Al Masry Al Youm

مهرجان «جمعية الفيلم» يُسدل الستار على دورته ال50

⏮سيرين خاس: لم نصور «علم» فى فلسطين بسبب التصاريح.. وكل شخص اختاره المخرج كان طبيعيًا

- منى صقر

أسدل الستار على مهرجان جمعية الفيلم واليوبيل الذهبى له، بعدما شهد عدة فعاليات هامة، بين عروض الأفلام وتفاعل الحضور مع الصُناع، وتواجد عبدالسميع رئيس المهرجان فى مختلف الفعاليات التى استمرت على مدار عدة أيام متتالية بدأت مطلع يونيو الجارى، تنوعت فعاليات المهرجان بين الأفلام والاحتفال بفنانين فارقوا الحياة بأجسادهم وأعمالهم الهامة ما زالت باقية.

وخلال فعاليات الدورة ال50 للمهرجان، عُرض الفيلم الفلسطينى «علم» للمخرج فراس خورى، وعقب انتهاء العرض أُقيمت ندوة أدارتها الناقدة صفاء الليثى، وحضرها بطلة العمل الفنانة سيرين خاس، والمخرج الفلسطينى فايق جرادة.

ورحبت صفاء بالحضور، ووجهت التحية لسيرين خاس، وطلبت منها أن تقدم نفسها للجمهور، وقالت سيرين «ولدت فى غزة وخرجت منها فى الانتفاضة الثانية، وعشت فى مصر ووالدتى مصرية ثم انتقلت للعيش فى الأردن وعدت لفلسطين بعد أن هدأت الأمور، وحاليا عدت لمصر بسبب العمل وقررت أظل بها لفترة».

وقالت صفاء: «للمرة الثانية أشاهد الفيلم، وهى المرة الأولى التى أشاهده فيها بعد طوفان الأقصى، والمخرج قدم مشاهد ولخص الكثير من الأمور، وبه علامات استوقفتنى، أهم علامة الطالب المتمرد الثائر الذى ناقش المدرس وصحح معلومات مغلوطة يقولها، وشخصية سيرين فى الفيلم أيدته وقالت )هذا ليس تاريخا هذا محو تاريخ)».

وتابعت: «مشهد قوى جدا وعُرض فى سياق الفيلم دون أن يظهر كخطابة، المشهد الثانى وهو يُسمعنا نشيد، والمشهد الثالث الذى يبكينى كلما شاهدت الفيلم الذى تظهر فيه البنت الصغيرة وتغنى موطنى، مشاهد علامات، الفيلم كله حاجة حلوة، فإلى جانب حديثه عن القضية الفلسطينية كقضية، يقترب من حياة المراهقين فى المرحلة الثانوية، وجعلنا نقول إننا نشاهد النسخة الفلسطينية من هذا النوع من الأفلام التى تقدم هنا فى مصر».

وطلبت صفاء من سيرين الحديث عن التحضير للفيلم، وكيف ظهرت بأداء طبيعى هى وباقى الشباب المشاركين، وأجابت أن فراس المخرج عندما اختار الممثلين، اختار من يشبهون شخصيات الفيلم، كل شخص اختاره كان قريبا من طبيعته الحقيقية.

وقالت سيرين: «صورنا فى تونس لأننا لا نستطيع التصوير فى فلسطين، والبنت الصغيرة التى غنت )موطنى( هى تونسية وحفظت النشيد قبل التصوير بنصف ساعة، ومشهد المظاهرة كان به الكثير من التونسيين، وكان مؤثرا لأنهم يحبون فلسطين جدا، الناس كانت بجد من قلبها مبسوطة وشعروا أنهم فى فلسطين، حتى المشهد الذى به الجنود الذين يحاولون أخذ العلم، رفضوا ارتداء ملابس إسرائيلية، ولم يوافقوا على تعليق العلم الإسرائيلى حتى لو كان تمثيلا».

وقال رئيس المهرجان مدير التصوير محمود عبدالسميع فى مداخلة، إن صفاء الليثى مونتيرة سينمائية وتعمل فى النقد السينمائى منذ عشرين عاما، وقالت صفاء إن جمعية الفيلم تهتم بعرض الأفلام المصرية غالبا، وعرض أفلام عربية يعد تطويرا كبيرا، ويسعدها أن الأمر بدأ ببرنامج للأفلام الفلسطينية، مشيرة إلى أن محمود عبدالسميع هو مدير تصوير مهم جدا خاصة للأفلام الوثائقية، وله فيلم مهم بعنوان اسمه ثلاثية رفح.

