الحوثيون ينفذون وعيدهم: استهداف ناقلة متجهة إلسرائيل
أعلنت جماعة الحوثيين استهداف سفينة شحن نرويجية كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر البحر األحمر، ما يزيد خطر التصعيد في المنطقة
خطت جماعة الحوثيني في اليمن، مساء أول مــن أمـــس االثــنــني، خـطـوة إضـافـيـة فــي إطــار تحركاتها العسكرية املـسـانـدة لقطاع غـزة، والـــتـــي تـسـعـى إلــــى الــضــغــط عــلــى إســرائــيــل الغارقة منذ 7 أكتوبر/تشرين األول املاضي، فــــي حـــــرب دمــــويــــة فــــي الـــقـــطـــاع ضــــد حــركــة «حـــــمـــــاس». ونــــفــــذت الـــجـــمـــاعـــة تــهــديــداتــهــا بضرب أي سفينة تجارية متجهة في البحر األحــــمــــر إلـــــى أحـــــد مــــرافــــئ دولــــــة االحــــتــــال، وهـــو مــا اسـتـدعـى تــدخــا عسكريًا أميركيًا وفرنسيًا، فيما أعلنت إسرائيل أنها سترد على التصعيد الحوثي «بالقوة». وأعلنت جماعة الحوثيني، أمـس، استهداف سفينة شـحـن نـرويـجـيـة كــانــت فــي طريقها إلــــــى إســــرائــــيــــل عـــبـــر الـــبـــحـــر األحــــمــــر «بــعــد رفــض طاقمها كـافـة الـــنـــداءات التحذيرية»، وربـــطـــت بـــني وقـــف مــثــل هـــذه االســتــهــدافــات وإدخـــال املساعدات إلـى غــزة. وقــال املتحدث العسكري للحوثيني يحيى سريع، في بيان، إن «الــــقــــوات الــبــحــريــة فـــي الـــقـــوات املـسـلـحـة الــيــمــنــيــة (قــــــوات الـــحـــوثـــيـــني) نـــفـــذت عملية عسكرية نوعية ضد سفينة ستريندا تابعة لـلـنـرويـج، كــانــت محملة بـالـنـفـط، ومتجهة إلـى الكيان اإلسرائيلي، وقـد تم استهدافها بــصــاروخ بـحـري مــنــاســب». وأوضــــح سريع أن قـــوات الحوثيني «نجحت خــال اليومني املاضيني في منع مرور سفن عدة استجابت لــتــحــذيــرات الـــقـــوات الــبــحــريــة الـيـمـنـيـة، ولــم تلجأ الستهداف السفينة النرويجية املحملة بالنفط، إال بعد رفض طاقمها كافة النداء ات التحذيرية». ولفت سريع إلـى أن العمليات الحوثية تـأتـي «انـتـصـارًا ملظلومية الشعب الفلسطيني الـــذي يتعرض فـي هــذه األثـنـاء للقتل والـتـدمـيـر والــحــصــار فــي قــطــاع غــزة، واستجابة لنداءات األحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم وأبناء أمتنا». وجدد التأكيد على أن «قواتنا مستمرة في منع كافة السفن مــــن كــــل الـــجـــنـــســـيـــات املــتــجــهــة إلـــــى املـــوانـــئ اإلسرائيلية من املاحة في البحرين العربي واألحــمــر حتى إدخـــال مـا يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء». وعــــقــــب اإلعـــــــــان الــــحــــوثــــي، قــــالــــت الـــوكـــالـــة البحرية البريطانية في بيان عبر حسابها بمنصة «إكـــــس»، إنـــه «تــــم إبــاغــهــا بـحـادثـة تـعـرض سفينة (لــم تـحـدد هويتها) لهجوم صــــاروخــــي» قــــرب بــــاب املــــنــــدب، مـضـيـفـة أن «الــســلــطــات الـعـسـكـريـة (لـــم تــحــددهــا) تـقـوم بتقديم املـسـاعـدة للسفينة املـتـضـررة»، وأن «السفينة وجميع أفراد طاقمها في أمان». بــدورهــا، أعلنت الـقـيـادة املـركـزيـة األميركية «ســنــتــكــوم»، أنـــه «عــنــد الـسـاعـة 21 بتوقيت
غــريــنــتــش، فـــي 11 ديـــســـمـــبـــر/كـــانـــون األول الــــحــــالــــي، تـــعـــرضـــت نـــاقـــلـــة الـــنـــفـــط واملـــــــواد الــكــيــمــيــائــيــة، الـــتـــي تــحــمــل اســـــم ســتــريــنــدا، لـ«هجوم بـصـاروخ كــروز مضاد للسفن، تم إطاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون فــي اليمن أثــنــاء مــرورهــا عبر بــاب املــنــدب»، مـــوضـــحـــة أن الــســفــيــنــة أبـــلـــغـــت عــــن «وقـــــوع أضرار تسببت في نشوب حريق على متنها، دون وقوع إصابات». ولم تكشف «سنتكوم» عــــن أي تــفــاصــيــل إضـــافـــيـــة بـــشـــأن جـنـسـيـة السفينة الـتـي تعرضت للهجوم أو طبيعة حـمـولـتـهـا. لكنها أكــــدت أنـــه «لـــم تـكـن هناك أي سفن أميركية في املنطقة وقت الهجوم»، مشيرة إلى أن املدمرة األميركية «يو أس أس
ماسون» استجابت لنداء استغاثة ستريندا لتقديم املساعدة». والناقلة «ستريندا» يبلغ طولها 144 مترا وبنيت عام ،2006 وكانت تبحر باتجاه قناة الــســويــس حــني أصــابــهــا الـــصـــاروخ. وتـعـود ملكية السفينة لـ«موينكل كيميكال تانكرز
اعترضت فرقاطة فرنسية مسيرة كانت تهدد الناقلة
إيـــــه إس»، وهـــــي شــــركــــة مـــقـــرهـــا الــرئــيــســي فـــــي بــــيــــرغــــن بـــــالـــــنـــــرويـــــج. وأكــــــــــدت شـــركـــتـــا االســتــخــبــارات الــخــاصــة «أمـــبـــري» و«دريــــاد غـلـوبـال» أن الـهـجـوم وقــع قــرب مضيق باب املــنــدب، كـمـا أكـــد الـرئـيـس التنفيذي لشركة «لودفيغ موينكلز ريديري»، مشغل الناقلة، غير بيلسنيس، وقـــوع الـهـجـوم، مضيفًا أن «جميع أفــراد الطاقم ساملون وآمـنـون»، وأن «الناقلة تتجه اآلن إلى ميناء آمن». وجاء التدخل الغربي العسكري األكبر مساء االثـــنـــني، مـــن الــجــانــب الــفــرنــســي، إذ أعـلـنـت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان، أن الفرقاطة الفرنسية «فريم النغدوك» اعترضت ودمرت طائرة مسيرة كانت تهدد الناقلة «ستريندا» ضـــمـــن الــــهــــجــــوم الـــــــذي انـــطـــلـــق مــــن الـــيـــمـــن، موضحة أن الهجوم تسبب في اندالع حريق على مـن الناقلة. وقـالـت الــــوزارة الفرنسية في بيان، إن «الفرقاطة تحركت ملنع تحويل اتجاه مسار ستريندا». وبحسب وكالة «فرانس بــرس»، فـإن الناقلة كــانــت قـــادمـــة مـــن مــالــيــزيــا فـــي طـريـقـهـا إلــى قناة السويس، ثم إلى إيطاليا، وهي محملة بــشــحــنــة مـــن زيــــت الــنــخــيــل، عــلــمــًا أن هيئة البث اإلسرائيلية أعلنت أمــس، أن السفينة النرويجية كان من املفترض أن تدخل ميناء أســــدود فــي 4 يــنــايــر/كــانــون الــثــانــي املـقـبـل. وقـال املتحدث باسم الحكومة اإلسرائيلية، إيــلــون لـيـفـي، أمــــس، إنـــه سـيـتـم الـتـعـامـل مع تهديد الحوثيني بالقوة.