ضمير أستاذ الجامعة
بكلمات رنانة وحماسية قال توماس جيفرسون، أحد رواد عصر التنوير، الذى بعد انتهاء فترة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية كثالث رئيس لها، قام بتأسيس جامعة فرجينيا: )لسنا خائفين من اتباع الحقيقة أينما تؤدى بنا، ولا من أن نتسامح مع الخطأ، مادام العقل قد تُرك حرًا ليحاربه(. فالجامعات تتبوأ مكان الصدارة فى المجتمع، فهى مركز إشعاع لكل جديد من الفكر والمعرفة، والمنبر الذى تنطلق منه آراء المفكرين الأحرار والعلماء والفلاسفة ورواد الإصلاح والتطور. ولأن أستاذ الجامعة قد ارتبط بهذه المعانى السامية فأحيطت مهنة أستاذ الجامعة بهالة من التقدير والتعظيم قل أن تحظى بها مهنة أخرى. فالأستاذ الجامعى يجد متعة فى التدريس فى تبادل الآراء مع طلابه. أستاذ الجامعة الحقيقى يعمد إلى إقناع تلاميذه وتشجيعهم على اكتساب الحقائق الأساسية، كما أن يقوم بتدريب تلاميذه على التمييز بين الصواب والخطأ، كذلك يهتم بتعليم تلاميذه الطرق التى بواسطتها أن يكتشف الحقائق الأساسية الثابتة، التى تتصل بموضوع الدراسة. أيضًا ينبغى أن يحرص كل أستاذ على رفع مستوى كتابة طلابه من حيث صحتها
وفاعليتها. وأذكر أنه فى مجال الرياضيات اعتدت أن أذكر للطلاب أن الرياضيات لغة لها قواعدها، وهى أيضًا موسيقى، وأيضًا منطق. لكن المشكلة الأساسية التى نعانى منها فى الجامعات المصريةوبالأخص فى مجال الرياضياتأن التعليم ما قبل الجامعى قائم على التلقين! أيضًا يجب أن يكون لدى أستاذ الجامعة حماسًا لا ينضب بالمادة، التى يقوم بتدريسها، وهذا الحماس ينتقل بعضه تلقائيًا إلى تلاميذه. ومن هنا فإن الحياة الجامعية هى « حياة تلمذة » . والأستاذ الأكاديمى الجاد فى عمله يكتسب تقدير تلاميذه المجتهدين، فيقدّرون عمله ومجهوده الواضح، والمجهود المخلص الذى يبذله كى يوضح لطلابه ما يدرسونه وما يتوقع منهم أن يعملوه. فالضمير هو الأساس الذى يقوم عليه الإنسان المخلص دون نفاق، فالذين نامت ضمائرهم ساءت مصائرهم.
د. مينا بديع عبدالملك- أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية