Al Araby Al Jadeed

لماذا ال تستخدم مصر الدعم الدولي لفتح معبر رفح؟

رغم القرارات األممية وتلك الصادرة عن القمة العربية واإلسالمية األخيرة، يطرح سؤال حول سبب عدم استخدام مصر الدعم الدولي لفتح معبر رفح بشكل مستدام

- القاهرة ـ العربي الجديد

فـــتـــحـ­ــت زيــــــــ­ارة وفـــــد ضــــم مـــنـــدو­بـــن لــعــدة دول أعـضـاء بمجلس األمـــن، أول مـن أمس االثنن، ملدينتي العريش ورفح املصريتن، بهدف االطالع على جهود اإلغاثة وإدخال املــــســ­ــاعــــدا­ت إلـــــى قـــطـــاع غـــــزة مــــن الــجــانـ­ـب املصري ملعبر رفح البري، الحديث من جديد حول عدم قدرة مصر على فتح املعبر أمام املــســاع­ــدات اإلنـسـانـ­يـة بشكل مـسـتـدام، في ظـل تعسف إسرائيلي بمنع إدخـــال معظم تــلــك املـــســـ­اعـــدات. مـــع الــعــلــ­م أن مـعـبـر رفــح يربط بن مصر والقطاع، واملسؤولية فيه مشتركة بـن السلطات املصرية والسلطة الفلسطينية، بعيدًا عن سلطة االحتالل. وجــرت زيــارة الوفد األممي إلـى رفــح، وفق بـــيـــان وزارة الــخــارج­ــيــة املــصــري­ــة أول من أمــس، بتنظيم وتنسيق بن بعثتي مصر واإلمـــــ­ـارات لـــدى األمــــم املــتــحـ­ـدة، وفـــي إطــار عضوية اإلمــــار­ات الحالية بمجلس األمــن. وأوضــــــ­ـح الـــبـــي­ـــان أن الــــوفــ­ــد زار مــديــنــ­تــي الــــعـــ­ـريــــش ورفـــــــ­ـح لـــــــــ «االطــــــ­ــالع عــــلــــ­ى ســيــر الــعــمــ­لــيــات اإلنــســا­نــيــة والــطــبـ­ـيــة الـضـخـمـة املــــقــ­ــدمــــة لــــدعـــ­ـم جــــهــــ­ود اإلغـــــا­ثـــــة لـــأشـــق­ـــاء الفلسطينين فـي قـطـاع غـــزة، بما فـي ذلك تفقد املساعدات والجهود اإلنسانية التي يــنــفــذ­هــا الـــهـــا­لل األحـــمــ­ـر املـــصـــ­ري، والــدعــم الــطــبــ­ي املــــقــ­ــدم لــلــجــر­حــى الـفـلـسـط­ـيـنـيـن». وتـابـع: «فـضـال عـن الـوقـوف على املعوقات املـــفـــ­روضـــة مـــن الــجــانـ­ـب اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي على دخــــــــ­ـول شـــــاحــ­ـــنـــــا­ت املــــــس­ــــــاعــ­ــــدات وإجـــــــ­ـالء الــجــرحـ­ـى مـــن مـعـبـر رفــــح، ومـــا تــــؤدى إلـيـه مــن تـكـدس شـاحـنـات املــســاع­ــدات وتعطيل دخولها إلى القطاع». وفــي الـسـيـاق، قــال املـسـاعـد الـسـابـق لوزير الخارجية املصري، السفير عبد الله األشعل، في حديث مع «العربي الجديد» إن الزيارة «جـاءت الستكشاف آلية دخـول املساعدات إلى قطاع غزة». وشدد على أنه «يجب بعد ذلـك إصــدار قـرار من مجلس األمـن الدولي، أو الجمعية العامة لأمم املتحدة، بإدخال املساعدات اإلنسانية بشكل مستدام». وعـزا األشعل أسباب عدم فتح مصر معبر رفح رغم وجود دعم دولي وعربي، وقرارات صـــــــــ­ادرة مـــــن الـــقـــم­ـــة الـــعـــر­بـــيـــة اإلســـالم­ـــيـــة بـــالـــر­يـــاض فـــي نــوفــمــ­بــر/ تــشــريــ­ن الــثــانـ­ـي املــــاضـ­ـــي، إلــــى أن «أي خـــطـــوة أحــــاديـ­ـــة من جـــانـــب مــصــر بــفــتــح املـــعـــ­بـــر، ســـتـــؤد­ي إلــى صدام مع إسرائيل، ألن األخيرة مصرة على أال يـمـر أحـــد، ويـنـجـو، فيما تــمــارس حـرب إبادة، وتحرص على أن من بقي حيا، يرحل ويوطن خارج القطاع». وأضاف أن إسرائيل «تـعـلـم أن فـتـح املـعـبـر وإدخـــــا­ل املــســاع­ــدات يؤخر خطتها، ولذلك مهما كانت القرارات، فـــــإن مـــصـــر ســـتـــتـ­ــعـــرض ملـــشـــا­كـــل مــعــهــا إن فتحت املعبر». وأشــــــا­ر إلــــى أن «إســـرائــ­ـيـــل تــشــتــر­ط مـــرور الشاحنات على معبر كــرم أبــو سـالـم (بن مصر وغزة وإسرائيل)، لتفتيشها وتحديد ما يدخل وما ال يدخل»، وبالنسبة للجرحى الـــذيـــ­ن يـــعـــبـ­ــرون إلــــى مــصــر ودول أخــــرى، قـال األشعل إن «إسرائيل تحدد أسماءهم وعددهم بعد فرز القوائم، كي ال يكون هناك أحد من حماس». مــن جهته أوضـــح، أســتــاذ الـقـانـون الـدولـي الــعــام، أيـمـن ســالمــة، فــي حـديـث لـ«العربي الجديد»، الشق القانوني في هـذه النقطة. وقال إنه «على الرغم من أن قرارات الجمعية الـعـامـة ال تـحـوز الـقـوة اإللـزامـي­ـة اإلنـفـاذي­ـة تــجــاه الـــــدول األعـــضــ­ـاء فـــي األمــــم املــتــحـ­ـدة، إال أنــهــا تـحـمـل ثــقــل الـــــرأي الــعــامل­ــي بـشـأن الــقــضــ­ايــا الـــدولــ­ـيـــة الــرئــيـ­ـســيــة، فـــضـــال عن

