ﻣﺄزق اﻟﻠﺠﻮء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺮوب ﺳﻮرﻳﺎ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ
زﻳـﺎرة رﺋﻴﺴﺔ اﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ أورﺳــﻮﻻ ﻓﻮن دﻳﺮ ﻻﻳﻦ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺮﻓﻘﺔ رﺋﻴﺲ ﻗﺒﺮص ﻧﻴﻜﻮس ﺧﺮﻳﺴﺘﻮﻟﻴﺪس ﺣﺎﻣﻠﺔ وﻋﺪا ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪة إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ رﻋﺐ أوروﺑﺎ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ إﻟﻴﻬﺎ. إن اﻟﻌﺐء اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ اﻟـــﺬي ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻤﻨﻬﺎر اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ وﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺎ ﻣـﻦ ﺗـﻮاﺟـﺪ ﺣـﻮاﻟـﻲ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﻻﺟــﺊ ﺳـــﻮري ﻋﻠﻰ أراﺿـﻴـﻪ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻗﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ أوروﺑـﺎ، ﺣﻴﺚ ﻗﺒﺮص اﻟﺪوﻟﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺠﺎرة ﻟﻠﺒﻨﺎن ﺷﻬﺪت ﺗﺰاﻳﺪ ﻋـﺪد اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻘﺎدﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع اﻟﻘﺼﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وإﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻟﺤﺮب اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏـــﺰة. ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺗﻮﺟﻪ إﻟـﻰ ﻗﺒﺮص ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ وﻟﺒﻨﺎن ﻳﺮﻓﺾ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﻢ رﻏﻢ اﺗﻔﺎق ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻴﻦ ﻟﺒﻨﺎن وﻗﺒﺮص ﺣﻮل اﻟﻤﻮﺿﻮع. ﻗﺪم اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة إﻟﻰ ﻗﻄﺎﻋﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺑﻴﻦ ٤٢٠٢ إﻟــﻰ ٧٢٠٢ ﺑﻤﺴﺘﻮى ٣٦٧ ﻣﻠﻴﻮن ﻳــﻮرو ﻣـﻦ أﺻــﻞ اﻟﻤﻠﻴﺎر اﻟــﺬي ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن.
وﺗﻢ اﻋﺘﻤﺎد ٤٦٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو ﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت وﺗﺠﻬﻴﺰات ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻹدارة ﺗﻮاﻓﺪ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ. ﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﺤﺰب اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻟﻴﺪ ﺟﻨﺒﻼط ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮرﻳﺎن ﻟﻮ ﺟﻮر إن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ أن ﺗﻔﺘﺢ ﺣﻮارا ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻟﻌﻮدة ﻫﺆﻻء إﻟﻴﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﻷوروﺑﻴﻴﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺟﻴﺪا أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﻢ ﻷن ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﺪﻣﺮة وأن ﻋﻮدﺗﻬﻢ اﻵﻣﻨﺔ واﻟﻄﻮﻋﻴﺔ واﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺣﺴﺐ ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻷﻣـﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮة. ﻓﺎﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺣـﺮب اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻣﺘﺪﻫﻮرة، واﻷوروﺑــﻴــﻮن ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑـﺄن اﻟﻨﻈﺎم ﻗـﺪم وﻋـــﻮدا ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻻﻟـﺘـﺰام ﺑﻬﺎ. إن وﺿﻊ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن أﺻﺒﺢ ﺧﻄﻴﺮا إذ إﻧﻪ أﺣﺪث اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺎت ﺑﻴﻦ ﺳﻮرﻳﻴﻦ وﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺑﺪأ ﻳﻮّﻟﺪ ﻧﻮًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ إزاء اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ. ﺣﺘﻰ إن ﺗﻘﺮﻳًﺮا Watchـﻟ Human Rights اﺗﻬﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة اﻋﺘﻘﻠﺖ ﺗﻌﺴًﻔﺎ وﻋﺬﺑﺖ ﺳﻮرﻳﻴﻦ وﻃﺮدﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮة. ﺣﺴﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻟﻮﻣﻮﻧﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ٠٠٨٢ ﻻﺟـﺊ ﺳــﻮري ﻏــﺎدروا إﻟﻰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن. ﺗﺮﻓﺾ اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺒﺮاﻣﺞ ﻋﻮدﺗﻬﻢ اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ أو ﻣﺤﺎوﻻت ﺑﺈﻋﺎدة ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻷﺳــﺪ. اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺘﻬﻢ اﻟــﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﻮﻃﻴﻦ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺑـﻘـﻮا ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن. ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻷزﻣـــﺔ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺣﻴﺚ اﻷوﺿـــﺎع اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻴﻪ ردﻳﺌﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أوﺿــﺎع ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ، واﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﺴﻮرﻳﻮن اﻷﺑﺮﻳﺎء ﻳﺪﻓﻌﻮن ﺛﻤﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت أدت إﻟﻰ ﺧﺮاب ودﻣﺎر ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺳﻮرﻳﺎ وﻫﻢ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ أوﺿــﺎع ﻓﻘﺮ وﺑـﺆس ﻛﺎرﺛﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺟﺰًءا ﻛﺒﻴًﺮا ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ أﻳًﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻤﺎﻟﻲ وزوال ﻣﺪﺧﺮاﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺒﻴﻦ إذ إن اﺳﺘﻴﺎء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮم وأﻟﻢ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ أﻳًﻀﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﻐﺮب ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻻﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻋﻠًﻤﺎ أن أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ اﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ٠٠٠٠٥٨ ﻻﺟﺊ ﺳﻮري. ﻟﻜﻦ ﻣﻮﺟﺔ ﺻﻌﻮد اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ زادت اﻟﺘﻌﺼﺐ ﺿﺪ اﻹﺳـﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻷوروﺑﻴﺔ. ﻳﻨﻈﺮ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ إﻟﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟــﻠــﺠــﻮء اﻟـــﺴـــﻮري ﻣــﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟــﺘــﺨــﻮف ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺐء ﻋـﻠـﻰ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪول اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻮف ﻣﻤﺎ ﺗﺼﻔﻪ اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎح اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ. إن أزﻣﺎت اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮب. ﻓﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮب اﻟﺬي ﺳﺎﻧﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وأﻋﻄﺎﻫﺎ ﺣﻖ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓـﻲ ﻏــﺰة أن ﻳﺘﻨﺒﻪ إﻟــﻰ اﺣﺘﻤﺎل إﻧـﺸـﺎء ﻣﻮﺟﺔ ﻧﺰوح ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ وﺣﺸﻴﺔ ﺣﺮب إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺰة ﺧﺼﻮﺻﺎ أن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ دﻓﻊ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ إﻟﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻘﻄﺎع إذ إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺪﻣﺮت اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ واﻟﻤﻨﺎزل واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﻟـﻤـﺪارس. إن ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻨﺰوح واﻟﻠﺠﻮء ﻫﻲ ﻣﺄﺳﺎة دول اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮب.