إﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب اﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻨﺪ أﻫِﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻦ أﺧﺬ اﻟﺪروس ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻫﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ واﺳﺘﻨﺘﺎج اﻷﺧﻄﺎء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ، وﻫـــﺬا ﻳــﺮﺟــﻊ ﻟــﻤــﺪى ﻓـﻬـﻢ اﻹدارة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺣـــﺪود اﻻﺳﺘﻔﺎدة.
وﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺳﺎٍل ﻣﻊ اﻟﻤﻘﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮات اﻟﺒﻮﻳﻨﻎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺑﻴﻊ ﻣﻨﻬﺎ ٥٠٥ ﻃﺎﺋﺮات أو أﻛﺜﺮ، ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻗﺒﻞ أن َﺗﻜﺸﻒ اﻟﺤﻮاد
ُث ﻓﺪاﺣَﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﺧﻄﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻓﻤﻦ ﻳﺪﻳﺮ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻟﻤﺒﻴﻌﺎت؛ ﻟﺘﻜﻮن اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﻌﺎم ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ، وأﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻪ، وﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺴﺆول ﺧﻂ إﻧﺘﺎج ﻟﻴﻀﻊ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪوﻻرات؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻤﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج، وﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أﺳﻤﻴﻨﺎه ﻧﺎﺟًﺤﺎ، وﺳﻴﻜﻮن أول ﺧﻨﺠﺮ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮﻛﺔ، ﺣﻴﺚ إن ﻫﺬا اﻟﻤﺪﻳﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أﺷﻴﺎء أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻟﻴﺮﺿﻲ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻴﺎ، أو ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻓﺄة »اﻟﺒﻮﻧﺺ«، ﻓﻠﻮ اﺳﺘﻔﺪﻧﺎ ﻣـﻦ درس اﻟﺒﻮﻳﻨﻎ ﻟﺮأﻳﻨﺎ أن ﻫﻨﺎك »ﺻـﻮاﻣـﻴـﻞ« ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎم، وﻳﺪل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﻂ اﻹﻧﺘﺎج ﻗﺪ ﺗﻬﺎوﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﻛﺘﻤﺎل ﻛﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻹﺗﻘﺎن ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺳﺮﻋﺔ إﻧﺘﺎج ﻋﺪد أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﺮات.
وﻫـــﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻟﻴﺲ ﻗــﺎﺻــﺮا ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ وﺳـﺎﺋـﻞ اﻟﺘﻨﻘﻞ، وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻷﺧـﺮى، وﻳﻤﻜﻦ وﺿﻊ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻸﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺞ، وذﻟـﻚ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــﻼزم ﻹﻧﺘﺎج اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻺﻧﺘﺎج، وﺑﺬﻟﻚ ﻧﻌﺮف إن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﺧﺬت اﻟﻘﻄﻌﺔ وﻗﺘﻬﺎ اﻟﻤﺤﺴﻮب ﻟﻬﺎ أم ﻻ، ﻓﻴﺘﻢ ﺗﺪارك اﻟﻮﺿﻊ، وﻟﻬﺬا ﻧﺮى أن اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮة اﻟﺒﻮﻳﻨﻎ وﻫﻲ ﻋﺪم ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ، ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺰﺑﻮن.
اﻵن ﺑـــﺪأت إﺧــﻔــﺎﻗــﺎت اﻟــﻐــﺮب اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻲ ﺗﻈﻬﺮ واﻟــــﺪروس اﻟﻤﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺼﻨﻊ ﻛﺜﻴﺮة، ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻨﻲ، وﻣﻨﻬﺎ اﻹداري، وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰي ﻓﻜﻞ ذﻟﻚ ﻳﻨﺼﻬﺮ ﻓﻲ ﺟﻮدة ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻤﻨﺘﺞ اﻟﻮاﺣﺪة.
اﻟﺨﻼﺻﺔ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻲ ﺟﻮدة اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﺗﺎرﻳﺦ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ أو ﻋﻤﺮﻫﺎ أو ﻣـﻦ ﻳﻜﻮن اﻟﺤﺎﺿﻦ ﻟﻬﺎ إن ﻛـﺎن دوﻟــﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﺮى أو دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﻴﺔ، وﻟﻜﻦ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ، واﻟﺘﺰاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺲ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻗﻴﺎس ﺟﻮدة اﻟﻤﻨﺘﺞ.