«الظاهر بيبرس».. ثالث أكبر المساجد الأثرية ودرة العمارة المملوكية
«كبير الأثريين»: استخدمته الحملة الفرنسية عام 1798 موقعا عسكريًّا
كتبت- مى الوزير:
4 سنوات كاملة، قضاها الظاهر بيبرس البندقدارى فى بناء مسجده الشهير بالقاهرة، وفى حى «الظاهر» الذى يحمل اسمه حتى الآن، وقد شرع السلطان الظاهر بيبرس فى بنائه سنة 665 هجرية - 1267 م، فيما افتُتِح للصاة فى شوال 667 هجرية/ 1269 م، وظلت الشعائر الدينية مقامة بالجامع حتى أوائل القرن 16 الميادى حين عجزت الدولة فى ذلك الوقت عن الصرف عليه نظرا لاتساع رقعته فساءت حالته، وتدهورت، حتى حوله العثمانيون إلى مخزن للمهمات الحربية حينها.
ويُعد مسجد الظاهر بيبرس من أهم مساجد القاهرة التاريخية فى مصر، وهو إحدى درر العمارة المملوكية التى تزخر بها القاهرة القديمة، يشبه فى التخطيط المسجد النبوى فى المدينة المنورة، كما أنه أقدم مسجد فى العصر المملوكى، وتبلغ مساحته نحو 3 أفدنة، يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به 4 «ظات»، وهى المساحات المغطاة المعدة للصاة، أكبرها ظلة القبلة، حسبما ذكر الدكتور مجدى شاكر، كبير الأثريين، ل«المصرى اليوم». وأوضح «شاكر» أنه بعد مرور 225 عامًا تقريبًا
من الإغاق حيث لم تقم فيه الشعائر، فقد أسس هذا المسجد الظاهر بيبرس، وظل يؤدى رسالته كمسجد نحو 550 عامًا وبدخول الحملة الفرنسية 1798م استخدمته موقعا عسكريًّا ثم توالت عليه الأحداث فى عصر محمد على ثم الحملة الإنجليزية، وتسلمت لجنة حفظ الآثار المسجد فى عام ،1918 بعد فترة عانى فيها من الإهمال، فأصلحت بعض أجزائه ورممتها، خاصة الجزء المُحيط بالمحراب، وجعلت منه مصلى
وقامت ببناء بعض عقود ظلة القبلة، ووضعت فيه منبراً، أما بقية أجزاء المسجد فتحولت إلى متنزه عام، وقد مر بعدة ترميمات منذ عام 2007 وحتى 2011 تحت إشراف وزارة الثقافة، واستؤنف عام 2018 بمنحة من دولة كازاخستان، إلى أن افتتحه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مولين أشيم باييف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخى، يوم الأحد 4 يونيو عام 2023، وذلك بعد طول إتمام التجديدات والانتهاء من كافة أعمال الصيانة والترميم.
جدير بالذكر أن الظاهر بيبرس هو الحاكم المملوكى الرابع الذى حكم مصر وتعتبره بعض المراجع الحاكم الخامس إذا تم احتساب شجرة الدر كأول سلطانة لدولة المماليك خال الفترة التى حكمت بها بعد مقتل الصالح نجم الدين أيوب. وحكم الظاهر بيبرس 17 عاماً، وكان لقبه الظاهر ركن الدين بيبرس العائى البندقدارى الصالحى النجمى، وتوفى عام 1277 م، ودفن فى المكتبة الظاهرية بدمشق بعيداً من مسجده المهيب الذى بناه فى القاهرة. وقد تحول فى الوجدان الشعبى المصرى إلى رمز من رموز البطولة، وسميت باسمه أكبر ملحمة شعبية لحاكم عبر العصور.