وخلال الندوة فتحت الناقدة صفاء الليثى، باب المناقشة، وسألت إحدى الحضور وهى من بين أعضاء جمعية الفيلم عن سبب تصوير الأحداث فى تونس لا فلسطين، وكيف أتقن البعض ممن ظهروا فى الفيلم الحديث باللغة العبرية بطلاقة، فهل يتم تدريس العبرى فى المدارس؟

وأجابت سيرين: «لا نصور فى فلسطين لأن الأمر سيحتاج الحصول على تصاريح للتصوير وهم لن يمنحونا تصريحا لتصوير شىء خارج الأجندة الخاصة بهم، وبالنسبة للغة العبرية فالفيلم تدور أحداثه فى مكان محتل يخضع للحكومة الإسرائيلي­ة، والمدرسة تقع فى قرية بجوار حيفا وهناك أنت تحت الاحتلال الإسرائيلى المباشر».

واستكملت:«والشهادة يحصل عليها الطلاب من الحكومة الإسرائيلي­ة ويتعلمون فيما بعد فى جامعات عبرية، عكس الضفة

وغزة لا يوجد تعليم اللغة العبرية، والأمر يخضع هناك لرغبة الشخص إذا أراد يتعلمها».

واختتمت سيرين حديثها: «حرق شجرة الزيتون، عندما يحدث نجد الأوروبيين والمهتمين بالبيئة يقولون ممنوع تحرق شجرة، لماذا تحرقونها، كل الذى يهمهم الشجرة، طب بالنسبة للولد الذى مات».

وبدا مهرجان جمعية الفيلم متضامنًا مع الدول العربية بشكل واضح، إذ عُرض أيضًا خلال الفعاليات فيلم «وداعًا جوليا»، بحضور بطل العمل نزار جمعة الذى بكى فى الندوة الخاصة بالعمل، فى ندوة بدأت بحديث الناقد خالد محمود عن الفيلم، معربًا عن سعادته بهذا الفيلم الرائع، وهذا من الأفلام القليلة التى تعبر عن السينما الحقيقية، فهذا الفيلم قصيدة سينمائية تلملم جراح وطن ممزق.

وأضاف أن هذا الفيلم يؤكد أنه من قلب المعاناة يولد الإبداع، فالمخرج الموهوب محمد كردفانى هو أحد مكاسب السينما العربية فلقد تجاوز فى هذا الفيلم كتابة وإخراجا، واستطاع طرح العديد من الأسئلة وقراءة المشهد بطريقة جيدة للغاية، فكل من يشاهد هذا الفيلم سيفكر كثيرا فى مستقبله.

واستطرد أننا شاهدنا مفردات عالية

للغاية كما شاهدنا أداء عاليا من فريق العمل، وبداخله رسائل كثيرة سياسية ولكن الأعمق من هذا هو استطاعة المخرج وصناع العمل وضعنا فى هذا القالب الإنسانى السينمائى، فهذا الفيلم سيعيش.

وقال نزار جمعة إننا نشكر مصر على استضافتنا كسودانيين، وتحدث عن شخصيته فى الفيلم قائلا: شخصية أكرم متوفرة بكثرة فى المجتمعات العربية وخاصة السودان، الشخص المتسلط هو نتيجة للتربية القهرية، فهى متوفرة أمام عينى لذلك استطعت تأديتها كما أن هناك كتابة جيدة للغاية.

ووجه خالد سؤالا له بأنه عند تأديته لشخصية تلامس الواقع فهل يستطيع فصل نفسه؟ ورد نزار بأنهم جيل ضائع، لم يستطيعوا عيش حياة طبيعية منذ فترة طويلة، هناك معاناة، وتعاطفنا مع الشخصيات المكتوبة جعلتنا نستمتع ونتعايش.

وأضاف أن النص كان ملامسا للواقع بطريقة مؤلمة للغاية، وهناك بعض الحوارات فى الفيلم تشبه الحرب الأخيرة.

