تظاهرات في الغرب رفضًا للحرب
بلينكن: هناك حالة طوارئ تتطلب البيع الفوري إلسرائيل
يضغط مشرعون لتعديل سياسة الهجرة لتمرير المساعدة كانون األول الحالي، على بيع إسرائيل ما يـقـرب مــن 14 ألـــف قـذيـفـة دبــابــة عـيـار 120 ملليمترًا، الستخدامها في الحرب. وتعتبر الحزمة التي وافــق عليها بلينكن أول من أمـــس مـكـمـلـة لـــألولـــى، إذ أوضـــحـــت وكــالــة الـــتـــعـــاون األمـــنـــي الـــدفـــاعـــي األمـــيـــركـــيـــة أن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات
وقــــذائــــف عـــيـــار 155 مــلــلــيــمــتــرًا إلـــــى طـلـب الـبـيـع الــســابــق، مــا يـزيـد كلفته اإلجمالية املـقـدرة من 96.51 مليون دوالر إلـى 147.5 مليون دوالر ويتطلب إخطارًا جديدًا. وقال بلينكن إن «هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الـفـوري للحكومة اإلسـرائـيـلـيـة»، ما يتيح عــدم عــرض الطلب على الكونغرس لـــيـــراجـــعـــه، بــحــســب الـــبـــيـــان الــــــذي قـــــال إن الـــذخـــائـــر ســتــأتــي مـــن مـــخـــزونـــات الـجـيـش األمــيــركــي. وجـــاء فــي الـبـيـان أن «إسـرائـيـل ستستخدم القدرة املعززة لردع التهديدات اإلقليمية وتعزيز دفاعاتها»، مضيفا أنه «يـتـعـن عـلـى كـــل الـــــدول اســتــخــدام ذخـائـر تــتــوافــق مـــع الــقــانــون اإلنــســانــي الـــدولـــي». وأضــــاف بلينكن أن بـــاده «مـلـتـزمـة بأمن إسرائيل»، وأنه «أمر حيوي ملصلحة األمن القومي األميركي ضمان أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد األخطار التي تواجهها». وسعت الخارجية األميركية وبلينكن، الذي قــال مـوقـع «أكـسـيـوس» إنــه سـيـزور الشرق األوســـط أواخـــر األسـبـوع املقبل، علما أنها ستكون املـرة الرابعة له منذ بداية الحرب، إلى استباق أي اعتراض على القرار ألسباب إنسانية بالقول فـي بيانه إن الـــوزارة «في تواصل مستمر مع إسرائيل للتشديد على أهمية تقليل عدد الضحايا املدنين». وال يـــعـــد تـــمـــريــر مـــثـــل هـــــذه الـــصـــفـــقـــات مـن دون الـعـودة للكونغرس جـديـدًا، لكنه بكل األحوال نادر الحدوث. وتأتي هاتان املّرتان اللتان لجأ فيهما بـايـدن وإدارتــــه لتخطي الـــكـــونـــغـــرس بــعــدمــا عـــلـــق طــلــبــه لـلـمـوافـقـة على حزمة مساعدات إلسرائيل وأوكرانيا والحـــتـــيـــاجـــات أمـــنـــيـــة أخــــــرى بــقــيــمــة 106 مليارات دوالر في الكونغرس، حيث يرتفع الجدل حول سياسة الهجرة والحدود التي يعتمدها بـايـدن، والـتـي يضغط مشرعون وأعـــضـــاء فـــي مـجـلـس الــشــيــوخ، خصوصا مـــن الــجــمــهــوريــن، لـتـعـديـلـهـا. عـلـمـا أن أي تـشـدد إضــافــي لـبـايـدن فــي مـسـألـة الهجرة ستكون له أيضا تداعيات سلبية إضافية عـــلـــى حــمــلــتــه االنـــتـــخـــابـــيـــة، خـــصـــوصـــا أن الكثير مـن تعهداته خــال حملته السابقة بالتراجع عن إجراءات سلفه دونالد ترامب في مسألة الهجرة لم يلتزم بها، ما أغضب تـيـارًا واسـعـا مـن الديمقراطين، خصوصا التقدمين. وفي ما يتعلق بالدعم العسكري إلسرائيل، فإن حالة الجمود في الكونغرس ارتبطت أيضا باشتراط قسم من املشرعن الديمقراطين أن تترافق الصفقة مع اتخاذ دولــة االحـتـال خـطـوات ملموسة لتقليص عدد الضحايا املدنين من سكان غزة. ولم يقتصر االعتراض على سياسة بايدن على املوقف الشعبي، أو الغضب الذي أثاره فــي صـفـوف الـتـيـار الـتـقـدمـي داخـــل الـحـزب الديمقراطي، بل سجل موظفون في اإلدارة، ال سيما في الخارجية، أيضا، امتعاضهم، بــرســالــة جـمـاعـيـة رفــعــوهــا لـبـلـيـنـكـن. وفـي 19 أكتوبر املاضي، قـدم املسؤول في وزارة الخارجية األميركية جـوش بـول استقالته بـــســـبـــب تــــعــــامــــل إدارة بـــــايـــــدن مـــــع حــــرب غـــزة، وقـــال إنـــه ال يستطيع دعـــم املــزيــد من املساعدات العسكرية األميركية إلسرائيل، ووصف رد اإلدارة األميركية بأنه «رد فعل متهور» قائم على «اإلفاس الفكري». وعلق بــــول، أول مـــن أمــــس، عــلــى تــمــريــر الصفقة الــجــديــدة، وكـتـب عـلـى منصة «لينكد إن»: «هذا عمل معيب، جبان، ومن شأنه حقيقة أن يـثـيـر قــــرف أي إنـــســـان يــحــتــرم نـفـسـه». وأضاف: «باألسلحة التي تمنحها الصفقة الجديدة، أطفال أكثر سيموتون». خرجت، أمس السبت، تظاهرات حاشدة في عدد كبير من املدن األوروبية، رفضا لــلــعــدوان اإلسـرائـيـلـي عـلـى قـطـاع غــزة، وذلك قبل يوم من انتهاء عام ،2023 علما أن باريس وبرلن حظرتا تظاهرتن كان ناشطون يـنـوون تنظيمها دعما لغزة فــي الـعـاصـمـتـن األملــانــيــة والـفـرنـسـيـة، اليوم األحد، إحداهما ليا، تحت شعار ال احـــتـــفـــاالت بـــــرأس الــســنــة بــالــتــزامــن حرب اإلبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطينية. وخــرجــت، أمـــس، تـظـاهـرات فـي عــدد من الــعــواصــم واملــــدن األوروبـــيـــة، للمطالبة بـــوقـــف إطــــــاق نـــــار فــــي غــــــزة. وخـــرجـــت التظاهرات في برلن وباريس، ومدينة ماملو في السويد، والعاصمة الدنماركية كـــوبـــنـــهـــاغـــن، والــــعــــاصــــمــــة اإلســـبـــانـــيـــة مدريد، ومدينة آيندهوفن الهولندية. لـكـن الـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة، فــي املـقـابـل، منعت تظاهرة تضامنية مـع فلسطن كـــــان مــــن املــــقــــرر تــنــظــيــمــهــا فــــي شــــارع الــــشــــانــــزلــــيــــزيــــه بــــالــــعــــاصــــمــــة بــــاريــــس الــيــوم األحــــد، ال سيما مــع تجند حـزب الـــجـــمـــهـــوريـــن الـــيـــمـــيـــنـــي، النـــتـــقـــادهـــا. ووصـــف رئـيـس الــحــزب، اريـــك سيوتي، عبر