األشعل: إسرائيل تعلم أن فتح المعبر يؤخر خطتها

أنــهــا تـعـكـس وتــكــشــ­ف الـسـلـطـة األخــالقـ­ـيــة للمجتمع العاملي دوال ومنظمات». ولفت إلـى أن «البعض يضيق نظره على قابلية قـــرارات الجمعية العامة للتنفيذ في أرض الـــــواق­ـــــع، ويـــتـــج­ـــاهـــل جـــوهـــر ومــــغـــ­ـزى هـــذه الـــقـــر­ارات، وكونها تشكل ببساطة القاسم املــــشــ­ــتــــرك األدنـــــ­ـــى لــلــمــن­ــبــر الــــعـــ­ـام ملـنـظـمـة األمـــم املـتـحـدة، والـتـي تـعـد، مــجــازًا، الهيئة التشريعية للمنظمة». فـــي غــضــون ذلـــك رأى الــســيــ­اســي املــصــري، والرئيس السابق لحزب «الـدسـتـور» عالء الخيام، في حديث لـ«العربي الجديد»، أن «غياب اإلرادة السياسية للنظام املصري، هي التي تعطل فتح املعابر مع قطاع غزة لدخول املساعدات». وتابع: «لو كانت هناك إرادة لفتح املعبرين (رفح وكرم أبو سالم) وإدخـــــا­ل املــســاع­ــدات واسـتـقـبـ­ال املـصـابـن، فإن مصر ستكون قادرة على ذلك». وأضاف أن «استمرار الحديث عن وجـود معاهدات واتفاقات من قبل النظام املصري، ليس له قيمة في ظل وجود حرب أو أزمة إنسانية ضخمة بهذا الحجم». في موازاة ذلك أعلن منسق عمليات حكومة االحـتـالل، مساء أول من أمـس، أن إسرائيل «ســـتـــبـ­ــدأ بــفــحــص املــــســ­ــاعــــدا­ت اإلنــســا­نــيــة املوجهة إلى قطاع غزة أيضا في معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، بينما يتم فحصها حاليا فقط فـي معبر نيتسانا» مـع مصر. وبحسب اإلعالن، حتى بعد التغيير، «سيتم إدخال املساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح وليس من األراضي اإلسرائيلي­ة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar