اﻟﺠﺰﻳﺮة.. ﻛﺎﺑﻮس اﻻﺣﺘﻼل
اﻟـــﺪوﺣـــﺔ :] ﻗـــﺎل ﺳـﻌـﺎدة اﻟـــــﺪﻛـــــﺘـــــﻮر إﺑـــــﺮاﻫـــــﻴـــــﻢ ﺑـــــﻦ ﺻـــﺎﻟـــﺢ اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺮﻛﺰ اﻟــــﺪوﺣــــﺔ اﻟــــﺪوﻟــــﻲ ﻟـــﺤـــﻮار اﻷدﻳـــــﺎن إن اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟـﺨـﺎﻣـﺲ ﻋﺸﺮ ﻟﺤﻮار اﻷدﻳـــﺎن اﻟــﺬي ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟـــﺪوﺣـــﺔ ﻏـــﺪا اﻟــﺜــﻼﺛــﺎء ﺗـﺤـﺖ ﺷـﻌـﺎر »اﻟـــﺘـــﻜـــﺎﻣـــﻞ دﻳـــــٌﻦوﻗــﻴــٌﻢ وﺗــــﺮﺑــــﻴــــﺔ« ﺳــﻴــﺴــﻠــﻂ اﻟــــﻀــــﻮء ﻋـﻠـﻰ دور اﻷدﻳـــــــﺎن ﻓــــﻲ ﺗـــﺮﺑـــﻴـــﺔ اﻟـــﻨـــﺶء ﻓـــــﻲ ﻇـــــﻞ اﻟــــﻤــــﺘــــﻐــــﻴــــﺮات اﻷﺳــــﺮﻳــــﺔ اﻟــﻤــﻌــﺎﺻــﺮة، وأﺿــــﺎف ﺳــﻌــﺎدﺗــﻪ إن ﻧـﺴـﺨـﺔ ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺎم ﺗــﺄﺗــﻲ ﺑـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻧــﺨــﺒــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﻤـﻔـﻜـﺮﻳـﻦ واﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻴـﻦ ﻋــﻠــﻤــﺎء اﻷدﻳــــــﺎن اﻟــﺴــﻤــﺎوﻳــﺔ اﻟــﺜــﻼث )اﻹﺳــﻼم واﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ(، وﺑﺤﻀﻮر أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٠٠٣ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣـﻦ ﺣـﻮاﻟـﻲ ٠٧ دوﻟـــﺔ، ﻋـــﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻣﻦ داﺧﻞ دوﻟـﺔ ﻗﻄﺮ، وﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻓﻜﺮﻳﺎ وﺗﺤﺎورﻳًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ وُﻣﻤﺜﱢﻠﻲ اﻷدﻳـــــﺎن اﻟــﺴــﻤــﺎوﻳــﺔ ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟــﻰ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﺨﺘﺎرة ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷدﻳــﺎن وأﺳــــــﺎﺗــــــﺬة اﻟــــﺠــــﺎﻣــــﻌــــﺎت ورؤﺳـــــــﺎء ﻣـﺮاﻛـﺰ ﺣــﻮار اﻷدﻳـــﺎن ﻣـﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧـﺤـﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، وأﺷـــﺎر ﺳـﻌـﺎدﺗـﻪ إﻟﻰ أن ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟـﺪوﺣـﺔ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻟـﺤـﻮار اﻷدﻳـــﺎن ﻫـﻮ اﻣــﺘــﺪاد ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﻤـــﺆﺗـــﻤـــﺮات اﻣـــﺘـــﺪت ﻟـﻘـﺮاﺑـﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺪوﺣـﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﻘـﺎء ﻛـﻮﻛـﺒـﺔ ﻣــﻦ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻷدﻳـــﺎن اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ، واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﻴﻦ، ورؤﺳـﺎء ﻣـﺮاﻛـِﺰ اﻟــﺤــﻮا ِر ﻣـﻦ ﻣﺨﺘﻠِﻒ أﻧـﺤـﺎ ِء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، واﻟـﻤـﻬـﺘـﻤـﻴـﻦ ﺑــﺎﻟــﺤــﻮار ﺑﻴﻦ اﻷدﻳﺎِن ﻋﻠﻰ وﺟِﻪ اﻟﺨﺼﻮص، وﻫﻲ ﻓﺮﺻٌﺔ ﻋﻈﻴﻤٌﺔ ﻟﻠﺘﻼﻗﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣـــﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﺗـــﺠـــﺎوز اﻟـﺘـﻤـﻴـﻴـﺰ ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ اﻹﻧــﺴــﺎن. وﻛـﺸـﻒ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻋﻦ أﻧــﻪ »ﺳـﻴـﺘـﻢ ﻣـﻨـﺢ )ﺟــﺎﺋــﺰة اﻟـﺪوﺣـﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺤﻮار اﻷدﻳﺎن( ﻓﻲ دورﺗﻬﺎ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، وﻗـﺪ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ وﻣــﻮﺿــﻮﻋــﻬــﺎ ﻣــﺘــﻮاﻓــﻘــﺎ ﻣــﻊ أﻫـــﺪاف اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﺘﻤﻨﺢ )ﻟﻸﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ دﻋــﻢ اﻷﺳـــﺮ اﻟـﻤـﺘـﻀـﺮرة(، وﻗــﺪ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ إﻧـﺠـﺎزاﺗـﻬـﻢ ﻛــﺄﻓــﺮاد أو ﻛﻤﺆﺳﺴﺎت ﻓـــﻲ دﻋـــﻢ اﻷﺳــــﺮ اﻟــﻤــﺘــﻀــﺮرة ﺳـــﻮاء ﻣـــﻦ ﺟــــﺮاء اﻟــﻔــﻘــﺮ أو اﻟــــﻜــــﻮارث أو اﻟــﺤــﺮوب واﻟــﺼــﺮاﻋــﺎت أو اﻟﺘﺸﺘﺖ واﻟﻠﺠﻮء.
وأﺿـــــﺎف ﺳــﻌــﺎدﺗــﻪ أﻧــــﻪ »ﺿــﻤــﺎﻧــﺎ ﻟــﻠــﺠــﻮدة واﻟــﺸــﻔــﺎﻓــﻴــﺔ ﺗــﺸــﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ذات ﺧﺒﺮات ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ«.
ﻛﻤﺎ ﻟﻔﺖ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻨﻌﻴﻤﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟـﻰ أن: »اﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ ﺑـــﻌـــﻨـــﺎﻳـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﻠـــﺠـــﻨـــﺔ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻤــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻤـﺆﺗـﻤـﺮ، وأﻧــﻬــﻢ ﺟـﻤـﻴـﻌـﺎ ﻳـﺪرﻛـﻮن أن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺣــــﻮار اﻷدﻳــــــﺎن ﺗــﺘــﺄﺳــﺲ ﻋــﻠــﻰ ﻓﻬﻢ أﻓـﻀـﻞ ﻟﻠﻤﺒﺎدئ واﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟــﺘــﺴــﺨــﻴــﺮﻫــﺎ ﻟـــﺨـــﺪﻣـــﺔ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وذﻟﻚ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣـــﺆﺗـــﻤـــﺮات ﺣــــﻮار اﻷدﻳــــــﺎن ﻟـﺘـﻌـﺰﻳـﺰ اﻟــﻘــﻴــﻢ اﻷﺳـــﺮﻳـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺑــﺎﺗــﺖ ﺗــﻮاﺟــﻪ اﻟــــﻴــــﻮم ﺗـــﺤـــﺪﻳـــﺎت ﻛـــﺒـــﻴـــﺮة ﻓــــﻲ ﻇـــﻞ اﻟـﻤـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻟــﻤــﻌــﺎﺻــﺮة، وﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـــﻦ اﻻﺧـــﺘـــﻼف اﻟــﺪﻳــﻨــﻲ واﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ واﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﺑـﻴـﻦ ﺑـﻨـﻲ اﻟــﺒــﺸــﺮ؛ إﻻ أن اﻟـﻘـﻴـﻢ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ اﻟـﻤـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ ﺑﻴﻦ اﻷدﻳـــــــــﺎن اﻟـــﺴـــﻤـــﺎوﻳـــﺔ ﻗــــﺪ ﻛــــﱠﺮ َﺳــــﺖ ﻟــﻤــﻔــﻬــﻮم اﻷﺳــــــﺮة، وأﱠﺳــــَﺴــــﺖ ﻟﻘﻴﻢ اﻟــــﺘــــﺮاﺣــــﻢ واﻟــــﺘــــﻜــــﺎﻓــــﻞ واﻟــــﺘــــﻌــــﺎون ﺑـﻴـﻦ أﻓـــﺮادﻫـــﺎ، ورﱠﺳـــَﺨـــﺖ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟـــﻤـــﻘـــﺪﺳـــﺔ ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻢ، ﻓــﺎﻟــﻤــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ اﻷﺳﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ وﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ وﻗﻴﻤﻬﺎ وﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﻨﻮاة اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﻤﺸﱢﻜﻠﺔ ﻟـُﻌـﺮى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﻛــﺎن داﻓــًﻌــﺎ ﻟـﻨـﺎ ﻟﻨﺜﻴَﺮ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ.
وﺣــﻮل اﻟﻤﺤﺎور اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ اﻟـــﻤـــﺆﺗـــﻤـــﺮ، ﻗـــــﺎل ﺳــــﻌــــﺎدة اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر اﻟـــﻨـــﻌـــﻴـــﻤـــﻲ: ﻟـــﻘـــﺪ ﺟــﻌــﻠــﻨــﺎ ﻟــﻠــﻤــﺆﺗــﻤــﺮ أرﺑــﻊ ﺟﻠﺴﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﻣﻦ ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ أن ﻧـــﺒـــﺪأ ﻧـــﻘـــﺎش ﻣــﺤــﻮرﻫــﺎ اﻷول ﺑـﺒـﻴـﺎن ﻫﻴﻜﻞ اﻟـﺒـﻨـﺎء اﻷﺳــﺮي ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ وﻣﻜﺎﻧﺔ وﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻷدﻳﺎن.
ﺛﻢ ﺳﻴﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﺪور اﻟﻤﺮﻛﺰي ﻟﻸﺳﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ.
أﻣــــــــﺎ اﻟـــــﻤـــــﺤـــــﻮر اﻟـــــﺜـــــﺎﻟـــــﺚ وﻫـــــﻮ ﺟـــﻮﻫـــﺮي ﻓـــﻲ ﻣـــﻮﺿـــﻮع اﻟــﻤــﺆﺗــﻤــﺮ؛ إذ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻟـﻪ ﻳﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﺳــــــﺮة اﻟـــﻤـــﻌـــﺎﺻـــﺮة ﻓـــﻲ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﻻﺳﺘﻴﻀﺎﺣﻬﺎ وأﺛـﺮﻫـﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳــﺮة وﻛــــﻴــــﻔــــﻴــــﺔ ﺗــــﻘــــﺪﻳــــﻢ ﺳــــﺒــــﻞ اﻟــــﺪﻋــــﻢ واﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ.
وﻟـــﻢ ﻳَــُﻔــْﺘــﻨــﺎ أن ﻧــﺒــﻘــﻲ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ واﻟﻤﺸﺎرﻛﻴﻦ ﻓـﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ أﺧـﻄـﺮ اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺎت اﻵﻧـﻴـﺔ اﻟــﻤــﺆﺛــﺮة ﻋــﻠــﻰ اﻷﺳــــﺮة اﻟـﻤـﻌـﺎﺻـﺮة وﻫﻲ اﻟﺤﺮوب واﻟﻨﺰاﻋﺎت«.
وﻗــﺎل ﺳﻌﺎدﺗﻪ إن: »دوﻟـــﺔ ﻗﻄﺮ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻬﺎ اﻟـﺮﺷـﻴـﺪة ﺳـﺒـﺎﻗـﺔ ﻓــﻲ ﻛﻞ اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟـﻤـﻬـﻤـﺔ، وﻫـﻲ دوﻟــــــﺔ ﺗــﺒــﺤــﺚ داﺋــــﻤــــﺎ ﻋــــﻦ اﻟـــﺴـــﻼم واﻟﻮﺋﺎم ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ واﻟـﻤـﻘـﻴـﻤـﻴـﻦ ﻋــﻠــﻰ أرﺿـــﻬـــﺎ وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻜﻞ ﺷﻌﻮب اﻷرض، وﻟــﻬــﺎ إﺳــﻬــﺎﻣــﺎت وأدوار ﻣـﺸـﻬـﻮدة ﻓـﻲ ذﻟـــﻚ، ﻣـﻨـﻮﻫـﺎ ﺑـﻤـﺒـﺎدرات دوﻟـﺔ ﻗﻄﺮ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟــﺤــﻮار واﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ ﺑــﻴــﻦ أﺗـــﺒـــﺎع ﻫــــﺬه اﻷدﻳــــــﺎن، وﺑــــﺪور ﻗـﻄـﺮ اﻹﻳــﺠــﺎﺑــﻲ ﻓــﻲ ﻛــﺎﻓــﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻟﺤﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت، وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺤﻮار ﺑﻴﻦ اﻷدﻳــــﺎن واﻟــﺤــﻀــﺎرات واﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺎت، ﻣــــﻤــــﺎ أﻛــــﺴــــﺒــــﻬــــﺎ ﻣــــﻜــــﺎﻧــــﺔ ﻋـــﺎﻟـــﻤـــﻴـــﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ واﺣــﺪة ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻛـﺜـﺮ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮا ﻓـﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ«.
اﻟﻘﺮار اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻹﺟﺮاﻣﻲ واﻟﺠﺎﺋﺮ واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﺈﻏﻼق ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺪس ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﺪوان اﻟﻮﺣﺸﻲ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة واﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، ﻓﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻤﻬﺎ وﻣﺠﺎزرﻫﺎ وﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ واﻟﺘﻲ أﺧﺬ ﺻﺪاﻫﺎ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮد ﻣﻦ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ وﺟﻪ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻘﺒﻴﺢ وﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﻌﺮﻗﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻳﺨﺪم اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻫﻮ ُﻣﺤﺎَرب ﻣﻦ ِﻗﺒﻞ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺒﻐﻴﺾ، ﻓﻜﻠﻨﺎ رأﻳﻨﺎ اﻟﻬﺠﻮم اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ وﻛﺎﻟﺔ اﻷوﻧــﺮوا ووﺻﻤﻬﺎ ﺑﺎﻹرﻫﺎب ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﻮﻗﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ دﻋﻤﻪ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ. ﻳﻮم أﻣﺲ ﻧﻔﺬ اﻻﺣﺘﻼل ﺗﻬﺪﻳﺪاﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﺈﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰﻳﺮة وأﻏﻠﻖ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺸﺒﻜﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﻜﺲ اﻟﻘﻤﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺤﺮة، واﻹﻋﻼم اﻟﻤﻬﻨﻲ، اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻞ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﺎدﻳﺔ وﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺰﻣﻼء ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑـﺎﻷراﺿـﻲ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﻤﻬﻨﻴﺔ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ودﻓﻌﻮا ﺛﻤﻨًﺎ ﺑﺎﻫًﻈﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ إﻳﺼﺎل اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دون أن ﺗﻨﺎل ﺟﺮاﺋﻢ اﻻﺣﺘﻼل وﺗﺤﺮﻳﺾ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﻤﺘﻬﻢ.
اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺟﺮاﻣﻲ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻬﻮدا ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺋﻤﻪ ﺗﻔﻀﺢ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ، وأﺧــﺬ ﻳﺴﺘﻬﺪف اﻟﺰﻣﻼء اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑـــﺎﻷراﺿـــﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﻘـﺘـﻞ واﻻﺳـــﺘـــﻬـــﺪاف واﻟـﺘـﻀـﻴـﻴـﻖ وﻣـﻼﺣـﻘـﺔ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ وﺻﻮًﻻ إﻟﻰ َﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺳﻤﺎه ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻟﺤﻈﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺗﻀﺮ ﺑﺄﻣﻨﻪ، وﻟﻜﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻨﻴﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﻟـﻮﻻﻫـﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟـﻨـﺎس ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣـﺎ ﻳﺠﺮي ﻣـﻦ ﺟـﺮاﺋـﻢ ﻓـﻲ ﻏـﺰة، ﻓﺎﻻﺣﺘﻼل اﻟﻤﺠﺮم ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أي رواﻳﺔ أﺧﺮى ﻏﻴﺮ رواﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻟﺲ ﻓﻴﻬﺎ وﻳﺰور اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، وﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻛﺬﺑﺖ اﻟﺠﺰﻳﺮة رواﻳﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺪاﻣﻐﺔ وﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﺣﺘﻰ دﻓﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻤﻪ، وﻷن اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺑﻤﻬﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌﻬﻮدة واﺣﺘﺮاﻓﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻬﺪد ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺬا ﺗﺮﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أن ﺗﻄﺮد اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻣﻦ اﻷراﺿـﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺗﻌﻠﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﺧﺴﺮت ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﻠﻌﺪوان اﻟﺤﺮب اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﺗـﺤـﺮﻛـﺖ اﻟــﺸــﻮارع اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺿـﺪ اﻟـﻤـﺠـﺎزر واﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟـﻌـﺮﻗـﻲ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺼﻮر اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻏﺰة ﻋﺒﺮ اﻟﺠﺰﻳﺮة، وﻻ ﺷﻚ أن ﻣﻨﺎﻇﺮ اﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت واﻟﺘﻈﺎﻫﺮات ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﻀﺎﻣﻨﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ واﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎزر ﻓﻲ ﻏــﺰة، أﻓﺰﻋﺖ اﻻﺣـﺘـﻼل وﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻷﻧﻪ ﺧـﺴـﺮ اﻟـﻤـﻌـﺮﻛـﺔ اﻹﻋـﻼﻣـﻴـﺔ رﻏـــﻢ اﻟـﻜـﻢ اﻟـﻬـﺎﺋـﻞ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻨـﻮات واﻟـﺒـﺮاﻣـﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ وﺗﺤﺎول ﺗﻠﻄﻴﻒ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻤﺴﺦ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب، ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن ﺣﻤﻞ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻧﻘﻼب اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺿﺪه، واﻗﺘﺮاب ﺻﺪور ﻣﺬﻛﺮات اﻋﺘﻘﺎل ﺑﺤﻖ ﻗﺎدﺗﻪ ﻻرﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺟﺮاﺋﻢ ﺣﺮب ﻓﻲ ﻏﺰة واﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ.