـفـوضـيـة إلـــى أنـــه في عـــام 2024 يـقـدر شــركــاء الـخـطـة أن تـكـون هـنـاك حـاجـة إلـى 4.9 مليارات دوالر لاستجابة لاحتياجات ذات األولوية للفئات السكانية واملؤسسات املتضررة من األزمة السورية في تركيا ولبنان واألردن ومصر والعراق. وأصبحت قدرة السلطات الوطنية واملحلية في هذه البلدان على االستجابة لاحتياجات املتزايدة بحسب التقرير، مقيدة بشدة في ظل مواجهتها تحديات متزايدة تتمثل في التضخم وارتفاع أســعــار الــغــذاء والـــوقـــود وانــخــفــاض قيمة العملة وارتــفــاع معدالت البطالة خاصة بني النساء والشباب. ويتفاقم هذا األمـــر بسبب اآلثــــار املـتـتـابـعـة لـلـحـرب فــي غـــزة والـضـغـوط املـتـزايـدة الناجمة عـن تغير املــنــاخ. وفــي الـعـام املـاضـي تم الحصول على 30 في املائة من األموال املطلوبة فقط. مدير املكتب اإلقليمي للمفوضية السامية لشؤون الاجئني في الشرق األوسط وشمال أفريقيا أيمن غرايبة قال بحسب ما ورد في التقرير: «بعد مرور 13 عامًا ومع عدم وجود حل سياسي فـي األفــق ال يــزال الاجئون الـسـوريـون فـي حاجة ماسة إلى الحماية الدولية وفرص التماس اللجوء». وأضــــــاف: «مــــع انــخــفــاض الــتــمــويــل يــقــع مـــايـــني الـاجـئـني ومضيفوهم في براثن الفقر ويتعرضون ملخاطر متعددة تمس حمايتهم. ويتعني على املجتمع الـدولـي أن يواصل العمل من خال توفير املستوى املطلوب من الدعم والحلول للفئات األكثر ضعفًا ال ينبغي لنا أن نجعل اليأس يسود». وقال التقرير: في األردن يؤدي انخفاض التمويل إلى تعرض الـخـدمـات املقدمة للفئات األكـثـر ضعفًا للخطر، وال سيما األسر التي تعيلها النساء واألشخاص من ذوي االحتياجات الخاصة، ما يهدد بمزيد من التدهور في الظروف املعيشية وتصاعد التوتر بني الاجئني واملجتمعات املضيفة.