شظايا الحرب على تجارة اإلمارات
تصعيد المقاطعة في اليمن يهدد منتجات جبل علي
تطايرت شظايا الحرب في غزة على التجارة اإلماراتية، إذ إن التصعيد الرسمي للمقاطعة من الحوثيين سيؤثر سلبًا على التجارة في ميناء «جبل علي»، وحسب مراقبين تحدثوا لـ«العربي الجديد»، سيمثل ذلك ضغطًا كبيرًا على الشركات اإلماراتية التي تتعامل مع االحتالل
يتوقع أن تكون إلجراء ات جماعة أنـــــصـــــار الــــلــــه (الــــحــــوثــــيــــني) فــي اليمن في ما يتعلق بمنع تداول بـضـائـع الــشــركــات الــداعــمــة إلســرائــيــل، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني املاضي، أصداء خــلــيــجــيــة، فــــي ظــــل إعـــــــادة تــصــنــيــع عــديــد املــنــتــجــات اإلســرائــيــلــيــة فـــي مــيــنــاء «جـبـل علي» وبيعها على أنها منتجات إماراتية. وأصــــــــدر وزيـــــــر الـــصـــنـــاعـــة والــــتــــجــــارة فـي حـكـومـة الـحـوثـيـني بصنعاء محمد شـرف املطهر، قـــرارًا بـ«حظر املنتجات األميركية وكل الشركات الداعمة للكيان الصهيوني»، كــــمــــا قـــــــرر شــــطــــب الـــــــوكـــــــاالت والــــعــــامــــات التجارية األميركية والشركات التي تدعم إسرائيل، بحسب بيان للوزارة.
حمالت ميدانية
وجـــــــاء قـــــــرار املـــطـــهـــر مـــتـــزامـــنـــا مــــع تـنـفـيـذ حـــــمـــــات مــــيــــدانــــيــــة فــــــي صــــنــــعــــاء إلزالــــــــة الـــلـــوحـــات اإلعـــانـــيـــة لــبــضــائــع ومـنـتـجـات الـــشـــركـــات الـــداعـــمـــة إلســـرائـــيـــل، خـصـوصـا األمـيـركـيـة مـنـهـا، وفـقـا لقائمة «املـقـاطـعـة» الـتـي أصـدرتـهـا وزارة الصناعة والتجارة فــــي صـــنـــعـــاء. ولــــهــــذا الـــــقـــــرار مـــــــردود عـلـى الــســوق املـحـلـيـة أيــضــا، إذ يـسـتـورد اليمن جـمـيـع احــتــيــاجــاتــه الـسـلـعـيـة مـــن الــخــارج بــنــســبــة تـــتـــجـــاوز ،%80 بــحــســب بــيــانــات رسمية، وتتحكم سلطة الحوثيني بـــإدارة ميناء الحديدة االستراتيجي الــذي اعتمد الـيـمـن عليه بشكل رئـيـسـي فــي االسـتـيـراد والشحن الـتـجـاري، بنسبة تتجاوز ،%70 قبل إغاقه في عام 2018 على وقع الحرب في الـبـاد. وأعيد افتتاح امليناء في مطلع العام الجاري في إطار تفاهمات بني أطراف الـــصـــراع الــيــمــنــي، وفــــي ظـــل جـــهـــود أمـمـيـة ودولـــيـــة لــلــتــوصــل إلــــى اتـــفـــاق بـــني أطــــراف الصراع الدائر في اليمن منذ عام .2015 ويـــمـــثـــل الـــــقـــــرار الـــحـــوثـــي تـــهـــديـــدا لــعــديــد الشركات اإلماراتية التي طاولتها حمات الـــدعـــوة إلـــى «املــقــاطــعــة»، بـاعـتـبـارهـا أبــرز دولـــــــة تـــمـــثـــل «الـــــطـــــرف الــــثــــالــــث» لـــتـــرويـــج املــــنــــتــــجــــات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة، عــــبــــر تـــحـــويـــل مــنــاطــقــهــا الـــتـــجـــاريـــة والـــلـــوجـــســـتـــيـــة إلـــى «ســـاحـــة تـــرانـــزيـــت» لـــهـــا، مـــا بــــدا جـلـيـا في إعــــادة الـتـغـريـد عـلـى وســـوم تـذكــر بشمول املـــقـــاطـــعـــة لـــعـــديـــد الــــشــــركــــات اإلمــــاراتــــيــــة، مـــثـــل «مـــقـــاطـــعـــة_املـــنـــتـــجـــات_اإلمـــاراتـــيـــة» و«مـــقـــاطـــعـــة_بـــضـــائـــع_جـــبـــل_عـــلـــي»، عـبـر مواقع التواصل االجتماعي. وفــي حــال شمول املقاطعة «الرسمية» في اليمن لبضائع جبل عـلـي، فــإن تأثير ذلك سيتعدى إلــى باقي دول الخليج العربية، ألن املــــيــــنــــاء اإلمـــــــاراتـــــــي مــــصــــدر رئــيــســي للبضائع إلـــى كـافـة دول مجلس الـتـعـاون الخليجي. شركات اإلمارات
يــشــيــر الـــخـــبـــيـــر االقــــتــــصــــادي واملـــســـتـــشـــار املالي، علي أحمد درويــش، في تصريحات
الشركات اإلماراتية تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب تداعيات الحرب دعوات المقاطعة الواسعة القت تفاعلا كبيرا في مصر
لــــــ «الــــعــــربــــي الـــــجـــــديـــــد»، إلــــــى أن االتــــجــــاه الـــحـــوثـــي يــمــثــل مـــواصـــلـــة الســتــراتــيــجــيــة الـضـغـط عـلـى الــشــركــات الــتــي تـتـعـامـل مع إسرائيل، وذلك بعد الضغط على الشركات املالكة لناقات النفط، عبر االستياء على ســفــيــنــتــني. ولــــــذا يـــــرى درويـــــــش أن الـــقـــرار الحوثي بحظر منتجات الشركات الداعمة إلســــرائــــيــــل ســيــنــعــكــس ســلــبــا عـــلـــى عــديــد الـــشـــركـــات الــعــربــيــة، خـــاصـــة بـــالـــدول الـتـي طـبـعـت الــعــاقــات رسـمـيـا مــع إســرائــيــل، ال سيما اإلمـــارات، ما يندرج ضمن تداعيات الــصــراع فـي منطقة الـشــرق األوســــط، الـذي تعتبر الـيـمـن أحـــد أطـــرافـــه. ومـــن شـــأن ذلـك أن ينعكس أيــضــا عـلـى سـيـل حــركــة النقل الـبـحـريـة مــن الـخـلـيـج الــعــربــي إلـــى أوروبــــا والواليات املتحدة األميركية، وبالتالي على دول الـخـلـيـج، وخـــاصـــة اإلمـــــــارات، بحسب