المجلس الوطني الصيني يعّزز قبضة شي
اخــتــتــم الـــقـــادة الــصــيــنــيــون، أمــــس االثـــنـــني، بحضور الرئيس شي جني بينغ، اجتماعات املــــؤتــــمــــر الــــوطــــنــــي الـــــــــــ41 لـــــنـــــواب الـــشـــعـــب الــصــيــنــي، الــهــيــئــة الــتــشــريــعــيــة الـصـيـنـيـة، والـــتـــي اســتــمــرت أســـبـــوعـــًا، وهــيــمــن عليها االقـــتـــصـــاد، لــكــن مـــع تــعــزيــز سـلـطـة الــحــزب الشيوعي الصيني على عمل الحكومة، في استمرارية لنهج شـي جـني بينغ، وتثبيت قبضة الحزب على كل مفاصل السلطة في الـــبـــاد. وقـــــرر الـــحـــزب الـشـيـوعـي الـصـيـنـي، وعلى رأسه شي، في ختام اجتماع السلطة الـتـشـريـعـيـة فـــي بـــكـــني، تــعــزيــز صـاحـيـاتـه لـلـتـعـامـل مــع أي تــهــديــدات تــمــس بالحكم، مشددًا اإلجـــراءات السرية املحيطة بعملية إقــرار السياسات، فيما تعهد قــادة الحزب، الـــذيـــن ألـــغـــوا املــؤتــمــر الــصــحــافــي الـسـنـوي التقليدي لرئاسة الــــوزراء بعد اجتماعات دورة مجلس الـشـعـب، إدراج أحــكــام األمــن القومي في مجموعة من القوانني الجديدة. ومـــن بــني الـتـشـريـعـات الــتــي تـــم التصويت عليها أمس، مراجعة لـ«القانون العضوي» ملجلس الــدولــة الصيني (مجلس الــــوزراء) والــذي قالت وسائل إعــام صينية رسمية إنـــه ســيــهــدف إلـــى تــعــزيــز «قـــيـــادة» الــحــزب الشيوعي الـحـاكـم على الـحـكـومـة. وجــرت خــــال األيــــــام املـــاضـــيـــة مـــراجـــعـــة «الـــقـــانـــون الــعــضــوي» ملـجـلـس الـــدولـــة، لــلــمــرة األولـــى منذ تبنيه فـي عــام .1982 ودعـــت املراجعة مجلس الـدولـة، إلـى «التمسك ودعـم سلطة لجنة الـحـزب الشيوعي الصيني املركزية وقـــيـــادتـــهـــا املـــركـــزيـــة واملــــــوحــــــدة»، واتـــبـــاع «أفكار شي جني بينغ»، أي أيديولوجيته، والتي تشمل مروحة واسعة من القضايا، مــن الـسـيـاسـة إلـــى الـثـقـافـة، كـمـا تـــم إلـحـاق حاكمية مصرف الصني املركزي باملجلس. ومــــر الـــقـــانـــون «املـــنـــقـــح»، أمــــس، بتصويت 2883 عـــضـــوًا فـــي املــجــلــس ملــصــلــحــتــه، مع معارضة ثمانية أصـــوات، وامتناع تسعة، وهو يعد آخر التشريعات التي تم تمريرها خـــال األعـــــوام املــاضــيــة، وعـمـلـت تدريجيًا عــــلــــى الــــقــــضــــم مــــــن صـــــاحـــــيـــــات الـــســـلـــطـــة التنفيذية، ورئـاسـة الحكومة التي تشرف عـلـى 21 وزارة، بـاإلضـافـة إلـــى الحكومات املحلية. ورأى متابعون أن تعديل القانون للمرة األولــــى، يشكل اسـتـكـمـاال لنهج نقل
تم إلغاء المؤتمر الصحافي السنوي التقليدي لرئيس الوزراء
الــســلــطــات مـــن الــــدولــــة إلــــى أيـــــدي الـــحـــزب، مـا يجعل الحكومة أداة لتنفيذ سياسات الحزب الشيوعي الحاكم. وتــعــهــد املـــشـــرعـــون اعــتــمــاد قـــوانـــني أمـنـيـة واسعة النطاق في العام الحالي، من أجل «الـــحـــفـــاظ بـــحـــزم» عــلــى ســـيـــادة الـــبـــاد، ما
