ال سياحة في األردن برأس السنة
خـلـت الـعـاصـمـة األردنـــيـــة عـمـان ومختلف مناطق اململكة من أي مـظـاهـر احـتـفـالـيـة بــــرأس السنة امليالدية تضامنًا مع قطاع غـزة، ما أصاب الــحــركــة الــتــجــاريــة والــســيــاحــيــة الــداخــلــيــة والخارجية بركود غير مسبوق في مثل هذا الوقت من العام. وأعلنت نقابة الفنانني في وقت سابق عدم مـنـحـهـا أي تــصــاريــح إلقـــامـــة االحـــتـــفـــاالت، بما فـي ذلــك اسـتـقـدام الفنانني مـن الـخـارج كما جــرت الــعــادة. كما قــرر مجلس رؤســاء الكنائس في اململكة عدم تقبل املعايدات في عـيـد املــيــالد املـجـيـد ورأس الـسـنـة املـيـالديـة واالكتفاء بالصلوات والطقوس الكنسية. وأشــار مسؤولون في القطاع التجاري إلى أن الطلب على مستلزمات االحتفال برأس الـسـنـة الــجــديــدة شـبـه مــعــدوم. وقـــال عضو غرفة تجارة عمان عالء ديرانية، في تصريح لـ«العربي الجديد»، إن حالة التضامن مع قــطــاع غـــزة وكــافــة أرجــــاء فلسطني مــا تــزال مـسـتـمـرة فــي األردن مــا أنـعـكـس عـلـى كافة املـظـاهـر االقــتــصــاديــة مــن تــجــارة وسياحة وقـــطـــاعـــات خــدمــيــة، وذلــــك الـــحـــال قــائــم في هـــــذه األيـــــــام عــشــيــة رأس الـــســـنـــة املـــيـــالديـــة التي تشهد عــادة احتفاالت وحـركـة تسوق وإقــــبــــاال كــبــيــرا عــلــى الـــفـــنـــادق واملــنــتــجــات الـسـيـاحـيـة واملــطــاعــم. وأضــــاف ديــرانــيــة أن األســــواق تـكـاد تخلو مــن مظاهر االحتفال بـــــرأس الــســنــة املـــيـــالديـــة، مـــن حــيــث عــرض مــســتــلــزمــات املــنــاســبــة أو اإلقــــبــــال عـلـيـهـا، وسط حالة تضامنية رسمية وشعبية مع األشـــقـــاء الفلسطينيني. فــي مـديـنـة العقبة جنوبي البالد، سجلت الحجوزات الفندقية انخفاضًا بنسبة كبيرة، بينما كانت تصل إلـــى حــد اإلشـــغـــال الــكــامــل فــي نـفـس الـفـتـرة خالل سنوات سابقة، نظرًا لتراجع الحركة الـــســـيـــاحـــيـــة وتــــدفــــق الـــســـيـــاح مــــن الـــخـــارج وكــــذلــــك الـــســـيـــاحـــة الـــداخـــلـــيـــة. وكــــــان وزيــــر السياحة واآلثــار األردنــي مكرم القيسي قد قال، قبل أيام، إن استمرار الحرب في قطاع غـــــزة ســيــكــبــد الـــقـــطـــاع الـــســـيـــاحـــي األردنــــــي خسائر تتراوح بني 250 281و مليون دوالر شــهــريــا، مــع ارتـــفـــاع إلــغــاء الــحــجــوزات إلـى نـحـو %60 فــي ظــل دخــــول الــحــرب شهرها الـثـالـث، مضيفا: «إذا أردنـــا أن نعكس هذا الرقم بما يتعلق بعدد الــزوار فنحن نتكلم عن نحو 200 ألف إلى 250 ألف زائر». وأشـــــــار إلـــــى أنـــــه إذا اســـتـــمـــر هـــــذا الـــوضـــع فـسـتـكـون هــنــاك خـسـائـر لـالقـتـصـاد الكلي بـــقـــدر كــبــيــر، مــوضــحــا أنــــه ســيــكــون هـنـاك إلـــــغـــــاءات فــــي حـــــجـــــوزات الــــفــــنــــادق بـشـكـل شــهــري مـــع انــخــفــاض عـــدد الــــــزوار بنسبة تــصــل إلــــى 60 أو .%70 وأضــــــاف أن أبـــرز إلـــغـــاء ات الـــحـــجـــوزات جــــاء ت مـــن الـــواليـــات املــتــحــدة األمــيــركــيــة وكـــنـــدا وأوروبــــــــا، وأن نسبة إلغاء البرامج املشتركة مع األراضي املــحــتــلــة بـلـغـت .%100 وطــالــبــت قـطـاعـات اقـــتـــصـــاديـــة أردنـــــيـــــة مــــتــــضــــررة مــــن حـــرب االحـــــتـــــالل اإلســـرائـــيـــلـــي عـــلـــى قـــطـــاع غــــزة، حـــكـــومـــة بــــالدهــــا بـــالـــتـــدخـــل إلنـــقـــاذهـــا مـن الخسائر الـتـي تتعرض لها وتـهـدد كثيرا مـن املنشآت بالتوقف عـن العمل وتسريح العمال. وأطلقت العديد من القطاعات في األيـــام األخـيـرة نـــداءات للحكومة لتخفيف األعـــبـــاء املــالــيــة الـــتـــي تــعــانــي مــنــهــا، وذلـــك مــن خـــالل حـزمـة إجـــــراءات مـالـيـة مقترحة، كــاإلعــفــاء مــن الــرســوم والــضــرائــب وتوفير التسهيالت املالية بكلف منخفضة والعودة للعمل ببرامج دعم رواتب العاملني التي تم تطبيقها إبان جائحة كورونا وتداعياتها.