وقالت المونتيرة هبة عثمان، إنها محظوظة فى هذا الفيلم لأن المخرج هو المؤلف، وقام بزيارتها عندما كان يكتب الفيلم وهى تعمل على مونتاج «ستموت فى العشرين»، ومن يومها وهم يعملون على الفيلم بدون انحياز، لا انحياز لشخصية جوليا ولا منى، حتى أن كردافانى ساوره بعض القلق أن يكون منحازا ولكن السيناريو كُتب بشكل رائع فيظهر كأنه مقسم لنصفين، لذا كل شىء كان مخططا من البداية.

وأضافت أن نزار ظل متقلدا شخصية أكرم بطريقة رهيبة حتى فى الكواليس.

وقال شريف جاد عضو جمعية الفيلم، لنزار بأن دموعك غالية علينا جدا بعدما بكى نزار على أحوال السودان، قائلا له: ففى ظل هذه الظروف التى تعيشها السودان وقمتم بهذا العمل فهذا إنجاز كبير ويستحق الاحتفاء.

ووجه سؤالًا لهبة ما هو المشهد الذى حزنت لقطعه؟ فردت هبة بأنه لا لم تحزن لأى مشهد قطعته وبالطبع كان الفيلم أطول من ذلك ولكن هذا هو ما أراد كردفانى توضيحه من خلال الفيلم.

وأضافت أنهم أنهوا الفيلم بهذا المشهد لأن أفلامنا نهايتها ليست وردية، بالطبع هناك خوف من المستقبل، فنحن نعيش الحاضر المؤلم ولكن ماذا سيحدث بعد؟ هناك فرق بين التسامح والتصالح.

وعلق نزار على مسألة النهايات بأنهم تمنوا عرض هذا الفيلم قبل الحرب الأخيرة، حتى يساهموا ولو بشكل بسيط لوقف هذه المعاناة، وما حدث يجعلنا نتعلم بأننا لابد من التفكير جيدا فى الغد.

وقال خالد إن الفيلم أدخله فى حالة إنسانية أخرى، ويتمنى أن يُعرض الفيلم فى ساحات شعبية فى السودان لنربى جيلا آخر. وأحيانًا يشعر بأن الجوائز وراءها أجندات معينة ولكن هذا الفيلم حين تشاهده فى أماكن عديدة بلجان تحيكم مختلفة ويمنحونه صوتهم فهذه خطوة هامة ويُحسب لجمعية الفيلم عرضه فى الختام.

وتحدثت المونتيرة هبة عثمان عن أداء بطلتى الفيلم وأنها شعرت بأنهم أصدقاء جيدين، فى البداية لم تكن تفهم أداء جوليا وشعرت بالخوف، ولكن عرفت بعدها أن هذا الأداء قبل أن تدخل منزل منى، واكتشفت أنها ممثلة قوية للغاية وبنت الشخصية بشكل رائع على الرغم من أن شخصية منى انفعالاتها أكثر ولكن شخصية جوليا أذهلتها.

ووجه أحد الحضور سؤالا ما الذى كان ينقص السينما السودانية بهذا الشكل لنرى أفلاما مثل ستموت فى العشرين ووداعا جوليا؟.

وردت هبة أنها ليست سودانية لذلك فهى لا تعرف الكثير عن تاريخ السينما السودانية فهى عملت فى هذا الفيلم ومن قبله ستموت فى العشرين.

وقال نزار إن الثورة أتاحت قدرا من الحرية والشباب استطاعوا تحصيل بعض الأموال ذلك تطورت السينما السودانية.

كما قالت أخرى إن الفيلم يحمل الكثير من الرمزيات بأداء عالى للغاية، رغم المعاناة التى خضناها معهم.

⏮بطل «وداعًا جوليا» يبكى أثناء عرض فيلمه: نحن جيل ضائع

⏮صفاء الليثى: عرض أعمال فلسطينية فى مهرجان جمعية الفيلم تطور كبير

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ?? محمود عبدالسميع فى ندوة الفيلم الفلسطينى «علم»
محمود عبدالسميع فى ندوة الفيلم الفلسطينى «علم»
 ?? ?? الناقدة صفاء الليثى فى إحدى الندوات
الناقدة صفاء الليثى فى إحدى الندوات
 ?? ?? الناقد خالد محمود بين ضيوف المهرجان
الناقد خالد محمود بين ضيوف المهرجان
 ?? ?? جانب من حضور الندوة
جانب من حضور الندوة
 ?? ?? نزار جمعة
نزار جمعة
 ?? ?? سيرين خاس
سيرين خاس
 ?? ?? هبة عثمان
هبة عثمان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt