.. وبدأ ماراثون الثانوية العامة
لا صوت الآن يعلو على صوت الثانوية العامة!، ولهذا أريد إلقاء الضوء على عدة جهات، قد تبدر منها معالجات تعود بالسلب أكثر منها بالإيجاب على الطلاب وأسرهم؛ فمثلا: الإعلام عامة والصحف خاصة، نتمنى أن يُرشِّد الإعلام طريقة معالجة السلبيات التى قد تحدث أثناء فترة الامتحانات، فصور البكاء والعويل من صعوبة أسئلة مادة ما، فضلا عن العناوين المثيرة، ومكان نشرها فى الصحف. فيكون مردوده على الأسر والمجتمع بالسلب أكثر منه بالإيجاب، ناهيك عن تأثيره على أمور أخرى قد لا تكون فى صالح العملية التعليمية. أما أولياء الأمور، فلا يختلف اثنان على حب الآباء لأبنائهم، ولكن تواجد أولياء الأمور وتكدسهم أمام أبواب اللجان، وانتظارهم حتى نهاية الامتحان هو أمر سلبى يعود بالتوتر على الجميع بمن فيهم الطلبة، إلا فى الحالات المرضية، وحتى تلك يفضل توصيلها والعودة مرة أخرى بعد انتهاء الامتحان. ونتمنى من واضع أسئلة الامتحان ألا تأتى طريقة عرض الأسئلة المستفزة، أو تشابه الإجابات مع بعضها، أو غموض فى رأس السؤال نفسه. وهنا جاء دور أخى الملاحظ، فعليه أن يتذكر أن طلبة الثانوية العامة فى مرحلة سنية حرجة، والتى تتطلب معاملة نفسية خاصة. إن عبوس الوجه وتقطيب الجبن، والصوت العالى ليست هى الأدوات التى ترهب بها الغير. بل ابتسامتك فى وجه الطلاب تعطيهم اطمئنانا نفسيا، يساعدهم على التركيز، فالهدوء يريح الأعصاب، وحسن معالجة المشاكل فن.
أما عزيزى الطالب فللتفوق وصايا، منها، الاستعداد للتفوق يجب أن يبدأ قبل دخول الامتحان، وذلك بالنوم مبكرا، مع إحضار جميع أدواتك حتى لا تتسول من أحد شيئا قد يعرضك للحرج من زميلك أو السيد الملاحظ، ناهيك عن الذهاب مبكرا على الأقل أول يوم لمعرفة مكان جلوسك وتحسبا لأى طارئ سواء فى المواصلات أو... إلخ. داخل اللجنة تحل بالهدوء، ولا تكثر من الالتفات يمينا ويسارا وتجنب إثارة أى مشكلة من شأنها التأثير على أعصابك أو زملائك. كراسة الإجابة سواء أكانت ورقية أو )تابلت( هى وسيلتك للتفوق، واعلم أن الإجابة تتطلب أجزاء معينة وليست عملية سرد والسلام، لذلك قالوا «فن الإجابة». افهم المطلوب من السؤال جيدا، وما هى الجزئيات المراد تناولها، لأن درجة السؤال تكون موزعة على عدد الجزئيات المطلوبة فى السؤال. بالنسبة للإجابة فى الكراسة الورقية فالخط الجيد والتنظيم والحرص على حسن طريقة العرض، فدوِّن النقاط الرئيسة بصورة بارزة يليها التحدث عن الفرعيات. لا بد أن يكون لديك «إرادة وعزيمة وطموح» فلا يوجد مستحيل، وأمام الإصرار تتحطم الصعوبات، ومراجعة الإجابات شىء ضرورى فلا تهملها لأنها قد تذكرك بشىء قد نسيته. وأخيرا، ثقتك بالله أولا، ويقينك بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ثم ثقتك بنفسك لأن الثقة بنفسك أول طريق التفوق. ونتمنى التوفيق لجميع أبنائنا الطلاب.
سعد مهلل محمد- كبير معلمى اللغة العربية بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية.