Al Araby Al Jadeed

ال لعالَم يقبل بـ«غرنيكا» جديدة

لوحة اسمها غّزة تصنع «إسرائيل» في غزة، بدماء األطفال واألبرياء، أمام العالم كله، غرنيكا جديدة تجسد فيها «تفوقها» في ارتكاب المجازر بحق اإلنسانية

األشــــــ­ــالء، جـــثـــث األطـــــف­ـــــال، الــــجـــ­ـدار الــــعـــ­ـازل، تدمير املحرمات من مستشفيات، ومـدارس، وجامعات، ومنازل. قطع الحياة ومقوماتها: املــــاء، الــكــهــ­ربــاء، الــطــعــ­ام، الـــهـــو­اء، واألدويـــ­ــة. آالف القتلى والجرحى. املستوطنات، حصار الــفــلــ­ســطــيــن­ــيــني فــــي غــــــزة وعـــزلـــ­هـــم. تـهـجـيـر وتـــدمـــ­يـــر وتـــجـــو­يـــع. خـــــــرا­ب بـــكـــاف­ـــة أشــكــالـ­ـه وتعبيراته. فتك. قتل. إبادة جماعية. بـهـذه املـكـونـا­ت والـعـنـاص­ـر واألدوات ترسم أمام العالم كله، أمام الديمقراطي­ات الغربية واألنــــظ­ــــمــــة الـــعـــر­بـــيـــة الــــخـــ­ـرســــاء والـــعـــ­مـــيـــاء ومـــجـــد­وعـــة األنــــــ­ف، لـــوحـــة جـــديـــد­ة بــــــأدو­ات جديدة. فالرسام يدعى «إسـرائـيـل»، واللون الـــــــذ­ي يــســتــخ­ــدمــه هــــو لـــــون الـــقـــن­ـــابـــل، لـــون األحــــمـ­ـــر الــــقـــ­ـاتــــم. أحــــمـــ­ـر الـــــــد­م الـــــضــ­ـــارب فـي األرض الفلسطينية. دم األطــفــا­ل واألبــريـ­ـاء والــنــسـ­ـاء والــشــيـ­ـوخ. دم األبـــريـ­ــاء واملــدنــ­يــني.

لـوحـة الـقـمـاش ومــســرح املــجــزر­ة، غـــزة. إنها لـــوحـــة جـــديـــد­ة تـصـنـعـهـ­ا «إســــرائـ­ـــيــــل» أمـــام نظر العالم كله، على غـرار تلك اللوحة التي صنعتها الـــنـــا­زيـــة، والـــتـــ­ي اســتــوحـ­ـى بابلو بيكاسو منها لوحته «الـغـرنـيـ­كـا»، مجسدًا عبرها املجازر والدمار والتخريب كله الذي تـعـرضـت لــه املـديـنـة اإلسـبـانـ­يـة فــي مقاطعة بــيــزكــ­ايــا فـــي الــشــمــ­ال، جـــــّراء قــصــف الــقــوات األملــانـ­ـيــة واإليــطــ­الــيــة الــتــي دعــمــت الــجــنــ­رال فرانكو، أثناء الحرب األهلية اإلسبانية. حـــدث ذلـــك تــحــديــ­دًا فــي الـــســـا­دس والـعـشـري­ـن مــن نـيـسـان/إبـريـل ،1937 حــني قـصـف سـالح الجو األملاني النازي املدينة الباسكية، مخلفًا وراء ه القتلى والـجـرحـى. أجـبـر السكان على تــــرك بــيــوتــ­هــم الـــتـــي راحـــــت تـــحـــتـ­ــرق. أجـــبـــر­وا على تــرك ممتلكاتهم ومــغــادر­ة املدينة تحت الـــقـــص­ـــف. بــعــد ســــت وثـــمـــا­نـــني عـــامـــًا مـــن تلك املـجـزرة التي ارتكبتها الـقـوات الـنـازيـة، وفي ظــــل املــــجــ­ــزرة املــفــتـ­ـوحــة عــلــى الــــهـــ­ـواء الـطـلـق التي يرتكبها الصهاينة في غزة أمام العالم، اجتمع في املدينة الباسكية، يـوم الثامن من الشهر الـجـاري، أكثر مـن ثالثة آالف شخص

«أنتم من فعل ذلك» رّد بيكاسو على الضابط النازي