العراق يتحرك لضبط أسواق رمضان
بـــدأت فــرق مشتركة تـابـعـة لــوزارتــي الداخلية والتجارة بفرض إجـــراءات رقابية مشددة في عموم مدن البالد، للسيطرة على أسعار السلع واملــــــواد الــغــذائــيــة خــــالل شــهــر رمـــضـــان، فـــي خـــطـــوة هي األوسع من نوعها منذ سنوات. وأمس األحد، قال مسؤول عراقي في وزارة الداخلية ببغداد، لـ«العربي الجديد»، إن أكثر من 3 آالف فريق رقابي لديه صالحيات واسعة جرى توزيعها في األسواق الرئيسة بعموم مدن البالد، ملراقبة أي جــرائــم تـدخـل ضـمـن املــضــاربــة واالحــتــكــار والـتـالعـب بـاألسـعـار. وأوضـــح املــســؤول، الــذي رفــض ذكــر اسـمـه، أن أسعار اللحوم بمختلف أنواعها والسلع الغذائية ستكون ضمن إجراءات مشددة تصل إلى السجن وإغالق الوكالة أو املتجر ألي عمليات تـالعـب تــرصــد». وبشكل سنوي، يعاني العراقيون من مشكلة التالعب باألسعار ورفعها فــي شـهـر رمــضــان ومـــا بــعــده خـــالل فــتــرة الـعـيـد، مــا دفـع الحكومة ألخذ إجــراءات استباقية مع تحذيرات مشددة
للمخالفني. ومنذ بدء تراجع قيمة الدينار العراقي أمام الدوالر 1530( دينارا للدوالر الواحد) بدأت مشكلة ارتفاع األسعار للمواد والسلع الغذائية رغم أن قسمًا غير قليل منها غـيـر مـسـتـورد. واألربـــعـــاء املــاضــي، كـشـف املتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية مقداد املوسوي عن اعتقال عــدد مـن املتالعبني واملـضـاربـني بـاألسـعـار االستهالكية والغذائية املهمة للمواطنني. وتـوعـد املـوسـوي فـي تصريحات أوردتــهــا وكـالـة االنباء الـعـراقـيـة الـرسـمـيـة (واع) بـــ«أقــصــى الـعـقـوبـات بـحـق كل مــن يــريــد الـتـالعـب بــاألســعــار قـبـل وخـــالل شـهـر رمـضـان الفضيل». لكن على الجانب اآلخـــر، يـؤكـد نـائـب محافظ البصرة حسن النجار وجــود ارتـفـاع بمستويات أسعار السلع والبضائع الغذائية، التي تضخمت بسبب حالة الطلب املتزايد عليها من قبل املواطنني مع قلة العرض املوجود في األسواق. وأضاف النجار، لـ «العربي الجديد»، أن حالة الطلب املتزايد ال يجب أن تعطي مبررًا للتجار فــي رفـــع األســـعـــار، خــاصــة مــع الــوضــع املـعـيـشـي الصعب الذي يعاني منه املواطنون في جميع محافظات العراق.
وبــحــســب الـــنـــجـــار، فــــإن الــحــكــومــة املــحــلــيــة فـــي مـحـافـظـة البصرة والجهات الرقابية العاملة بالتنسيق مع األمن الوطني في املحافظة، تعمل على مراقبة األسـواق بشكل مستمر، إال أن هناك حاالت تغيب عن الفرق الرقابية، ما يتطلب تشديد الرقابة واتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق املخالفني. وبني النجار أن األسواق كانت في السابق تخضع ملراقبة شديدة وإجـــراءات رقابية صارمة تتمثل في وضع قوائم باألسعار يومية تجبر البائع على االلتزام بها، إال أن هذا اإلجراء مفقود اآلن وتجب إعادة العمل به. من جانب آخـر، قال محمد الدليمي، وهو صاحب متجر غـذائـي، إن ارتـفـاع األسـعـار ال يتحمله تاجر التجزئة أو البائع، إنما هناك جهات وأطـــراف متنفذة تسيطر على ســـوق الـجـمـلـة تستغل املـــواســـم لــرفــع األســـعـــار واحـتـكـار اســتــيــرادهــا وبـيـعـهـا بـأسـعـار تـتـنـاسـب مــع طموحاتها. وأضاف أن املواطن يعاني كثيرًا في هذه الظروف، إال أن هناك حركة تجارية نسبية، وغالبية املواطنني يشترون الــبــضــائــع بـــاآلجـــل، ويـــدفـــعـــون أثــمــانــهــا عــنــدمــا تتحسن ظروفهم املادية.