العدوان على قطاع غزة ُمغيّب عن الشاشات الفرنسية
في حين تحظى الحرب في أوكرانيا على حصة األسد في الشاشات اإلخبارية الفرنسية، تغيب هذه األخيرة العدوان على قطاع غزة
فــي اإلعــــام الــفــرنــســي، ال شـــيء يــحــدث في قــطــاع غــــزة. عــكــس الـــحـــرب عــلــى أوكــرانــيــا، سقط الـعـدوان على قطاع غـزة فـي غياهب النسيان للقنوات التلفزيونية الفرنسية، بـــحـــســـب مــــــا رصــــــدتــــــه دراســـــــــــة لـــلـــنـــشـــرات اإلخــــــبــــــاريــــــة وخــــــلــــــص تـــحـــلـــيـــل لـــعـــشـــريـــن برنامجًا إخباريًا، في الفترة من 8 إلـى 14 يناير/كانون الثاني، إلـى أن 29 ثانية من البث فقط خصصت لقطاع غزة وفلسطني. نــــشــــرت الـــبـــاحـــثـــة فـــــي األنـــثـــروبـــولـــوجـــيـــا اإلعــامــيــة، سيليا شــيــرول، عـبـر مدونتها تـــحـــلـــيـــا جـــــــاء فـــــيـــــه: «الـــــبـــــيـــــانـــــات األكــــثــــر إثــــــارة لــلــدهــشــة هـــي أنــــه مـــن بـــني الــبــرامــج اإلخـبـاريـة العشرين التي حـلـلـت، خصص 29 ثانية فقط من وقت البث لغزة ومصير الـفـلـسـطـيـنـيـني». وتــابــعــت: «هــــذا يـعـطـي 5 ثواٍن لـ1FT و01 ثواٍن لـ6M و41 ثانية للقناة الفرنسية الثانية». وفوجئت الباحثة بأن الــفــيــديــو كــلــيــب الـــجـــديـــد لـجـيـنـيـفـر لـوبـيـز حظي باهتمام أكـبـر مـن اإلعـــام الفرنسي
مـقـارنـة بــالــعــدوان اإلسـرائـيـلـي عـلـى قطاع غـــزة. وكــــررت الباحثة التمرين بعد شهر، وحللت األخبار التلفزيونية الفرنسية من 5 إلى 8 فبراير/شباط. وغـّردت ماحظتها عـــبـــر «إكــــــــس»: «بــــأخــــذ مــخــتــلــف الـــنـــشـــرات اإلخـــــبـــــاريـــــة بـــعـــني االعــــتــــبــــار M6( TF1و والـفـرنـسـيـة الـثـانـيـة)، نـشـرة الـسـابـعـة و54 مــســاء عـلـى قـنـاة M6 فــي 8 فـبـرايـر/شـبـاط تحدثت وحدها عن قصف رفح لـ7 ثوان». وعلقت الباحثة على النتائج: «هناك إخفاء للفلسطينيني. وعلى العموم، هناك إخفاء للصراع برمته، الــذي يعامل بسوء شديد. وهـــــذا بــكــل بــســاطــة خــــرق حـقـيـقـي لــواجــب تقديم املعلومات. إنها كارثة». وعلى العكس من ذلـك، فإن أخبار الرهائن اإلسرائيليني، وكـــــذلـــــك اإلعــــــانــــــات الــــــصــــــادرة عـــــن دولـــــة االحتال اإلسرائيلي، تستفيد من التغطية اإلعامية الفرنسية. ومن املعلومات األخرى الــــتــــي جــــــرى تــــداولــــهــــا بـــــاإلجـــــمـــــاع، إعـــــان إســرائــيــل إطـــاق ســـراح رهينتني فــي رفــح. حـيـنـهـا، ركــــزت األخـــبـــار الـتـلـفـزيـونـيـة على العملية الـعـسـكـريـة وتـصـريـحـات الجيش اإلسـرائـيـلـي. مـــاذا عـن الضحايا؟ «بحسب حـمـاس، فقد سببت نحو مـائـة حـالـة وفـاة بـــــني املــــدنــــيــــني الــفــلــســطــيــنــيــني فـــــي رفــــــح»، يشير التعليق الصوتي لتقرير ،TF1 وهو اإلشارة الوحيدة والوحيدة إلى شهداء غزة طــــوال الــفــتــرة املـسـجـلـة فــي نــشــرة الـثـامـنـة، األكثر مشاهدة في فرنسا. فـــي املـــقـــابـــل، ال تـــــزال الـــحـــرب فـــي أوكــرانــيــا تحظى بالتغطية اإلعـامـيـة عبر القنوات الــفــرنــســيــة، حــتــى بــعــد مـــــرور عـــامـــني على بـــدئـــهـــا، وإنـــهـــا مـــوضـــوع رئــيــســي مــركــزي
فــي التغطية لـقـنـوات مثل .LCI على مدى الــــســــنــــوات الـــعـــشـــريـــن املــــاضــــيــــة، أظـــهـــرت الـدراسـات أن تغطية القضية الفلسطينية فـــي اإلعـــــام الــفــرنــســي آخــــذة فـــي الــتــراجــع. ونـــقـــل راديــــــو فــرنــســا الــــدولــــي عـــن مــراســل القناة الفرنسية الثانية فـي إسـرائـيـل بني عــامــي 1981 ،2015و تــشــارلــز إنـــدرلـــني، أن «االنطباع لدى مديري التحرير بأن الصراع اإلسرائيلي الفلسطيني فقد أهميته»، مع «الخوف من مواجهة ردود فعل متطرفة»،
بحسب قوله. لكن مجلة «مراجعة وسائل اإلعــــــــــام» تــــذكــــر أيــــضــــًا بـــالـــضـــغـــوط الــتــي تـمـارسـهـا الـسـفـارة اإلسـرائـيـلـيـة واملجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) واملجلس املركزي اإلسرائيلي.