سباق مواعيد قضائية بين ترامب وبايدن
يتهم الرئيس األميركي جو بايدن منافسه الرئاسي دونالد ترامب بأنه تهديد للديمقراطية، فيما يواجه الرجالن معارك قضائية قد تؤثر على سباقهما نحو البيت األبيض
مـــــع بــــــدء الـــعـــكـــس الـــعـــكـــســـي لـــالنـــتـــخـــابـــات الرئاسية األميركية بعد أقل من عام، ال يزال الرئيس السابق دونــالــد تــرامــب، وفــق أحد أحدث استطالعات للرأي، متصدرًا مرشحي الحزب الجمهوري املحتملني، ليتنافس مع املرشح األوفر حظا في الحزب الديمقراطي الــرئــيــس الــحــالــي جـــو بـــايـــدن. مـــع الـعـلـم أن الرجلني يواجهان معارك مع القضاء، وإن اختلف تأثير مسارها على كل منهما. وخــلــص اســتــطــالع لــــ«رويـــتـــرز/ إبــســوس» أول مـــن أمــــس االثـــنـــني، إلــــى أن 61 بـاملـائـة مــــن الـــنـــاخـــبـــني الــــذيــــن يــــعــــرفــــون أنــفــســهــم بأنهم جمهوريون، قالوا إنهم سيصوتون لترامب، في االنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والتي ستبدأ من والية أيوا في 15 يناير/كانون الثاني املقبل. ولم يحصل بحسب االستطالع، أي من منافسي ترامب فـي الـحـزب على نسبة ولـو قريبة مـن تلك، حيث حصل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس وحـاكـمـة ســـاوث كـارولـيـنـا الـسـابـقـة نيكي هــيــلــي، املــنــافــســان األبـــــــرز، عــلــى نــســبــة 11 بــاملــائــة لــكــل مـنـهـمـا، مـــن عـيـنـة تــتــألــف من 1689 شـخـصـا. ولـــم يـجـد االســتــطــالع أدلــة تـــذكـــر عــلــى أن هـــــؤالء الــنــاخــبــني يــتــأثــرون بــمــجــمــوعــة الــتــهــم الــجــنــائــيــة الــفــيــدرالــيــة، واألخرى الخاصة بالواليات التي يواجهها تـــــرامـــــب. وقـــــــال أقــــــل مــــن ربــــــع مــــن شـمـلـهـم االســتــطــالع، إنـهـم يـصـدقـون اتــهــامــات بـأن تــــرامــــب طـــلـــب تــــزويــــر نـــتـــائـــج االنـــتـــخـــابـــات الرئاسية عام ،2020 أو طلب من مجموعة مــــن أنــــصــــاره مــهــاجــمــة مــبــنــى الــكــابــيــتــول فـي 6 يناير ،2021 وهما اثنتان مـن التهم الرئيسية التي تـواجـه تـرامـب. فـي غضون ذلــــك طــلــب املــــدعــــي الـــعـــام الـــفـــيـــدرالـــي جــاك سميث، أول من أمس، والذي سبق أن وجه اتهامات لترامب بإساء ة التعامل مع وثائق سرية أثناء واليته، من املحكمة األميركية العليا، الـبـت فـي مـا إذا كــان تـرامـب يتمتع بحصانة تمنع محاكمته بتهمة التواطؤ لقلب نتائج انتخابات .2020 وقال إن «هذه الـقـضـيـة تـمـثـل ســــؤاال أســاســيــا فــي جوهر ديــمــقــراطــيــتــنــا: هـــل يــتــمــتــع رئـــيـــس سـابـق بــحــصــانــة مـطـلـقـة مـــن مــحــاكــمــة فــيــدرالــيــة لـــجـــرائـــم ارتـــكـــبـــت أثــــنــــاء واليـــــتـــــه»؟ وطــلــب سميث من املحكمة اتخاذ قـرار بسرعة، ما يسمح بانطالق جلسات املحاكمة، املقرر أن تبدأ في واشنطن في 4 مارس/ آذار املقبل، أي في ذروة السباق االنتخابي. وفــــــي الــــســــيــــاق قــــــال أســـــتـــــاذ الــــحــــقــــوق فـي جــامــعــة ريــتــشــمــونــد، كــــارل تـــوبـــايـــاس، في تصريح لوكالة «فـرانـس بــرس»، إن الطلب الــذي تقدم به سميث هو إجــراء نــادر لكنه يستند إلـى «حجج مقنعة». وأشــار إلـى أن سميث يعتبر «مستقبل الواليات املتحدة، بصفتها ديمقراطية فاعلة، على املحك». وسعى محامو ترامب إلى تأجيل املحاكمة إلــــى مـــا بـــعـــد االنـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة فـي نوفمبر/ تشرين الـثـانـي املـقـبـل، باعتبار
أنــــــه ال يـــمـــكـــن مـــحـــاكـــمـــتـــه عـــلـــى إجــــــــراءات اتخذها كرئيس البالد. لكن القاضية تانيا تشاتكان التي ستترأس املحاكمة في هذه القضية ردت دفوع املحامني، وقالت في 1 ديسمبر/ كانون األول الحالي، إن «خدمة املدعى عليه كقائد أعلى ملدة 4 سنوات لم تمنحه الــحــق اإللــهــي للملوك فــي التهرب من املساءلة الجنائية». فـي مـــوازاة ذلــك قـالـت النائبة لـيـزا ماكلني لــــوكــــالــــة «رويـــــــتـــــــرز»، أمــــــس الــــثــــالثــــاء، إن مــجــلــس الــــنــــواب األمـــيـــركـــي الـــــذي يـهـيـمـن عليه الجمهوريون سيصوت على إضفاء الـــطـــابـــع الـــرســـمـــي عـــلـــى تــحــقــيــق مــســاءلــة بـــايـــدن، بــهــدف عـــزلـــه، عــلــى خـلـفـيـة مــزاعــم بارتكابه وعائلته مخالفات مالية (أثناء منصبه كنائب للرئيس خالل إدارة باراك أوباما)، حسبما أبلغ رئيس مجلس النواب مـايـك جـونـسـون زمـــالءه الـجـمـهـوريـني في اجتماع مغلق، أول من أمس. وقال مساعد فـي املجلس، فـي حديث لــ«رويـتـرز» شرط عدم الكشف عن هويته، إنه من املتوقع أن يجرى التصويت، اليوم األربعاء. مع العلم أن مجلس النواب سيبدأ بعد غد الخميس عطلة نهاية الـعـام والـتـي تمتد ألكـثـر من ثالثة أسابيع. إلــــى ذلــــك قــــال بـــايـــدن، خــــالل حــمــلــة لجمع الــتــبــرعــات لـحـمـلـتـه االنــتــخــابــيــة، أول من أمس، إن ترامب يمثل تهديدًا للديمقراطية األمـــيـــركـــيـــة، الفـــتـــا إلــــى أن األخـــيـــر «يــقــول بصوت عال» إنه سيكون ديكتاتورًا، وذلك في إشـارة إلى ما قاله ترامب في تصريح إعالمي األسبوع املاضي، من أنه لن يكون ديــكــتــاتــورًا إال لــيــوم واحـــد فــقــط، فــي حـال فــــوزه فـــي انــتــخــابــات الـــرئـــاســـة األمـيـركـيـة العام املقبل.