يـــوســـع صــاحــيــات الـــحـــزب الــشــيــوعــي في مــعــاقــبــة الـــتـــهـــديـــدات الـــتـــي تـــمـــس بـحـكـمـه. وحــــظــــيــــت الــــخــــطــــط الـــــجـــــديـــــدة املـــصـــمـــمـــة ملواصلة تنفيذ رؤيـة شي للصني، بإجماع داخــل الـــدورة السنوية، لـم يسمح بحدوث أي مـــفـــاجـــآت. ورأت وكــــالــــة «أســوشــيــيــتــد برس»، أن االجتماعات التي شهدت العديد مــــن الــــلــــقــــاء ات عـــلـــى هـــامـــشـــهـــا، فــــي قـــاعـــدة مـــجـــلـــس الـــشـــعـــب فــــي الـــعـــاصـــمـــة، ســلــطــت الضوء مجددًا على كيفية هندسة الحزب لجميع سياساته، على املقاس الذي يحدده شـي، وبـهـدف إعــاء رؤيـتـه. وكــان شـي منذ وصـــولـــه إلــــى الـسـلـطـة فـــي الـــعـــام 2012 قد أنشأ لجانًا عــدة مركزية للحزب، مهمتها اإلشراف على عمل العديد من الوزراء، على أن تنقل تقاريرها مباشرة إليه. وبحسب وكالة «أسوشييتد برس» أيضًا، فقد خاب ظن من راهنوا على إعـان السلطات خال املـؤتـمـر، تبديل وزيـــر الخارجية وانـــغ يي، إلغاق صفحة الجدل الذي أثـاره غيابه ثم عودته لقيادة الوزارة العام املاضي. ورأى أسـتـاذ السياسة الصينية فـي معهد سياسات املجتمع اآلســيــوي، نيل توماس، في تعليق لـ«أسوشييتد برس»، أن «الحزب الــشــيــوعــي هـــو صـــاحـــب الـــقـــرار دائـــمـــًا، لكن قــــادة الــحــزب الــذيــن شـغـلـوا مـنـصـب رئيس مجلس الدولة كانوا يتمتعون بحرية أكبر في وضع السياسة االقتصادية»، الفتًا إلى أن «شــــي حــقــق نــجــاحــًا مـــذهـــا فـــي تـعـزيـز قبضته على الـحـزب، وهــو مـا سمح لـه بأن يـصـبـح صــانــع الـــقـــرار الـرئـيـسـي فـــي جميع
مجاالت السياسة». وبحسب ريان ميتشيل، أســتــاذ الــقــانــون فــي الـجـامـعـة الصينية في هونغ كونغ، في حديث للوكالة، فإن تعديل الـقـانـون العضوي «يشكل تـحـوال بـــارزًا في إعادة تنظيم السلطة التنفيذية في الصني»، مـضـيـفـًا أنـــه «بـيـنـمـا مـــن الـــواضـــح دائـــمـــًا أن رئـــيـــس الـــحـــزب هـــو أكـــثـــر شـخـصـيـة تتمتع بـالـنـفـوذ فــي تسلسل املـنـاصـب فــي الـصـني، فإن توزيع مهام العمل كان دائمًا ضبابيًا». أمـــــــا تـــــومـــــاس كــــيــــلــــوغ، أســـــتـــــاذ الــــقــــانــــون اآلســـــيـــــوي فــــي جـــامـــعـــة جـــــــورج تـــــــاون فـي واشنطن، فاعتبر في حديث للوكالة أيضًا، أن ما حصل «هو دليل آخر على أن الحزب الشيوعي الصيني يزيد من سيطرته على أجــهــزة الــدولــة ويــريــد أن يـــرى الـعـالـم ذلـك بأنه مسيطر تمامًا». وجــاء إلـغـاء املؤتمر الــصــحــافــي لــرئــيــس الــحــكــومــة لـــي كـيـانـغ، لــيــعــزز االعــتــقــاد الــشــائــع بـضـعـف مـوقـعـه، علمًا أن فرصة املؤتمر الصحافي السنوي لــرئــيــس الــحــكــومــة، ظــلــت تـقـلـيـدًا مستمرًا معظم السنوات منذ عام .1988 وكان رؤساء الحكومات الصينية السابقون أدوا أدوارًا أساسية في قيادة السياسات االقتصادية في الصني، مثل تحديث الشركات اململوكة مـــــن الـــــــدولـــــــة، أو الــــتــــعــــامــــل مـــــع األزمـــــــــات االقـتـصـاديـة، وبـغـيـاب املـؤتـمـر الصحافي السنوي، حرم الصينيون من فرصة نادرة كل عــام، لاطاع على توجهات بلدهم، ال سيما على الصعيد املعيشي.