كواليس الحملة على المذيع محمد قاسي
فــي 20 نـوفـمـبـر/ تـشـريـن الـثـانـي املـاضـي، أصـــــــدرت قـــنـــاة Monde TV5 الــفــرنــســيــة، بيانا انـتـقـدت فيه مذيعها محمد قاسي، بعد 5 أيام من مقابلة أجراها مع املتحدث الرسمي باسم جيش االحتالل اإلسرائيلي بـالـلـغـة الـفـرنـسـيـة أولـيـفـيـيـه رافــوفــيــتــش، وتــــــطــــــرق فـــيـــهـــا إلـــــــى اقــــتــــحــــام االحـــــتـــــالل للمستشفيات فــي غـــزة. بـيـان الـقـنـاة الــذي وقعته إدارة األخبار ممثلة في 4 مديرين تنفيذيني انتقد املقابلة التي أجراها قاسي «حيث لـم يتم احـتـرام القواعد الصحافية املطبقة على أي مقابلة. وقـد أدى ذلـك إلى إعـــطـــاء انــطــبــاع، فـــي الـــســـؤال األخـــيـــر، بــأن أسـالـيـب عمل الجيش اإلسـرائـيـلـي تعادل استراتيجيات حركة حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول إرهابية...». مــــــر قــــرابــــة شـــهـــر عـــلـــى املـــقـــابـــلـــة والـــبـــيـــان الــــذي تـــالهـــا، لــكــن األجــــــواء داخــــل الشبكة الــفــرنــكــفــونــيــة الـــكـــبـــيـــرة ال تــــــزال مـــتـــوتـــرة، بـحـسـب مـــا نــقــل مــوقــع Arrêt sur images الـــــفـــــرنـــــســـــي. فـــــفـــــي حــــــديــــــث لــــلــــمــــوقــــع مـــع صحافيني فــي الشبكة، يـقـول أحــدهــم «ما زلــنــا ال نـفـهـم مـــا هـــو الـخـطـأ الــــذي ارتـكـبـه زميلنا. طــرح قـاسـي أسئلة عـن األساليب الـتـي يتبعها الجيش اإلسـرائـيـلـي، مكررًا تصريحات العقيد (رافــوفــيــتــش)... بينما البيان الصحافي الصادر عن إدارة األخبار هـــــو مــــجــــرد مـــحـــاكـــمـــة الـــــنـــــوايـــــا». ويـــقـــول صحافي آخر من فريق التحرير: «مع هذا البيان الصحافي، تـرك قاسي وحيدًا أمام انـتـقـام شبكات الــتــواصــل، بينما يفترض على إدارتنا أن تحمينا». وفــــــي تـــضـــامـــن تــــــام مــــع قــــاســــي، أصــــــدرت نـــقـــابـــتـــان صـــحـــافـــيـــتـــان فـــرنـــســـيـــتـــان هـمـا CFDT وSNJ بيانني لتقديم «الدعم الكامل واألقوى ملحمد قاسي». هــذا التوتر فـي مكاتب القناة فـي باريس، ترجم في اجتماع عقد في مقر Monde TV5 بــنــاء على طلب نحو 150 مـوظـفـا، فــي 27 نـوفـمـبـر املـــاضـــي. اســتــمــر االجــتــمــاع أكـثـر مـن ساعة ونـصـف، حيث واجــه 50 موظفا غاضبا كانوا حاضرين في املقر، و03 عن بعد (أغلبهم من املراسلني األجانب)، إدارة األخـــبـــار، واملـــــدراء األربـــعـــة الــذيــن أصـــدروا الـــبـــيـــان، واتـــهـــمـــوهـــم بــالــخــضــوع الــســريــع لـلـضـغـوط. يــقــول أحـــد الـصـحـافـيـني الـذيـن كـانـوا حـاضـريـن ملـوقـع :Arrêt sur Images «أخـــبـــرتـــنـــا (مــــديــــرة األخـــــبـــــار) فـــرانـــســـواز جـولـي و(نـائـبـهـا) أنــطــوان جـانـتـون أنهما تلقيا مكاملات هاتفية من زعماء سياسيني، طالبوهما بإقالة محمد قاسي». من حاول الـضـغـط عـلـى قــنــاة TV5 ؟Monde رفضت إدارة الـــقـــنـــاة ذكــــر أي أســـمـــاء لـلـمـوظـفـني الــــحــــاضــــريــــن فـــــي االجـــــتـــــمـــــاع بـــاســـتـــثـــنـــاء واحــــد. يـقـول أحـــد املــشــاركــني: «أكـــد (املـديـر الــتــنــفــيــذي) إيــــف بــيــغــو أنــــه تــلــقــى مـكـاملـة هاتفية من مقدم البرامج (يهودي مغربي ومـــنـــاصـــر لــلــصــهــيــونــيــة) أرتــــــــور يـــحـــذره فيها من توخي الحذر ألنـه ستكون هناك شكاوى ضد القناة من فرنسا وإسرائيل».