أوروبا ضد العالم
قد ينجح خبر صغير فى التحريض على فتح ملف قضية أكبر وحكاية أهم.. فالخبر كان اختيار نجم التنس الفرنسى يانيك نواه منذ ثاثة أيام لقيادة منتخب أوروبا، خلفا للنجم السويدى بيورن بورج، استعدادا لمواجهة منتخب العالم فى كأس لافر للتنس.. وهى بطولة تقام كل سنة بين منتخبى أوروبا والعالم منذ 2017.. وفازت أوروبا بالكأس الأولى التى أقيمت فى براج.. والكأس الثانية 2018 فى شيكاجو.. والكأس الثالثة 2019 فى جنيف.. وفاز منتخب العالم أخيرا بالكأس الخامسة 2022 فى لندن.. وعاد وفاز بالكأس السادسة 2023 فى فانكوفر.. وأظن أنها البطولة أو اللعبة الوحيدة التى تشهد مثل هذه المواجهة الرياضية المباشرة بين منتخبى أوروبا والعالم.. وتكفى هذه العبارة لتأمل نتائج أوروبا الرياضية أمام العالم فى ألعاب كثيرة.. ففى كأس العالم لكرة القدم فازت أوروبا ب 12 بطولة مقابل 10 بطولات للعالم.. وفى كأس العالم لكرة السلة فازت أوروبا ب 11 بطولة مقابل 8 بطولات للعالم.. وفى كأس العالم للكرة الطائرة فازت أوروبا ب 8 بطولات مقابل 7 بطولات للعالم.. وتبقى كأس العالم لكرة اليد بطولة وحيدة واستثنائية فازت أوروبا بكل بطولاتها.. وتفوق العالم على أوروبا فى بطولات العالم لألعاب المائية وفاز ب 2045 ميدالية مقابل 1663 ميدالية لأوروبا.. وفى دورة طوكيو الأوليمبية الماضية انتصر العالم أيضا على أوروبا.. ففاز العالم ب 583 ميدالية مقابل 497 ميدالية لأوروبا.. وإن كان من الممكن اعتبار ذلك أيضا انتصارا لأوروبا قياسا إلى عدد بلدانها مقارنة بعدد بلدان العالم التى شاركت فى طوكيو.. لكن يبقى انتصار العالم رياضيا على أوروبا من الاستثناءات لأنه حتى الآن تفوز أوروبا رغم أننا حين نتحدث عن العالم فهناك دول رياضية كبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وكندا والبرازيل وأستراليا وكوبا وبلدان أخرى كثيرة.. ولم يهتم أحد من قبل بدراسة وتحليل أسباب التفوق الرياضى الأوروبى رغم كل ما عاشته بلدان كثيرة خارج أوروبا من ثورات وتطوير رياضى فى مختلف الألعاب.. ولم يفكر أحد أيضا بعيدا عن التنس فى تشكيل منتخب أوروبى لينافس منتخب العالم فى أى لعبة أخرى.. حتى بطولة كأس رايدر الشهيرة للجولف تقام فقط بين منتخبى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.. وبذلك يبقى نجم التنس الأسترالى رودنى جورج لافر هو الوحيد فى التاريخ الذى أقنع الأوروبيين بمواجهة العالم أو العكس.. ويبقى لافر أحد أبطال التنس الكبار جدا ومن قائل هذا العالم الذين فازوا ببطولات التنس الكبرى الأربعة فى نفس السنة؛ حين فاز فى 1962 ببطولة أستراليا المفتوحة ورولان جاروس وويمبلدون وأمريكا المفتوحة.