توقعات بحدوث قفزة في أسعار النحاس
تـــوقـــع عـــــدد مــــن تـــجـــار املـــــعـــــادن واملــحــلــلــن ارتفاع أسعار النحاس بأكثر من %75 خالل عـــامـــي 2024 ،2025و بــســبــب اضـــطـــرابـــات اإلمــــــــــــدادات وارتــــــفــــــاع الــــطــــلــــب، خــــاصــــة مـن قـبـل مــشــروعــات الــطــاقــة النظيفة وصـنـاعـة الــســيــارات والــكــهــربــاء. ووفـــق تـقـريـر صــادر هذا األسبوع عن «بي إم آي»، وحدة األبحاث التابعة ملؤسسة «فيتش سوليوشنز»، فإن ارتفاع الطلب املدفوع بالتحول نحو الطاقة الــنــظــيــفــة والـــتـــراجـــع املــحــتــمــل لــــلــــدوالر في النصف الثاني من هـذا العام مع احتمالية خـفـض الـبـنـك الــفــيــدرالــي لـلـفـائـدة قــد يدفع أسـعـار النحاس للصعود. وعلى الـرغـم من الــتــراجــع الــحــالــي فــي أســعــار الــنــحــاس، في بـــورصـــة كــومــكــس لــلــمــعــادن فـــي نــيــويــورك إلـــــى أقـــــل مــــن 4 دوالرات لـــلـــرطـــل الــــواحــــد، وتـــراجـــع الــعــقــود اآلجـــلـــة فـــي بـــورصـــة لـنـدن لـــلـــمـــعـــادن إلـــــى مــــا دون مـــســـتـــوى 8.5 ألـــف دوالر لـلـطـن، يـــرى الـعـديـد مــن املـحـلـلـن، أن الطلب على املعدن سيرتفع خالل السنوات املقبلة بسبب ارتـفـاع متطلبات مشروعات وخطط الطاقة الخضراء. ويحذر خبراء، أن انــخــفــاض األســـعـــار الــحــالــي ربــمــا سيسبب مشاكل لتلك البرامج واملشروعات. في هذا الـصـدد، قـال مؤسس ورئـيـس مجلس إدارة شــركــة إيــفــانــهــو مــايــنــز، روبـــــرت فــريــدالنــد، األمـيـركـيـة، إن أسـعـار الـنـحـاس تحتاج إلى االرتفاع إلى ضعف مستواها الحالي حتى تـتـمـكـن مـــن تـحـفـيـز شـــركـــات الــتــعــديــن على بـنـاء مـنـاجـم مكلفة لتلبية الـطـلـب املـتـزايـد
االقتصاد الصيني أكبر محفز للطلب العالمي على النحاس املـــتـــوقـــع فــــي املــســتــقــبــل، حـــســـب تـــقـــريـــر فـي موقع «بـار تشارت» املتخصص في السلع، أمـــس األربــــعــــاء. ويـــقـــول الــتــقــريــر، إن إنــتــاج الـنـحـاس الـجـديـد يـسـتـغـرق عـقـد مــن الـزمـن لـتـجـهـيـز املــنــجــم لـــإنـــتـــاج. ويـــضـــيـــف، «مــع عـدم االستثمار في مناجم النحاس حاليًا، بسبب تراجع األسعار، ربما تظل اإلمدادات ثـابـتـة، وبـالـتـالـي يمكن أن تنتقل إمــــدادات النحاس في سنوات قليلة من الفائض إلى عجز يستمر لعدة سـنـوات، مما يــؤدي إلى نقص كميات النحاس املتاحة في األسـواق وارتــــــفــــــاع األســــــعــــــار. ويـــــــرى تــحــلــيــل «بــــار تشارت»، أن أسعار الفائدة األميركية ونمو االقتصاد الصيني تعد من بن أهم العوامل الـــتـــي تـــحـــدد مـــســـار أســـعـــار الـــنـــحـــاس على مـــدى األســابــيــع واألشـــهـــر املـقـبـلـة. وتوقعت مــجــمــوعــة «ســيــتــي جــــــروب» املــصــرفــيــة في تقرير صدر خالل شهر ديسمبر املاضي أن األهــداف املتعلقة بالطاقة املتجددة ستعزز الطلب على النحاس بمقدار 4.2 مليون طن إضــافــيــة بــحــلــول ،2030 وهــــو مـــا قـــد يـدفـع األسـعـار للوصول إلــى 15 ألــف دوالر للطن في ،2025 مسجلة مستوى قياسيا جديدا، من 8599 دوالرا للطن حاليا تقريبا. في حن يتوقع مصرف «غولدمان ساكس» أن يزيد العجز في السوق على نصف مليون طن في الــعــام الـحـالـي. وحـتـى اآلن ال يـــزال الــــدوالر، العملة الرئيسية في تسعير النحاس عامليًا، على الرغم من أن بورصة لندن للمعادن، هي ســـوق الـنـحـاس األكــثــر سـيـولـة. ولــكــن قيمة الـدوالر مقابل العمالت العاملية األخرى هي الـتـي تـحـدد سعر املــعــادن. وعـــادة مـا يـؤدي ارتــــفــــاع أســــعــــار الـــفـــائـــدة األمـــيـــركـــيـــة وقــــوة الـــــدوالر إلـــى الـتـأثـيـر عـلـى أســعــار الـنـحـاس والسلع األسـاسـيـة األخـــرى، حيث يـزيـد من تكلفة املخزونات من السلع الرئيسية. وعادة مــا يـــؤدي ارتــفــاع الــــدوالر إلـــى زيــــادة تكلفة املواد الخام املشتراة بالعمالت األخرى.