حسابه بمنصة «إكس»، التظاهرة بـأنـهـا «داعـــمـــة لــحــمــاس»، مـدعـيـا أنـهـا ستضر بالنظام الـعـام، ومطالبا وزيـر الــداخــلــيــة جــيــرالــد دارمــــانــــان بمنعها. من جهته، علق مدير األمـن في باريس لـــــــــــوران نـــــونـــــيـــــز، عــــبــــر «إكـــــــــــــس»، عــلــى منشور سيوتي، مـؤكـدًا أنـه حظر كافة الـــتـــظـــاهـــرات فــــي شــــــارع الــشــانــزلــيــزيــه الــــيــــوم، ومــــشــــددًا عــلــى أن قـــــوات األمـــن ستضمن تنفيذ املنع بكل دقة. وكــــــانــــــت فــــرنــــســــا قــــــد أعــــلــــنــــت تـــعـــزيـــز إجـــراءاتـــهـــا األمــنــيــة لـيـلـة رأس الـسـنـة، وأكـــــدت الــحــكــومــة أنــهــا سـتـنـشـر الــيــوم األحـــد، أكثر مـن 95 ألـف شرطي ودركـي وعــــســــكــــري لـــضـــمـــان األمـــــــن لـــيـــلـــة رأس الـــســـنـــة، مـــعـــتـــبـــرة أن تــــزايــــد «الـــتـــهـــديـــد اإلرهـــــابـــــي» يــحــتــم تــشــديــد اإلجـــــــراءات األمـنـيـة. وسينتشر 6 آالف عنصر أمن فـي بـاريـس وحــدهــا. وقـــال دارمــانــان إن االنتشار األمـنـي املـقـرر يأتي فـي «إطــار تـــهـــديـــد إرهــــابــــي مـــرتـــفـــع جــــــدًا» بـسـبـب الحرب في غزة. بـــــدورهـــــا، حـــظـــرت الـــســـلـــطـــات األملـــانـــيـــة مسيرة داعمة لفلسطن كان من املرتقب تنظيمها ليلة رأس السنة في العاصمة بـــرلـــن. وأفــــــاد بـــيـــان صـــــادر عـــن شـرطـة بـرلـن، أمــس، بأنه لـن يسمح باملسيرة، الـــتـــي تــحــمــل شـــعـــار «ال احـــتـــفـــال أثــنــاء اإلبـادة الجماعية»، املزمع تنظيمها في حي نويكولن. ولفت البيان إلى أن قرار الحظر يستند إلـى تجارب سابقة، وأن «هناك خطر إطاق شعارات استفزازية ومـــعـــاديـــة لــلــســامــيــة، وتـمـجـيـد الـعـنـف، ووقوع حوادث عنف خال التظاهرة». في غضون ذلك، أعلنت الهيئة املغربية لنصرة قضايا األمة (غير حكومية) أنها تمكنت مــن تنظيم نـحـو 135 تظاهرة فــي 69 مـديـنـة مـغـربـيـة، أول مــن أمــس، تــزامــنــا مـــع الـجـمـعـة الــــــ21 عــقــب عملية «طــوفــان األقــصــى» الـتـي نفذتها حركة «حــمــاس» فـي مستوطنات غــاف غـزة، فــي 7 أكــتــوبــر/ تـشـريـن األول املــاضــي. وقـالـت الهيئة فـي بـيـان إنــه «اسـتـمـرارًا في الفعاليات التضامنية مع فلسطن الـصـامـدة وتـنـديـدًا بحرب اإلبـــادة التي يـمـارسـهـا الـكـيـان الـصـهـيـونـي فــي حق املـدنـيـن الــعــزل، خــرج الشعب املغربي، الــجــمــعــة، فـــي 135 تــظــاهــرة تضامنية في 69 مدينة، استجابة لنداء الهيئة». وبحسب البيان، طالب املحتجون الدولة املغربية باتخاذ «مواقف صريحة تدين حرب اإلبـادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتراجع الفوري عن قرار التطبيع».